بعد فشلها في القمة العربية.. الجزائر تحاول عقد" قمة دينية" لإدانة التطبيع مع إسرائيل

بعد فشلها في حشد الدعم العربي خلال القمة العربية التي احتضنتها يومي 1 و2 نونبر الجاري، لإدانة تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، تحاول الجزائر إثارة الموضوع في "قمة عربية" أخرى، حيث كلفت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بعقد قمة "عربية علمائية" في الجزائر، وبرمجة إدانة إقامة علاقات مع حكومة تل أبيب، ضمن جدول الأعمال، حسب ما نقلته صحيفة الشروق.

وأشارت الجمعية إلى أن القمة "ستكون مكملة ومتوجة لأعمال القمة العربية" مبرزة "عدم وجود تحفظات تقع على عاتق العلماء على عكس القادة والرؤساء (...)العلماء لا تحكمهم التحفظات السياسية".

ويعتمد تحقيق مبادرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بشكل أساسي على مستوى الالتزام الديني في المنطقة. علما أن غلماء الدين في المنطقة العربية منقسمون في اتحاهين.

نحو فتح جبهة توتر مع السعودية والمغرب

فمن جهة، هناك الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين، ومقره قطر والمعروف بقربه من جماعة الإخوان المسلمين، والملتزم بشدة بإدانة كل خطوات التطبيع مع إسرائيل، لا سيما إذا كانت من قبل دول عربية مثل المغرب والبحرين والامارات العربية المتحدة. فقد اتخذ الاتحاد مواقف حازمة ضد اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الدول العربية، بالمقابل بدا متسامحا مع استئناف العلاقات التركية الاسرائيلية.

ومقابل الاتخاد، توجد رابطة العالم الإسلامي، والتي تتخذ من جدة في السعودية مقر لها، ويرأسها السعودي محمد العيسى، وهي الهيئة التي تمثل الإسلام الرسمي في غالبية الدول الإسلامية.

وبمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر أوشفيتز، نظمت رابطة العالم الإسلامي، في يناير 2020، صلاة جماعية للمسلمين في النصب التذكاري لمعسكر الاعتقال السابق في بولندا، واعتبرت أن الهولوكوست تعد من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية، ومثل المغرب أحمد العبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، وبعد أشهر قليلة، وقعت أبو ظبي والمنامة اتفاقية إبراهيم مع تل أبيب، وانضمت الرباط إليهما في 10 دجنبر 2020.

ومن المنتظر أن توجه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدعوة لرجال دين مقربين من جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. لكن من المستبعد أن يشارك أي عضو من المجلس العلمي الأعلى، الذي يرأسه الملك محمد السادس، أو الرابطة المحمدية للعلماء.

وتريد الجزائر من خلال هذه "القمة"، فتح جبهة جديدة مع دول عربية مؤيدة للتطبيع، وخاصة السعودية والمغرب ومصر.