يرجع الفضل في تأسيس نادي الأهلي المصري في 24 أبريل من سنة 1907، إلى عمر لطفي، الذي تعود أصوله إلى المغرب.
وولد مؤسس الأهلي الذي يطلق عليه المصريون اسم عمر لطفي بك في الإسكندرية سنة 1867، لأب تم إيفاده من المغرب إلى مصر ليشتغل كسفير لبلاده.
تأسيس ناد للطلاب
ويشير كتاب "النادي الأهلي" لصاحبه حسن المستكاوي، إلى أنه قبل تأسيس النادي الأهلي، خطط عمر لطفي، لتأسيس نادي المدارس العليا، ليكون ناديا يجتمع فيه طلاب مصر، من أجل العمل على مقاومة الاستعمار البريطاني.
وكان نادي المدارس العليا، وراء أول اغتيال لسياسي مصري موال للاستعمار، فقد أطلق عضو فيه ست رصاصات سنة 1910، على الوزير بطرس غالي، وهو الحادث الذي هز مصر آنذاك.
ويشير الكتاب ذاته إلى أنه بعد سنتين من تأسيس المدارس العليا، "ولدت فكرة تأسيس النادي الأهلي في ذهن عمر لطفي بك، الذي وجد من خلال رئاسته لنادي المدارس العليا، أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى ناد رياضي، يجمعهم لتمضية وقت الفراغ، ويمارسون فيه الرياضة".
وطرح لطفي الفكرة على مجموعة من أصدقائه، وكان "شديد الحماس لها، ونقل حماسه إليهم، وتحمسوا إليها".
ويحكي عبد الخالق ثروت باشا (رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول)، وهو أحد المشاركين في تأسيس النادي الأهلي، الدور الذي لعبه لطفي في خروج النادي إلى الوجود قائلا "أول ما ينطق به لساني، في هذا الحديث هو اسم المرحوم عمر لطفي بك، ذلك لأنه الواضع لهذا النادي وصحاب الفكرة في تأسيسه".
اهتمام بالشبيبة
وأضاف أنه كان صديقا لعمر لطفي، وأن هذا الأخير كان "كثير الاشتغال بأمر الشبيبة، عظيم الاهتمام بأحوالهم، وبكل ما يعود عليهم بالفائدة"، وتابع أنه رأى "أن بعضا من "الطلبة يقضون أوقاتهم في المحال العمومية، ليس لهم من أنواع الرياضة سوى الجلوس في المقاهي، وأن البعض الآخر، وهو من يرى الترفع عن ذلك يعتكف في منزله".
واقترح لطفي عليه تأسيس ناد رياضي يجمعهم، وعمل على جمع المال اللازم لتأسيس النادي، وفي 8 أبريل من سنة 1907 عقد "أول اجتماع للشخصيات التي تحمست لفكرة عمر لطفي بك، وبالطبع كان صاحب الفكرة في مقدمة الحاضرين...، وأسس الحاضرون فيما بينهم نقابة أخذت على عاتقها جمع المال اللازم لتأسيس النادي".
وتم الاتفاق على إسناد رئاسة النادي، لشخص يحمل الجنسية الإنجليزية اسمه "ميتشل أنس"، من أجل الاستفادة من نفوذه لدى سلطات الاحتلال لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء مقر النادي".
وعقد أول اجتماع رسمي لمجلس إدارة النادي يوم 24 أبريل 1907، وشغل عمر لطفي منصب عضو في مجلس الإدارة.
ويشير كتاب "النادي الأهلي ومئة عام كرة قدم" لصاحبه أحمد شرين فوزي، إلى أنه "كان من وطنية عمر لطفي بك ورفاقه المؤسسين على أن يحتفظ الأهلي باسمه في اللغة الإنجليزية التي يفهمها الانجليز...، الأهلي كان يعني الأهل والناس والبيت والوطن، وبالتي أصبحت ترجمته هي ناشيونال، أي قومي أو وطني".
وفي سنة 1911 بدأ نشاط الأهلي الرياضي، واشتمل على كرة القدم، والتنس، والبلياردو، ورفع الأثقال، وألعاب القوى، والجمباز.
ذكرى رحيل ✨عمر لطفي بك✨
— النادي الأهلي ? (@AlAhly) November 14, 2019
صاحب حلم تأسيس أول نادي وطني و الذي تحول إلى أعظم نادي في الكون?☝️ pic.twitter.com/09EcQRONUI
وتطور النادي الأهلي، مع مرور السنين ليصبح أكثر الأندية المصرية والعربية والأفريقية والعالمية حصدا للبطولات في كرة القدم.
مؤسس أول نقابة
كما يعد عمر لطفي مؤسس أول نقابة عمالية في مصر وهي نقابة عمال الصنائع اليدوية. وهو أيضا أول الباحثين الذين تحدثوا عن "حقوق المرأة" في رسالة طبعت في القاهرة سنة 1897، وذلك قبل بروز اسم قاسم أمين.
وكانت رسالته خلاصة محاضرة باللغة الفرنسية ألقاها في ستنبر سنة 1896 وأوضح فيها حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية وقارن بينها وبين حقوق المرأة الغربية في ذاك الوقت.
وعرف عمر لطفي بأنه كان مثقفا واسع الاطلاع، وألف عدة كتب مثل الدعوة الجنائية في الشريعة الإسلامية، وحرمة المساكن، وحق المرأة، وحق الدفاع، والامتيازات الأجنبية، والوجيز في شرح القانون الجزائي.
وتوفي عمر لطفي في القاهرة يوم 14 نونبر سنة 1911 عن عمر يناهز 44 عاما.