تعتبر غابة بوسكورة، الواقعة في المنطقة شبه الحضرية للدار البيضاء، الرئة والمتنفس الأكبر للعاصمة الاقتصادية.
ومع ذلك، وفي السنوات الأخيرة، باتت هذه الغابة والمناطق المحيطة بها تعرف تلوثا كبيرا، وهذا ما توثقه الصور ومقطع فيديو تم التقاطه من طرف موقع يابلادي، هذا الأحد، يظهر رغوة بيضاء مجهولة المصدر، بالقرب من النهر الذي يعبر الغابة.
مطرح النفايات هو السبب؟
في اتصال مع يابلادي، أشارت حنان بوزيل السويدي، رئيسة جمعية أمهات بوسكورة ، بأصابع الاتهام إلى مطرح مديونة، وقالت "أعتقد أن المشكلة تأتي من مطرح النفايات، وهو ما يمثل مشكلة حقيقية للمدينة والغابة".
وتابعت "رغم أنه تم إغلاقه إلا أن "رائحته لا تزال مقززة"، وتابعت أن الروائح الكريهة تصل من المطرح إلى الغابة والمناطق السكنية الجديدة في Casa Green Town.
وأضافت "ذهب العمدة إلى عين المكان ونفى ذلك، لكننا نعيش هذا الوضع كل يوم. لا نعرف ما الذي يجري "، وأوضحت أنه لا توجد مصانع قرب الغابة، وقالت "يتحدث البعض عن وجود مصنع سري لبطاريات السيارات في مرآب، لكننا لم نر شيئًا".
ولمواجهة المشاكل البيئية التي يسببها مطرح مديونة، الذي أغلق في عام 2021، أسست جمعية أمهات بوسكورة تحالفا رفقة 16 جمعية أخرى من المناطق المجاورة. ودعت رئيسة الجمعية إلى "تدخل" وزارة الداخلية في هذا الملف.
"المجلس البلدي يدافع عن نفسه ويتحدث عن إغلاق مطرح النفايات. لكن على الأرض، كل صباح، عندما نخرج، نشعر وكأننا وضعنا رؤوسنا في مكب للقمامة. لا نستطيع التنفس. بالإضافة إلى ذلك، فإن العصارة لازالت موجودة ولا يمكن أن تنذثر بسرعة".
العمالة تتدخل
وتحدثت حنان عن "اجتماعً للجيران على مستوى المدينة الخضراء لبحث الخطوات المستقبلية"، وأعلنت أنهم "يعتزمون تقديم شكوى".
فيما أكد مصدر مطلع من عمالة النواصر، لموقع يابلادي، أن هذه المشكلة تؤخذ على محمل الجد، وأضاف "يقع مكب بوسكورة على الجانب الشرقي. نحن مطمئنون".
وبخصوص تلوث المجرى، قال إن "مصدره واد ميريكان"، وأشار إلى وجود محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في المنبع". وأوضح أن "المياه التي يتم تصريفها وتنقيتها بشكل عام".
وقال "اليوم أرسلنا لجنة على الفور، مكونة من قوات الدرك والخدمات البيئية والسلطة المحلية للتحقيق"، ووعد بأن تكشف السلطات خلال الأيام المقبلة نتائج التحقيق.
وحاول موقع يابلادي التواصل مع عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي، وكذلك رئيس جماعة بوسكورة طه بوشعيب، لكن دون جدوى.