دياسبو # 273 : إيمان سعود.. لاعبة المنتخب المغربي النسوي التي تطمح لتكرار إنجاز أسود الأطلس في المونديال

لن تنسى اللاعبة الدولية المغربية، إيمان سعود، المحترفة في سويسرا ذلك اليوم من شهر أبريل سنة 2021، الذي توصلت فيه باستدعاء من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتمثيل لبؤات الأطلس، ومع أول مباراة لها بالرباط، تأكدت من أن اختيارها للمنتخب المغربي على حساب المنتخب الفرنسي كان قرارا صائبا.

ولدت إيمان يوم 6 يونيو 2002 بمدينة الدار البيضاء، وهاجرت إلى فرنسا رفقة والدها أستاذ اللغة العربية، الذي توجه إلى فرنسا سنة 2004، ضمن البعثة المغربية التي أرسلتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، لتدريس أبناء الجالية المغربية اللغة العربية.

وتحاول اللاعبة المغربية الشابة، الجمع بين الجانب الرياضي والجانب الأكاديمي، حيث تتابع دراستها في السنة الثالثة، تخصص "علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية" (staps) بجامعة ليون بفرنسا، إيمانا منها بأن التكوين الأكاديمي يعتبر من أهم أسباب نجاح الرياضيين في مسيرتهم الاحترافية.

وقالت إيمان في تصريح لموقع يابلادي، إنها تخطط بعد حصولها على شهادة الإجازة، إلى متابعة دراستها في سلك الماستر. وبالإضافة إلى ذلك، تملك إيمان شواهد CFF 1، و CFF2، و CFF3، لتدريب الأطفال بين 7 ، و16 سنة.

العائلة.. الداعم الأكبر

وأكدت إيمان في حديثها لموقع يابلادي، أن الفضل في احترافها كرة القدم، يعود في المقام الأول لعائلتها، وقالت "أبي كان محبا لكرة القدم، وكنت ألعب معه في صغري، وفي يوم من الأيام خرجت معه وطلب مني اللعب مع الفتيان، وأنا في عمر السادسة".

وأضافت "منذ ذلك الحين وأنا ألعب مع الفتيان، وفي سن الثامنة بدأت ألعب كرة القدم داخل القاعة. أبي وأمي شجعاني على ولوج عالم كرة القدم، وكانت أمي تحرص على أخدي إلى التداريب بنفسها. كنت دائما أحظى بالتشجيع من والدي، ولم يكن يهمني ما يقوله الآخرون".

واستمرت في مزاولة كرة القدم داخل القاعة مع فريق collectif futsal Colmar لمدة سنتين، بعد ذلك انضمت إلى فريق Racing Holtzwihr Wickerschwihr 96، سنة 2011، واستمرت معه إلى غاية 2015، ثم انتقلت لمدة سنة واحدة إلى فريق Riquewihr، وجاورت بعد ذلك فريق Sélestat لسنة واحدة أيضا.

وفي سنة 2017 ولجت عالم الاحتراف ضمن صفوف فريق Vendenheim، واستمرت معه إلى سنة 2019، لتنضم بعد ذلك إلى فريق إفسي بازل السويسري، وخلال السنة الماضية انتقلت إلى فريق Servette Genève.

وبالموازاة مع مسيرتها في هذه الأندية، كان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يحرص على توجيه الدعوة لها لتمثيل الفئات الصغرى لمنتخب الديكة، نظرا لمهارتها ومستواها المتطور باستمرار.

نداء القلب

وفي شهر أبريل من سنة 2021، توصلت لاعبة وسط الميدان باستدعاء من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل اللعب للمنتخب النسبي الأول.

وقالت "ترعرعت وسط عائلة مغربية، المغرب هو من أرسل والدي لتدريس العربية، جدوري وأصولي مغربية، لذلك لم أتردد في اختيار المغرب، وأنا أشعر بالفخر لذلك، كان اختياري منطقيا".

وأوضحت أنها شاركت في لقاء ودي ضد المنتخب المالي بالرباط، وتابعت "عند عزف النشيط الوطني، أحسست بالقشعريرة، وعلمت أنني قمت بالاختيار الصحيح".

ولم تتأخر إيمان في إثبات موهبتها وجدارتها بحمل قميص المنتخب المغربي، وسجلت هدفها الأول في أول ظهور لها، لتساهم في فوز لبؤات الأطلس بثلاثية نظيفة.

وقالت "سجلت في هذا اللقاء أول هدف بحضور والدي. كانت ذكريات لا تنسى، بالنسبة لي لن أنسى هذا الهدف أبداـ الإحساس أثناء اللعب للمنتخب، لا يضاهيه أي إحساس، أحس أنني أمثل شعبا بأكمله. أمثل أحسن بلد في إفريقيا، لذلك أحرص لكي أكون في المستوى دائما".

وأكدت أن هدفها منذ استدعائها للمنتخب المغربي يظل دائما "هو تقديم أفضل ما لدي وتمثيل بلادي أفضل تمثيل".

ويحرص مدرب المنتخب المغربي النسوي، على توجيه الدعوة لإيمان سعود، ولحد الآن حملت قميص المنتخب النسوي في16 مناسبة، وسجلت ثلاثة أهداف، وكان هدفها الثاني في 22 فبراير من سنة 2022، كما سجلت ثالث أهدافها في 7 أبريل 2022.

وشاركت إيمان رفقة المنتخب المغربي في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للسيدات 2022، التي احتضنها المغرب من 2 إلى 23 يوليوز 2022، وتمكنت لبؤات الأطلس من الوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهن، وانهزمن بصعوبة أمام جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف واحد.

وحسم المنتخب النسوي خلال هذه المنافسة تأهله إلى كأس العالم أستراليا - نيوزيلاندا 2023، للمرة الأولى في تاريخه، عقب مروره لنصف النهائي بعد تغلبه على بوتسوانا بهدفين لواحد.

"في كأس إفريقيا، خلال مباراتي الافتتاح والنهاية كان الملعب ممتلئا عن آخره، بفضل الجماهير وصلنا إلى النهائي، نتمنى أن نجد نفس التشجيع في كأس العالم".

تكرار إنجاز أسود الأطلس

وأكدت إيمان أنها ورفيقاتها في المنتخب، سيعملن من أجل تشريف المغرب في المونديال، وقالت "بدأنا الاستعدادات، وكان أول معسكر تدريبي في إسبانيا، ولعبنا ضد كندا وبولونيا، وإيرلندا، وسندخل معسكرا آخر في فبراير وسنلعب ضد سلوفاكيا".

وعبرت إيمان عن شكرها "للملك والجامعة على ما يقومون به، من أجل تطوير كرة القدم النسوية في المغرب"، ووجهت نداء للفتيات المغربيات الراغبات في ممارسة كرة القدم قائلة "عليهن أن يثقن في أحلامهن ويعملن من أجل تحقيقها. المغرب يتوفر على لاعبات رائعات".

كما لم تنس إيمان، شكر عائلتها، وقالت " دونها لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه"، وأكدت "أنها لم تندم على اختيارها ولوج عالم كرة القدم "منذ البداية وأنا أثق في موهبتي، الكرة تجري في دمائي".

وفي حديث للموقع، قال محمد سعود والد إيمان، الذي اختار الحصول على التقاعد النسبي بعد 10 سنوات من تدريس العربية في فرنسا، "جئنا إلى فرنسا لتعزيز شعور أبناء الجالية بالانتماء إلى الوطن، ومن هنا جاء اختيار إيمان اللعب للمنتخب المغربي".

وأكد أن ابنته التي تقيم حاليا في جنيف أصرت على تمثيل المنتخب المغربي "رغم أنها تعرضت للضغوط، وواجهت بعض الصعوبات، وتغيرت طريقة تعامل البعض معها، لكننا وقفنا بجانبها".