القائمة

أخبار

دياسبو # 267: سميرة الطيبي أول عمدة من أصل مغربي لمدينة فرنسية

تم انتخاب المغربية الأصل سميرة الطيبي، لتصبح أول عمدة من أصل مغربي في فرنسا. وتعمل الآن من خلال جمعيات المجتمع المدني للحد من الهدر المدرسي في المغرب.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 5'

تم يوم السبت 3 دجنبر 2022، انتخاب سميرة الطيبي، عمدة لبلدية كليشي سو بوا الفرنسية، وذلك بعد حصولها على 30 صوتًا من أصل 31 بعد اجتماع مجلس المدينة، لتخلف بذلك أوليفييه كلاين، الذي تم تعيينه في يوليوز الماضي وزيرًا مفوضًا للمدينة والإسكان. وبذلك أصبحت سميرة الطيبي أول امرأة، تشغل منصب رئيسة للمدينة منذ عام 1947، وأيضًا أول امرأة فرنسية مغربية يتم انتخابها عمدة للمدينة، وهي تعمل أيضا كمدرسة.

ولدت سميرة الطيبي في مونتفيرميل (سين سان دوني) عام 1972، وهي الأخت الكبرى، في عائلة مكونة من ثلاث فتيات وثلاثة أولاد. وقالت عمدة بلدية كليشي سو بوا الفرنسية، خلال حديثها لموقع يابلادي "وصل جدي إلى فرنسا في الستينيات ووالدي في عام 1968، قبل أن يعود إلى المغرب، حيث تزوج والدتي، في عام 1971، ليعود إلى فرنسا، حيث ولدت بعد عام من ذلك"، وهو البيت الذي كان يولي اهتماما كبيرا للتعليم.

"أكبر إحباط لدى والدتي هو عدم قدرتها على مواصلة دراستها، رغم أنها كانت تحب المدرسة وكانت تلميذة جيدة جدًا. لكنها تركت مقاعد الدراسة في الابتدائية، تركت المرحلة الابتدائية للأسف. وعاهدت نفسها على أنها ستبذل قصارى جهدها لضمان تعليم أطفالها لأطول فترة ممكنة".

سميرة الطيبى

وتكن سميرة الطيبي لوالدتها "مشاعر كبيرة"، حيث كان لها دور أساسي في فهمها لأهمية التعليم. "على الرغم من أنها تركت المدرسة في سن مبكرة، إلا أنني ما زلت أراها تقرأ، باللغتين الفرنسية والعربية، كما أنها تتحدث هاتين اللغتين بشكل صحيح. أجد أنه من الرائع أنها تمكنت من مواصلة تعلمها، وذلك بفضل رغبتها الكبيرة في ذلك، وهو ما تمكنت من نقله إلى أطفالها".

وتتذكر عمدة المدينة، قلق والدتها الدائم بشأن تعليم أطفالها، بدءًا من ابنتها الكبرى. "كانت دائمًا ورائي، كانت تسعد كثيرا برؤيتها لي وأنا أطالع الكتب".

تتذكر سميرة الطيبي، التي تنحدر من عائلة من الطبقة العاملة، وأن والديها استثمرا كل شيء في تعليمها، "صحيح كنا نذهب إلى المدرسة، لكن في نفس الوقت كنا ندرس كثيرا، في المساء، كنا نقوم بالحصص الإضافية، بالإضافة إلى الرحلات المدرسية والأنشطة الرياضية. لقد استثمر والداي في جودة تعليمنا وتطورنا، بالرغم من أنه لم يكن لديهما رواتب كبيرة".

"لطالما كانت تخبرنا والدتي أنها غادرت بلدها ووطنها، لكنها لم تفعل ذلك من فراغ، كانت ترغب في ذلك من أجل أن نتمكن من متابعة دراستنا، وأن نتمكن من تحقيق مستقبل مشرق. ولأنها كانت تستطيع القراءة بالفرنسية، كانت تحرص على مساعدتنا في دراستنا بنفسها".

ناشطة في المجتمع المدني منذ المرحلة الثانوية

وتلقت سميرة الطيبي تعليمها في بيئة مدرسية تميزت بالتنوع، بالإضافة إلى "معلمين كرماء"، وهو ما جعلها تفكر في أن تصبح بدورها معلمة، وقالت "كنا متعددي اللغات، كنا نتحدث مع بعضنا البعض بمجموعة من اللغات" لكن في نهاية المدرسة الابتدائية، بدأت الأمور تتغير.

نشأت سميرة الطيبي ودرست في كليشي سوس بوا، حيث كانت الإعداديات تقتصر على تقديم تكوين مهني، وقالت "بما أنني كنت محظوظة لأن والدتي كانت مهتمة بالمدرسة ووالدي درس إلى غاية البكالوريا في المغرب، فقد قاد والداي معركة حقيقية حتى أتمكن من الالتحاق بمؤسسة أخرى تقدم دروسا عامة وتكنولوجية".

وبعد حصولها على شهادة الباكالوريا، تابعت دراستها الجامعية في علوم التربية، وبعد حصولها على إجازتها، أصبحت مدرسة. ومنذ سنوات طويلة وهي تشتغل مدرسة في روض صغير للأطفال، في كليشي سوس بوا، وقالت "عليك أن تتحلى بالرغبة في التدريس، وحب نقل المعرفة ومساعدة الشباب على النمو. نحن قدوة للأطفال في المدرسة. نقوم بدور تعليمي تربوي في نس الوقت".

"من خلال عملي، أحاول أن أنقل إلى رجال ونساء المستقبل، رسالة على أننا نحن الذين نكتب مستقبلنا. من المهم أن تمنح نفسك الوسائل، من خلال العمل والذهاب إلى المدرسة والإيمان بها. في فرنسا، نحن محظوظون لأن لدينا مدرسة مجانية، مع العديد من الإمكانيات للدراسة ومتابعة أحلامك. أنا أؤمن بتكافؤ الفرص".

سميرة الطيبى

ومنذ صغرها انخرطت سمير الطيبي في العمل الاجتماعي، وفي سن الخامسة عشرة، كانت عضوًا في رابطة حقوق الإنسان (LDH)، قبل أن تشارك في إنشاء جمعية أحياء، لا تزال ناشطة في كليشي سوس بوا. ثم انخرطت في Secours populaire français، ثم أسست في عام 2011 ، جمعية عمل المواطن (APAC).

بين السياسة والعمل الجمعوي

ومن خلال جمعية عمل المواطن، تقود سميرة الطيبي العديد من المبادرات بين فرنسا والمغرب، لمحاربة الهدر المدرسي في قرى بلدها الأصلي، وخصوصا في المنطقة الشرقية، التي تنحدر منها عائلتها. كما تساعد المنظمة غير الحكومية أيضًا العائلات التي تواجه صعوبات كبيرة.

وخلال سنوات عملها كناشطة في جمعيات مختلفة، التقت سميرة الطيبي بالاشتراكي كلود ديلين، رئيس بلدية كليشي سوس بوا الاشتراكي بين عامي 1995 و 2011. وفي عام 2008 ، طلب منها الانضمام إلى فريقه، وعملت في البداية كمستشارة للطفولة المبكرة.

ومع انتخاب أوليفييه كلاين في عام 2011 عمدة للمدينة، أصبحت سميرة الطيبي النائبة الأولى له. ولم يكن انتخابها مؤخرًا رئيسة للمدينة بمثابة مفاجأة للسكان المحليين. وتؤكد العمدة الجديدة أنها فخورة بهذه الثقة المتجددة. 

"أصبحت أول سيدة ترأس بلدية المدينة منذ عام 1947 وأول عمدة من أصل مغربي، لذلك آمل أن يجعل هذا الأمر النساء الأخريات يرغبن في أن يتبعن مساري، أو يقمن بما هو أكثر. أنا فخورة جدًا بانتخابي، وأحرص على أن أكون في خدمة الجميع".

سميرة الطيبى

وتحدثت سميرة الطيبي عن أهمية العمل في الميدان السياسي، وداخل المجتمع المدني، لخدمة المجتمع.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال