شدد مشاركون في ورشات نظمت في إطار الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، اليوم الاثنين بالصخيرات، على محورية التلميذ في أي مشروع لإصلاح المنظومة التربوية والدور الحاسم للمدرس، باعتباره دعامة لاكتساب التعلمات.
وأبرز المتدخلون في هذه المناظرة التي نظمت تحت شعار "جودة التعلمات: مفتاح التنمية البشرية" ضرورة تحسين جودة التعلمات عبر اعتماد مقاربة شاملة تبدء من الولادة وصحة الطفل إلى غاية التمدرس مرورا بالتعليم الأولي، معتبرين أن تطور التلميذ يشكل عملية متواصلة. وتطرقوا إلى عناصر أخرى لتعزيز محورية التلميذ، من بينها النهوض بالمناخ المدرسي (تدبير المؤسسات والبنيات التحتية والقواعد والقيم، والعلاقات مع الآباء) وتطوير نظام للتقييم ذي جودة ، إضافة إلى استخدام التكنولوجيات الجديدة من أجل تحسين جودة التعلمات والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، شدد المتدخلون على أن التقييم يعتبر إجراءا ضرورية لتحقيق الجودة، والتحسين المستمر للبرامج البيداغوجية وتدبير التكوين، مبرزين أن الأمر يتعلق بتقييم كفاءات الأطفال وممارسات الطاقم التربوي. وبخصوص الدور الحاسم للمدرس كدعامة لاكتساب التعلمات، أكد الخبراء المتدخلون في هذا النقاش على الدور الجوهري للمدرس في إنجاح أي منظومة مدرسية، حيث من المهم التركيز على انتقاء أفضل الطلبة لجعلهم مدرسين، ومنحهم أحسن تكوين ممكن وضمان التتبع على مستوى التكوين المستمر طيلة مسارهم المهني. وأكدوا أنه لابد من الانتقال إلى احترافية حقيقية لمهنة المدرس .
وخلال هذا الحدث، تم تقديم تجارب دولية تهم تحسين التعلمات، من بينها التجربة الهندية لبلوغ تعلمات ذات جودة لجميع الأطفال وتلك الخاصة بكينيا، من خلال التركيز على المقومات الأساسية للنجاح. كما تم إبراز آفاق تعميم مقاربة "التدريس وفق المستوى المناسب" (TARL)، والتي تتميز بستة أبعاد ، مشيرين إلى أن ورش إصلاح المنظومة التربوية هو مسار طويل وشامل لا ينبغي القيام به على عجل. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهاته المناظرة، المنظمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور عدد من أعضاء الحكومة المعنيين بتنفيذ المبادرة، وممثلي منظمات دولية ومؤسسات عمومية، ودبلوماسيين وكذا العديد من الفاعلين العموميين والخواص.
ويتمثل الهدف من هذه المناظرة في تعبئة مختلف الفاعلين في مجال التنمية البشرية حول المواضيع الهامة والمستعجلة، ودراسة وتحليل الوسائل والمنهجيات والممارسات المبتكرة حول الإشكاليات المرتبطة بالتنمية البشرية بصفة عامة والرأسمال البشري بصفة خاصة، والتعريف بالأنشطة والتدخلات التي تقوم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتبادل الممارسات الجيدة على مستوى المنظومة الوطنية للتنمية البشرية.