بدأ شغفها بالموسيقى منذ فترة الطفولة، وتعتقد وداد مجاما (وداد بروكوس) أنها كانت محظوظة لأنها عاشت طفولة "كان الاستماع فيها إلى الراديو مع العائلة عادة دائمة سواء في السيارة أو في المنزل".
ومن خلال الإذاعة الوطنية، كانت تستمع لعروض موسيقية متنوعة، بدأ من الموسيقى المغربية إلى الاكلاسيكيات والروك، وقالت خلال حديثها مع موقع يابلادي "أحببت العيطة بقدر ما أحببت موسيقى الراب!".ويوم السبت 3 دجنبر صعدت رفقة مجموعة N3rdistan على خشبة المسرح في الدار البيضاء، ضمن النسخة الأولى من Dérives casablancaises.
نشأت وداد في الدار البيضاء بحي مرس السلطان، إلى غاية حصولها على شهادة الباكالوريا من ثانوية الخنساء، وانتقلت إلى فرنسا من أجل متابعة دراستها، وقالت "اليوم قضيت الكثير من الوقت في المغرب كما في فرنسا"، وتابعت "استمتعت بكلاسيكيات محمد فويتح، وأم كلثوم، وأسمهان، ثم فيروز. ومع انتشار القنوات الأجنبية، اكتشفت المزيد من الموسيقى الغربية، من موسيقى الراب إلى موسيقى الميتال. كل هذا أثرى ثقافتي الموسيقية".
"لم أحصل أبدًا على تدريب أكاديمي في الموسيقى، لكنني مارست الرقص والمسرح في المعهد الموسيقي البلدي في الدار البيضاء. لم تكن الدروس النظرية في الموسيقى المفضلة لدي. عندما سمعت أطفالًا يقومون بتدريبات صوتية، وجدت ذلك مزعجًا، لأن ذلك كان يتم تكراره مرارا، لذلك تعلمت الموسيقى بشكل ذاتي".
وكانت خطوتها الأولى في عالم الموسيقى من خلال موسيقى الراب، حيث التقت في المدرسة الثانوية، وليد وحسين، وشكلت معهما أول فرقة راب. ودن أن تخطط لذلك أصبحت أول مغنية راب في المغرب، ورفقة هذه الفرقة فازت عام 2001 بالنسخة الثالثة من مهرجان البولفار.
الولع بالموسيقى الإفريقية
بعد عام، توجهت الفنانة الشابة إلى باريس من أجل متابعة دراستها حيث حصلت على دبلوم في العلوم والإدارة، ثم الماستر في هندسة مشاريع السياسة العامة في مونبلييه.
وفي فرنسا اكتشفت موسيقى غرب إفريقيا، وقالت "على الفور، جذبني شيء ما إليها مثل المغناطيس وعرفت أن هذا ما أردت القيام به. نشأت في شمال إفريقيا، وترعرعت في بيئة يميل فيها المرء إلى النظر أكثر نحو الغرب أو الشرق، دون النظر إلى الجنوب ".
وفي فرنسا التقت وداد بزميلها وليد، الذي يعزف الموسيقى على الكمبيوتر، وهكذا شرعت في اكتساب المزيد من الثقة في قدراتها الموسيقية، دون الحاجة بالضرورة إلى إتقان آلة موسيقية.
و في مجال التكوين الأكاديمي، حصلت وداد على شهادتها، ثم عادت إلى المغرب. ومن عام 2011 إلى عام 2013 ، عملت مع الوكالة الألمانية للتعاون والتنمية المستدامة (GIZ) ، وركزت في عملها على دمج النوع الاجتماعي في السياسات العامة المغربية.
ثم ما لبثت أن عادت إلى فرنسا وركزت أكثر على الموسيقى، وقالت "كان هناك تحول في رأسي، وتعلمت الابتكار شيئًا فشيئًا". داخل N3rdistan، التي تأسست في عام 2014 ، تهتم الآن بالتلحين، مع وليد، مع التركيز على العزف الموسيقي بمساعدة الكمبيوت ، بالإضافة إلى العزف على لوحة المفاتيح والإيقاع.
ومع مرور السينين، تمكنت وداد من التوفيق بين حياتها المهنية والدراسات الجامعية والإبداع الفني، وقالت "لطالما وضعت الموسيقى جنبًا إلى جنب مع دراستي. لكنني اخترت تأليف الموسيقى فقط من اللحظة التي فهمت فيها أنني لا أستطيع الهروب منها : أن أكون على المسرح هو أكثر ما يسحرني. من خلال الاستفادة من هذا التراكم، تحدث الأشياء الآن بشكل طبيعي".
وتعتقد وداد اليوم أنها كانت محظوظة وتضيف: "داخل N3rdistan، أعتقد أننا اتخذنا المسار الصحيح، بدءًا من عام 2014". وبخصوص تواجد النساء في المشهد الموسيقي الذي لا يزال رجوليًا للغاية، قالت إنها "اندمجت في عالم موسيقى الراب بسرعة، في وقت لم يكن هناك الكثير من الفتيات في هذا النوع الموسيقي بالمغرب، واليوم لا يزال عدد مغنيات الراب قليلًا جدًا".
وتؤكد وداد أنه "في الموسيقى الآلية، وأيضًا فيما يمكن تسميته بالآلات الموسيقية التقليدية، لا يوجد الكثير من النساء، بالغرب أيضا".
"بشكل عام يمكن الحديث عن تخصص ذكوري للغاية؛ العديد من التقنيين والمديرين هم أيضا رجال. منذ اللحظة التي تعرف فيها سبب قيامك بهذا العمل وتملك ثقة زملائك، لا يفكر الجميع في كونهم امرأة أو رجلاً في مرحلة ما، وينظرون إلى أنفسهم على أنهم فنانون أولاً".
في الفن لافرق بين رجل وامرأة
وقالت "لدينا عدد قليل من المسارح ودور الأوبرا التي تديرها نساء في فرنسا، وعدد أقل من الأشخاص من خلفيات متنوعة".
بالتوازي مع اشتغالها في N3rdistan ، تعمل الفنانة الآن على جانب موسيقي آخر يسحرها، وهو العيطة وقالت "أنا من عائلة فلاحين من الدار البيضاء والخميسات. لذلك عشت في ظل التقاليد الموسيقية القروية ويسعدني البحث في هذا التراث الفني الذي تحافظ عليه حملها النساء، والذين تم رفضهم اجتماعيا وعائليا بسبب كونهن فنانات.
كجزء من هذا المشروع المسمى "l’aïta mon amour"، تعمل وداد على التسجيلات الكلاسيكية مع إضافة تحديثات إليها "لتسليط القليل من الأضواء على الموسيقى الشعبية التي لا تزال غير معروفة في فرنسا، مقارنة بالأنماط الأخرى. مثل كناوة والراي".
وفي 10 دجنبر 2022 ستصعد وداد على خشبة المسرح في الرباط، رفقة مجموعة N3rdistan التي تعمل على إعادة التواصل مع جمهورها في المغرب، بعد ست سنوات من حفلها الأخير في العاصمة.