القائمة

interview_1

بين الحرب والبرد القارس والانتظار.. مغاربة عالقون على الحدود الأوكرانية

في حوار مع موقع يابلادي، سلط محمد إلياس بن فضيل، رئيس مكتب توجيه للطلاب المغاربة في أوكرانيا والمقيم في هذا البلد منذ 11 عامًا، الضوء على الأوضاع التي يعيشها الطلاب المغاربة، خاصة على الحدود، إذ أن بعضهم لا يتوفر على جوازات سفر، وبالتالي هم غير قادرين على العبور، ليجدوا أنفسهم عالقين بين الحرب وموجة البرد القارس، التي تشهدها البلاد.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ما هو وضع الطلاب المغاربة في أوكرانيا اليوم؟

يهاجم الروس حاليًا مدنًا كبيرة، مثل كييف وخاركوف. في البداية كانوا يهاجمون الجيش فقط بينما الآن يستهدفون المدنيين أيضًا، لكون الأوكرانيين وطنيين ويدافعون عن بلدهم.

حدثت الأمور بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يكن هناك وقت للطلاب للمغادرة. لكن لحسن الحظ، تمكن غالبية الطلاب المغاربة من مغادرة المدن الأوكرانية والسفر إلى الحدود، بل حتى الدبلوماسيون والموظفون القنصليون المغاربة غادروا كييف، واتجهوا نحو لفيف (تبعد بحوالي حوالي 70 كيلومترًا من الحدود البولندية) للاقتراب من الحدود.

حاولت بدوري إجلاء أكبر عدد ممكن من الطلاب إلى المناطق الحدودية. لكن لا يزال هناك بعض الطلاب الذين لا يحملون جوازات سفرهم معهم. هناك أيضًا من كانوا مترددين بين مغادرة أوكرانيا أو البقاء فيها، كما أن العديد منهم وجدوا أنفسهم عالقين هنا، لأن لديهم التزامات مع جامعاتهم.

من جانبنا، قمنا بإعداد لوائح تحمل أسماء أولئك الذين كانوا يرغبون في المغادرة، وبالفعل غادر أغلبهم.

وبالنسبة لأولئك الذين ما زالوا في أوكرانيا، هل تنصحهم بالبقاء في ملاجئهم أو المغادرة في أسرع وقت ممكن باتجاه الحدود؟

بالنسبة للأشخاص المتواجدين في مناطق تشهد قصفًا واشتباكات، أرى أنه من الضروري أن يغادروا هذه المدن وبدون تردد. عليهم الاحتماء في محطات المترو أو الأنفاق لأن هذه الاشتباكات تحدث بشكل عام بين الساعة 2 صباحًا أو 3 صباحًا و5 صباحًا.

من الضروري معرفة ومراقبة الفترات التي لا يحدث فيها أي قصف من أجل التوجه نحو الحدود. هناك حافلات وسيارات أجرة متوفرة لكن ثمنها باهظ، لأن السائقين يخاطرون بحياتهم. ولكن يوجد القطار، أيضا يقدم خدمات بالمجان من أجل إجلاء الفارين من الحرب.

كما أن هناك تضامن بين الطلاب وحتى بين الأشخاص من أصول مختلفة، سواء من أجل النقل أو لمساعدة بعضهم البعض من أجل التوجه إلى الحدود.

من ناحية أخرى، على الكثير ممن لا يحملون جوازات سفرهم معهم، أن يحصلوا على إذن للمرور. بالنسبة لمكتبنا، هناك 7 أو 8 طلاب ليس لديهم جوازات سفر أو وثائقهم في حوزة السلطات الأوكرانية لإجراءات مختلفة. كما أن هناك مغاربة آخرون، سواء ينتمون لمكتب توجيه آخر أو لا، يواجهون نفس الوضع.

صحيح أن مسألة الحصوص على إذن المرور هذه مقلقة. أتفهم أن الموظفين القنصليين غارقون في المكالمات سواء من أولياء الأمور و / أو الطلاب. إنهم يتعرضون للضغوط بينما هم أيضا تحت نفس الضغط الذي نواجهه، فالعيش في الحرب ليس بالأمر السهل. لكن مع ذلك هناك أشخاص ما زالوا في حاجة إلى هذه الورقة لعبور الحدود.

ما هو الوضع بالضبط على حدود أوكرانيا من وجهة نظركم؟

هناك طلاب مغاربة وصلوا إلى الحدود وتمكنوا من العبور، وآخرون لم يتمكنوا من ذلك. الجو بارد جدا على الحدود، والبرد القارس في هذه المناطق الشاسعة لا يطاق. لقد مررت بهذا الوضع، وقد سئم البعض من الانتظار، وأخبروني أنهم يفضلون "العودة إلى أوكرانيا والموت برصاصة" بدلاً من "الموت من البرد على هذه الحدود".

أعتقد أنه على السلطات المغربية، أن تجد حلاً لمنح تصاريح المرور للطلاب المغاربة، الذين لا يحملون جوازات سفرهم ولا أي وثيقة تسمح لهم بالسفر. هؤلاء الشباب ليس لديهم مكان يذهبون إليه، فهم بلا مأوى وفي البرد. إنهم لا يطلبون سوى تصريح مرور إلى البلدان المجاورة. هي وثيقة بسيطة تثبت أنهم مغاربة وأنه من حقهم العودة إلى البلاد.

يجب أن نسمح لسفارات أخرى في الدول المجاورة بتسليم هذه الوثيقة لتسريع الأمور. طلابنا يفرون من الحرب لكن بالمقابل يواجهون البرد.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال