القائمة

أخبار

لماذا يغيب لاعبو المنتخب المغربي عن الميركاتو الشتوي؟

بعد حديث العديد من وسائل الإعلام، عن رغبة أندية كبيرة في أوروبا في ضم لاعبي المنتخب المغربي الذين تألقوا في كأس العالم الأخيرة بقطر، تقترب فترة الانتقالات الشتوية من نهايتها، دون الإعلان عن انتقال أي لاعب من اللاعبين الذين صنعوا إنجاز المونديال إلى ناد آخر.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

رغم الأداء الجيد للاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم خلال نهائيات كأس العالم بقطر، إلا أن فترة الانتقالات الشتوية تكاد تنتهي دون أن يكون أي منهم طرفا في صفة انتقال إلى الأندية الكبرى.

ومباشرة بعد نهاية المونديال، نشرت العديد من وسائل الإعلام أخبارا تتحدث عن رغبة أندية كبيرة منها برشلونة وليفربول وأتليتيكو مدريد...، في ضم لاعبين مغاربة مثل عز الدين أوناحي، وسفيان أمرابط، وحكيم زياش، وسفيان بوفال، غير أن ذلك لم يحدث واستمر معظم اللاعبين المغاربة في حمل قميص أنديتهم التي كانوا يلعبون بها قبل كأس العالم.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال الصحافي الرياضي في فرنسا سامي مجتبي، إن الميركاتوا الشتوي لا يتميز عادة بحركية كبيرة، وقال فترة الانتقالات الشتوية دائمًا ما تكون "معقدة للغاية، لجميع اللاعبين وليس فقط للاعبين المغاربة الدوليين بعد مونديال قطر"، لأن هذه الفترة  "لاتسمح بإجراء انتقالات كبيرة جدًا، وتقوم خلالها الأندية بإجراء تعديلات فقط".

سياق غير ملائم

وأوضح مجتبي أنه بعد تألق كل من حكيم زياش وعز الدين أوناحي وسفيان أمرابط، وسفيان بوفال "برزت أسماؤهم في كثير من الأحيان في سيناريوهات انتقالات سريعة منذ نهاية كأس العالم. لكن عليك أن تفهم أنه في الانتقالات الشتوية، تحاول الأندية الاستفادة بأكبر قدر ممكن من صفقات انتقال اللاعبين".

"أنا على قناعة أنه لو كانت منافسات كأس العالم قد أقيمت في الصيف، لأبرم لاعبونا عقودا بمبالغ كبيرة للغاية وفي وقت قصير. ومع ذلك، نحن الآن في شهر يناير، الذي يتزامن مع البطولات في أوروبا. في فترة الانتقالات الصيفية، كان من الممكن أن ينتقل لاعب مثل أوناحي مقابل مبلغ مغر سواء بالنسبة له أولناديه، لكننا اليوم نجد أنفسنا مع فرق تقدم نصف القيمة السوقية الحقيقية التي يستحقها هذا اللاعب".

سامي مجتبي

وفقًا لسامي فإن تردد بعض الأندية في التخلي عن عناصرها الجيدة، كما هو حال نادي أنجيه، أمر مفهوم في هذا السياق. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النادي "يناضل حاليًا للبقاء في الدرجة الأولى، ولن يسمح للاعب مثل أوناحي بالرحيل إلا إذا كان المبلغ المقترح يتوافق مع توقعاته"، مشيرا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على بوفال وأمرابط.

وتابع "دعونا أيضًا لا ننسى مشكلة كرة القدم العالمية، حيث يتم التقليل من قيمة اللاعبين الأفارقة نسبيًا مقارنة باللاعبين الآخرين"، وعلى حد قوله فإن كل هذه العوامل "تفسر كيف أن أندية تقاوم وترفض بيع لاعبيها"، وأوضح أن نادي أنجيه مثلا يوجد في وضع قوي للإبقاء على أوناحي وبوفال لستة أشهر أخرى".

 وذهب لاعب كرة القدم البلجيكي-المغربي السابق نور الدين الجباري، وهو أول مغربي ينضم للمنتخب البلجيكي، ويعمل حاليًا مستشارًا رياضيًا لوسائل إعلام بلجيكية، في نفس الاتجاه، وقال إنه "بالنسبة للاعبين مثل أمرابط وغيره من اللاعبين المغاربة الدوليين الذين قدموا مستوى جيد في كأس العالم، فإن أنديتهم تستفيد من هذا الموسم لرفع أسعارهم، والمطالبة بمبالغ أكبر".

رفض بيع اللاعبين

وقال سامي مجتبي إن توقيت إجراء المونديال لم يكن مثاليا، وأن "شهر يناير ليس الأكثر ملاءمة لإجراء انتقالات حاسمة"، وتابع "العديد من اللاعبين ليسوا دائمًا على استعداد لتغيير الأندية خلال هذه الفترة من الموسم".

فيما قال نور الدين الجباري، إن الإندية ترغب في بيع لاعبيها في صفقات كبيرة، غير أن الأندية الأخرى التي تخطط لضم لاعبين، تتردد في انتداب لاعبين بقيم سوقية عالية، "دون أن ننسى أن العديد من الانتقالات تتم في اللحظة الأخيرة، قبل منتصف الليل. هذه هي استراتيجية بعض الأندية، التي تفضل الانتظار لآخر لحظة قبل الموافقة".

"تتيح فترة الانتقالات الشتوية إجراء تغييرات وتعديلات تكميلية، واستقدام لاعبين لن يحتاجوا إلى وقت للتعافي والذين يمكنهم اللعب مباشرة بعد ضمهم، من أجل تعويض لاعبين مصابين مثلا".

نورالدين الجباري

ويرى سامي مجتبي أن اللاعبين المغاربة "ليسوا مجبرين على مغادرة أنديتهم الحالية، في هذا الشهر"، باستثناء حالة حكيم زياش، الذي يظل على مقاعد البدلاء داخل تشيلسي، وبحسبه فإن "أمرابط هو لاعب رئيسي في فيورنتينا، ويمضي موسماً جيداً إلى حد ما، مثل اللاعبين الآخرين الذين نتحدث عنهم، وهو شاب، وهذا لصالحه".

مفاجآت قبل نهاية فترة الانتقالات

وأشار سامي مجتبي إلى دور وكلاء اللاعبين في انتقال اللاعبين وقال "أوناحي مثلا تلقى مئات العروض من الأندية، وهو ما يخلق وضعا معقدا، اقترحه العديد من الوكلاء على أندية مختلفة، وهو أمر غير محبذ من اللاعبين "، وتابع " لذلك قرر أوناحي الانفصال عن وكيله السابق ليكون الآن تحت مأمورية المهدي بن عطية".

"دعونا لا ننسى دور الوكلاء، خاصة وأن الأمر يتعلق بالتفاوض على انتقالات تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، للاعبين الذين لم يكونوا قريبين من هذه الصفقات قبل بضعة أشهر. ونتيجة لذلك تعتبر العمولات مهمة، لذلك يفضل الوكلاء أيضًا انتظار الصفقة الرابحة خلال العروض التي ستأتي في يونيو ويوليوز".

سامي مجتبي

من جانبه، أوضح نور الدين الجباري أنه "قد تكون هناك أيضًا اتفاقيات سرية بين اللاعبين والأندية التي ترغب في استقطابهم"، وتابع "لن أتفاجأ إذا كان هناك أيضًا عرض نهائي لأحد لاعبينا الدوليين، قبل إغلاق فترة الانتقالات الحالية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال