أعلن زعيم انفصالي من الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الأحد (12 يونيو) أنه لا يريد تعديل عقوبة الإعدام الصادرة بحق بريطانيين إثنين ومغربي بتهمة القتال مع الجيش الأوكراني، معتبرا أنها "عادلة".
وقال دينيس بوشيلين زعيم منطقة دونيتسك الانفصالية التي حكمت عليهم، للصحافيين: "لقد جاؤوا إلى أوكرانيا لقتل مدنيين من أجل المال. لهذا السبب لا أرى شروطاً لأي تخفيف أو تعديل للحكم".
وأضاف بوشيلين أن "المحكمة أصدرت عقوبة عادلة تماماً" على المقاتلين الثلاثة، لافتاً الى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون غير قلق على مصيرهم ولم يجر أي اتصال مع السلطات الانفصالية.
كان بوشيلين يتحدث خلال لقاء مع الصحافة شاركت فيه وكالة فرانس برس في ماريوبول في إطار رحلة نظمتها وزارة الدفاع الروسية الى هذه المدينة الأوكرانية التي خربتها المعارك وسيطرت عليها القوات الروسية والانفصالية في مايو.
ودونيتسك ولوجانسك إقليمان انفصاليان في منطقة دونباس الأوكرانية والتي تقاتل روسيا لانتزاع السيطرة عليها بالكامل من أوكرانيا.
ويُعتقد أن البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر والمغربي ابراهيم سعدون استسلموا في أبريل بعدما شاركوا في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول المحاصرة.
انتقادات أممية ودولية
وعبرت الأمم المتحدة الجمعة عن قلقها بعد صدور حكم الإعدام على أسري الحرب من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني "منذ عام 2015، لاحظنا أن ما يسمى النظام القضائي لهذه الجمهوريات المعلنة أحادياً لا يفي بالضمانات الأساسية لمحاكمة عادلة، مثل الجلسات العلنية، واستقلال المحاكم وحيادها، والحق في عدم الإكراه على الشهادة".
وأضافت خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "تشكل محاكمات كهذه بحق أسرى الحرب، جريمة حرب". وشددت على أنه في حال الحكم بالإعدام، فإن "ضمانات المحاكمة العادلة هي الأهم".
وفي نيويورك، ذكّر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، بأن الأمم المتحدة "تعارض عقوبة الإعدام". وقال لصحافيين رداً على سؤال عن حكم الإعدام بحق البريطانيين والمغربي "نطالب بأن يحصل جميع المقاتلين الذين احتُجزوا، على حماية دولية وبأن يُعاملوا وفق اتفاقيات جنيف".
واعتبرت برلين بدورها الجمعة أنّ صدور حكم الإعدام بحقّ المقاتلين الأجانب أمر "صادم".
من جهتها، عبّرت باريس عن "قلقها الشديد". وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إنه "يجب معاملة هؤلاء الأشخاص بما يحترم القانون الإنساني الدولي"، داعية روسيا والموالين لها في أوكرانيا إلى "احترام التزاماتهم في هذا الصدد".
نداء لحكومة بريطانيا من أجل سعدون
وتعرّضت حكومة المملكة المتحدة لضغوط من أجل الدفع باتّجاه الإفراج عن المغربي والبريطانيين المحكوم عليهما بالإعدام. وقال الوزير البريطاني لشؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس في تصريح لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية إن حكومة المملكة المتحدة "منخرطة بالكامل" مع السلطات الأوكرانية "في مساع لمساعدة أسلين وبينر بعد المحاكمة الصورية" التي أجريت لهما.
وقالت زينا كوتنكو صديقة سعدون في تصريح لشبكة سكاي من منزلها في شمال إنجلترا حيث استقرت بعد هروبها من الغزو الروسي إن المملكة المتحدة يجب أن تتدخل لصالح سعدون.
وأوضحت كوتنكو أنها التقت سعدون البالغ 21 عاما للمرة الأولى في ملهى ليلي في كييف، ووصفته بأنه "لطيف" و"منفتح" و"مرح". وقالت إن سعدون التحق رسميا بالجيش الأوكراني بعد محاولات عدة، إذ اعتُبر وزنه سابقا دون المعدل.
ووجّهت كوتنكو نداء إلى حكومة المملكة المتحدة قائلة "رجاء اكترثوا للناس الذين يكترثون للديموقراطية". وتابعت "الناس هم الصوت، هم وجه الحكومة. وجه الحكومة يقبع حاليا في السجن... رجاء أنقذوا (سعدون)".
وبحسب عائلتي أسلين وبينر فإن الرجلين استقرا في البلاد منذ 2018 وهما مرتبطان بأوكرانيتين، وكانا يخدمان في الجيش الأوكراني منذ سنوات.
وقالت أسرة اسلين إنه وبينر "لم ولن يكونا مطلقا من المرتزقة". وكتبت الأسرة في بيان تقول إنهما كانا يقيمان في أوكرانيا عندما اندلعت الحرب "ويتعين أن يعاملا باحترام مثل أي جندي أوكراني وأي أسير حرب آخر"
ولم تدل الحكومة المغربية بأي تعليق على القضية.
مقتل جندي بريطاني في أوكرانيا
ميدانياً، قُتل جندي بريطاني سابق بالرصاص في أوكرانيا، وفق ما أعلنت عائلته الأحد، واصفة إياه بأنه "بطل".
وجوردان غاتلي هو ثاني بريطاني يتم إعلان مقتله خلال مشاركته في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مواجهة الغزو الروسي.
وفي تعليق نشره على فيسبوك، قال والده دين غاتلي إن ابنه ترك الجيش البريطاني في آذار/مارس وتوجّه إلى أوكرانيا "بعد التفكير مليا" في الخطوة.
وأوضح غاتلي أن ابنه قُتل في مدينة سيفيرودونيتسك في الشرق الأوكراني الذي يتعرّض لهجمات روسية عنيفة. وأضاف الوالد أن رفاق ابنه الأوكرانيين أشادوا بـ"سعة معرفته ومهاراته كجندي وبحبّه لعمله".
وردا على سؤال بشأن وفاة غاتلي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نقدّم الدعم لعائلة رجل بريطاني توفي في أوكرانيا".
وبعد انتقادات حادّة وجّهتها إليها قيادة الجيش البريطاني، اضطرّت وزيرة الخارجية ليز تراس إلى التراجع عن تصريحات أدلت بها فُسّرت على أنها دعوة للبريطانيين للتوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال.