تستضيف إسبانيا قمة عادية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يومي 29 و 30 يونيو، سيتم خلالها اعتماد وثيقة تسمى "الناتو 2020-2030"، تركز على المخاطر التي تواجها الدول الأعضاء.
وتعتزم حكومة بيدرو سانشيز اغتنام هذه الفرصة لاقتراح إدراج "الابتزاز من خلال الهجرة غير النظامية" لأغراض سياسية و "تعليق إمدادات الغاز والنفط"، ضمن المفهوم الأمني الجديد للحلف، واعتبار أن هاتين المسألتين لهما عواقب وخيمة على الناتو، لا سيما في علاقاته مع الدول المسؤولة عن هذه "التهديدات".
ودافع وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن هذا المقترح يوم الأربعاء حسب ما نقلته صحيفة "إلموندو".
ويقود ألباريس حملة ترويجية للمقترح منذ أسابيع، وسبق له أن دعا في 9 يونيو خلال مشاركته في منتدى نظم في مدريد، إلى "عدم نسيان الجناح الجنوبي (لأوروبا)"، محذرًا بشكل أساسي من "الاستغلال السياسي غير المقبول إطلاقا لإمدادات الطاقة، والإرهاب الجهادي وتدفقات الهجرة غير النظامية للضغط على إسبانيا".
المقترح الإسباني والمغرب والجزائر
من جهته، سبق لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن حذر من التهديدات التي تواجه الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي في كلمة ألقاها يوم 25 ماي في منتدى دافوس، وقال "علينا مواجهة التحدي الأمني على الجانب الشرقي، ولكن أيضا المشاكل الأمنية على الجانب الجنوبي".
وتستهدف الاستراتيجية الإسبانية الجديدة المغرب والجزائر بشكل أساسي. وسبق للمغرب أن مارس ضغوطا على إسبانيا من خلال الهجرة غير النظامية، حيث نزح آلاف المغاربة، يومي 17 و 18 ماي 2021، إلى سبتة، في عز الأزمة بين البلدين بسبب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي سرا وبهوية مزورة.
كما أن وسائل إعلام إسبانية، تربط بين زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على إسبانيا من الجزائر، وبين تغيير مدريد لموقفها من نزاع الصحراء، في 18 مارس الماضي، بإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي.
كما أنه بعد إعلان إسبانيا عن دعم المغرب في نزاع الصحراء، هددت الجزائر عبر كبار مسؤوليها أيضا بتعليق صادراتها من الغاز والنفط إلى إسبانيا.
يذكر أن المغرب يتمتع منذ يونيو 2004 بوضع الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج الناتو.