تعمل سارة وإسماعيل على الترويج للثقافة الأمازيغية، والتعريف بها أكثر في الصين، وذلك من خلال إعادة غناء موسيقى فن الروايس، وإنتاج ونشر كبسولات لتعلم اللغة الأمازيغية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولدت سارة في أكادير عام 1991، بينما ولد إسماعيل عام 1989 بسلا، لكنه أمضى جزءًا كبيرًا من حياته في طنجة. بعد حصول الشابة المغربية على إجازة في إدارة الأعمال بالجامعة الدولية بأكادير، وإسماعيل في مجال الخدمات اللوجستية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، اختار الزوجان المغربيان مواصلة مشوارهما الدراسي، في الصين.
وقالت سارة خلال حديثها مع يابلادي "التقيت بإسماعيل لأول مرة في مدينة ووهان الصينية. انتقل إلى هناك من أجل دراسة اللغة الصينية لمدة عام، بينما أنا انتقلت إلى الصين، من أجل الحصول على ماستر في التجارة الدولية بجامعة ووهان للتكنولوجيا". وبعد العمل لمدة عام في هذه المدينة، في تدريس الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي، قررت سارة الانتقال إلى مدينة شنغهاي والعمل كمطورة أعمال لمدة 3 سنوات، قبل أن تقرر العمل بشكل مستقل، وذلك من أجل التفرغ بشكل أكبر للموسيقي.
تكريم فن الروايس
شرعت سارة، في هذه الفترة في تنظيم الحفلات الموسيقية ومساعدة الفرق الموسيقية والفنانين. كما بدأت العزف والغناء سواء بشكل منفرد، أو برفقة مجموعات غنائية مع مجموعات موسيقية، إلى أن التقت بإسماعيل.
وتحكي سارة قائلة "في ذلك الوقت، كان إسماعيل لا يزال في ووهان. كل منا كان يعزف الموسيقى بمفرده. لم يبدأ التعاون والتأليف فيما بيننا إلا في عام 2018". ليقررا الزواج في عام 2019. وأضافت "لم يمر إلا أسبوع واحد على وصوله إلى شنغهاي، حتى تمكن من حجز مكان له في عدة مهرجانات وحفلات موسيقية".
"بالنسبة لاختيارنا للموسيقى الأمازيغية، كان الأمر تلقائيا، لأنني أشعر براحة أكبر في الكتابة والتلحين باللغة الأمازيغية، وهي لغتي الأم. في المنزل، كنا نتحدث فقط بـ "تشيلحيت" تعلمت الدارجة المغربية خارج المنزل".
بينما اهتم إسماعيل بالشق المتعلق، بالتوزيع والترتيب الموسيقي، وقالت زوجته "كانت الفكرة هي أخذ قطع من فن الروايس وإعادة ترتيبها. القليل من الناس يفهمون إيقاعات هذا الفن، في حين أن العديد من الأغاني ليست مسجلة بشكل جيد ولا تتمتع بجودة صوت جيدة. لا أقول إننا نمنحهم حياة جديدة، لأن هذه القطع الموسيقية لا تزال حية، لكن الهدف من فكرتنا هو تسهيل فهمها".
تعلم اللغة الأمازيغية
وقالت سارة إنهما عندما سافرا إلى عدد من الدول المجاورة للصين "عبر العديد من الأشخاص الذين التقينا بهم عن إعجابهم، لكنهم لا يعلمون الكثير عن الثقافة المغربية، هم يعرفون رموز تيفيناغ على أنها مغربية لكنهم لا يعرفون الكثير عن الثقافة الأمازيغية"، وتابعت "قلة من الناس يعرفون الكثير عن تاريخ المغرب وثقافة شمال إفريقيا."
كما أوضحت أنها قابلت العديد من المغاربة من أصول أمازيغية لكنهم لا يتحدثون بالأمازيغية، وقالت "أفهم مدى صعوبة تعلمها".لذلك قرر الزوجان إنتاج كبسولات منتظمة على الشبكات الاجتماعية لتعليم الأشخاص الذين يرغبون في تعلمها، وقالت "خطرت لي فكرة إنشاء منصة لمساعدة الناس على الفهم. لم أرغب في أن يكون الأمر أكاديميًا، لأنه لا يوجد أحد لديه الوقت لذلك".
"قلت لنفسي إنه يتعين علينا إنشاء مقاطع فيديو صغيرة يمكننا الرجوع إليها بسرعة وحفظها. نعرف خلالها بـ 8 كلمات كل أسبوع، نحن حاليًا في تركيبة الجملة الأمازيغية".
أغنية جديدة باللغة الأمازيغية
ويؤكد الزوجان، أنهما يقدمان أشكالًا أخرى من الدروس على WeChat ، شبكة التواصل الاجتماعي الصينية، وقالت سارة "عندما ذهبنا إلى المغرب مؤخرًا، تفاجأنا بردود الفعل من قبل الناس الذين تعرفوا علينا في أكادير وتزنيت، وقاموا بشكرنا" ، وأكدت أن "ردود الفعل الإيجابية" هي التي "تدفعهم لتقديم المزيد".
وأضافت "البعض يتابعنا من أجل الموسيقى وآخرون من أجل كبسولات الفيديو. يقولون لنا إنهم فخورون برؤية الشباب يدعمون الثقافة الأمازيغية ".
وقبل أشهر قرر الزوجان الشابان السفر إلى المغرب من أجل أخذ قسط من الراحة، وقالت سارة "السنوات القليلة الماضية مع العزلة والحجر الصحي لم تكن سهلة. سوف نأخذ استراحة قصيرة لإلهام أنفسنا قبل استئناف ما نقوم به".
ويخطط الزوجان في شهر غشت لإطلاق أغنية جديدة، كما أنهما يسعيان للمشاركة في المهرجانات والعروض الحية أمام الجماهير المغربية.