اسمه معروف على نطاق واسع في القطاع المهني السمعي البصري في المغرب، حيث اشتهر بكونه المتخصص الوحيد بالمملكة في التصوير تحت الماء. ولد في حي يعقوب المنصور بالرباط عام 1987 ، ونشأ مع سبعة إخوة. وقام بتمويل دراساته السينمائية بمفرده، قبل أن يصبح مرجعا في مجال التصوير الفوتوغرافي.
اختاره بطل العالم في الكيك بوكسينغ المغربي بدر هاري، ليكون مصوره الخاص، واشتغل معه لمدة سنتين.
وقال في حديثه لموقع يابلادي "لقد نشأت في بيئة متواضعة للغاية، في حي شعبي للغاية، إذ لم يكن بإمكاننا أن نحلم بولوج عالم السينما هناك، خاصة في ظل عدم وجود أية مدارس متخصصة في المغرب. عمل والداي بجد لإعالة إخوتي، وعاهدت نفسي على النجاح في دراستي لتحسين مستوى معيشتنا".
وبعد حصوله على البكالوريا، التحق مروان بجامعة محمد الخامس بالرباط عام 2005 لدراسة الاقتصاد وإدارة الأعمال.
حب التصوير ينتقل من الجد إلى الحفيد
وعاد مروان بذاكرته سنوات إلى الوراء، وتحدث عن ذكرياته مع جده، الذي كان له فضل كبير في ولعه بمجال التصوير القوتوغرافي.
"هاجر جدي إلى جبل طارق لسنوات، وعاد وهو شغوف بالتصوير الفوتوغرافي. أحضر معه العديد من المطبوعات والعديد من الأجهزة في ذلك الوقت. كل هذه الأشياء يضعها في منزله، الذي أزوره بنفس الإعجاب في كل مرة. اليوم، ما زلت أحتفظ بكاميرا سوفيتية قديمة أعطاني إياها عندما كنت صغيراً".
في سنة 2007، قرر مروان الالتحاق بالمعهد العالي للسينما والسمعي البصري (ISCA)، وهي مؤسسة تدريب خاصة تم إنشاؤها في عام 2002. لكن وفاة والده أوقفت مسيرته، وحاول البحث عن المال لتمويل دراسته، وقال "عندها حصلت على عمل في التلفزيون الإسباني بمدينة طنجة، الذي كان يبحث عن شخص مقيم في المغرب. كان علي أن أتنقل باستمرار بين الرباط وطنجة، لحسن الحظ إدارة المعهد كانت متفهمة جدًا لوضعي".
وبعد حصوله على الدبلوم، تمكن مروان من تعميق معرفته في هذا المجال في المدرسة العليا للفنون البصرية في مراكش (ESAV)، بعد حصوله على منحة دراسية.
وبعد نيله دبلوم في مجال التصوير الفوتوغرافي والتخصص في التصوير تحت الماء، بدأ في العمل كمصور سينمائي، وتجاوزت سمعته حدود المغرب.
وأوضح مروان أنه "في عام 2011 وفي سياق الربيع العربي، تلقيت عرضًا للعمل في الأردن في تخصصي، ولكن أيضًا لوكالة "رويترز"، من خلال شركة إنتاج". وبي سنتي 2011 و2012، أصبح مراسل حرب للوكالة في فلسطين، وغطى الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية، قبل إرساله إلى ميدان الصراع في ليبيا ولتغطية المظاهرات في تونس.
وبعد ثلاث سنوات، قرر مروان العودة إلى أرض الوطن وتأسيس شركة إنتاج خاصة به، وقال "اتصل بي مخرج مغربي استفاد فيلمه من دعم المركز السينمائي المغربي، لكن تم التخلي عن المشروع بعدما دفعت تكاليف كبيرة. لم أحصل على مقابل، ما قضى على الشركة".
إثر ذلك تحول إلى العمل الحر، وشارك في العديد من الأفلام الوثائقية للتلفزيون المغربي والقنوات الأجنبية والمسلسلات والأفلام والإعلانات.
بداية جديدة في إيطاليا
تميّز مروان بحرار في المجال المهنيّ بفضل جودة عمله، وطُلب منه العمل على تصميم لمتحف "إيف سان لوران" في مراكش وقال "كان هناك الكثير من التصميمات، وأجواء الإَضاءة التي تتطلب معرفة تقنية وفنية في نفس الوقت". وكان مروان مسؤول بشكل رئيسي عن مشروع قاعة "بيير بيرجي"، التي سهر على كل تفاصيلها لتكون جاهزة في سنة 2017.
"بعد تغيير في الإدارة، فضلت ترك المتحف خلال نفس السنة. آنذاك، اقترحت زوجتي، التي تعود أصولها إلى اليونان ونشأت في إيطاليا، أن أقوم على تأسيس عمل دائم في البلاد".
وتضاعفت رحلات مروان بحرار بين المغرب وإيطاليا، خصوصا في الفترة من 2017 إلى 2019، قبل أن يقرر الاستقرار بها نهائيا. وعمل هناك على مشروع فني حول مدينة البندقية، وذلك بشراكة مع القنصلية اليونانية. وخلال أزمة فيروس كورونا المستجد، التي أرخت بظلالها على مجموعة من المشاريع، لا سيما في المجال الثقافي، قام مروان بإعادة شراء معدات كانت في ملكية شركات متخصصة في السمعي والبصري، أعلنت إفلاسها بسبب الأزمة الصحية.
وبفضل هذا الاستثمار، قام بإنشاء شركته الخاصة، وذلك بالموازاة مع استئناف أنشطة التصوير والإنتاج في هذا البلد، وقال "لدينا الآن العديد من العملاء في إيطاليا، والنمسا وألمانيا".
"في أوروبا، لا يزال من الصعب الولوج إلى مجال السمعي البصري، وهدفي هو فتح أبواب شركتي أمام الشباب المغربي الموهوب. لقد التقيت بالعديد منهم، دمجهم في هذا القطاع في إيطاليا سيساعد على تغيير الأفكار النمطية عن العمال المغاربة، في بلد يرتبط اسمهم غالبًا بكونهم عمال موسميين"
من السمعي البصري إلى السياحة
وفي ظل الأزمة الصحية وفي انتظار استئناف نشاطه الرئيسي، دخل مروان إلى عالم السياحة، وقال "في إيطاليا، اضطرت مجموعة من المؤسسات السياحية إلى بيع ممتلكاتها، وأحيانًا بأسعار منخفضة جدًا. وبفضل رأس مال صغير، كنت أذخره أنا وزوجتي، تمكنا من شراء نزل صغير في منطقة فينيتو، في وسط حديقة طبيعية يسهل الوصول إليها".
"قمنا بتوسيع المشروع، وحاليا قمنا بالاستحواذ على ثالث مؤسسة سياحية لنا، ونقوم بتجهيزها، بدعم من بلدية المدينة،التي أصبحت تشجع على مثل هذه المبادرات، خصوصا مع اقتراب، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في عام 2026 المقررة تنظيمها في كورتينا، القريبة منا، وأيضا في ميلان. وبعيدا عن ذلك، نقوم بإعداد هذه البنى التحتية لجذب السياح المغاربة وبعروض خاصة".
ويعتبر مروان أن "الأزمة الصحية علمتنا أن ننوع استثماراتنا، خاصة وأن هذا الوباء، أظهر مدى سرعة تأثر القطاع الثقافي" وأضاف أنه تمكن من تطوير شركته المتخصصة في المجال السمعي والبصري، بفضل عائدات، مشاريعه السياحية، والتي ساعدت أيضًا في تمويل مبادرته التي أطلق عليها "صندوق لعجب"، وهي سينما متنقلة، من المرتقب إطلاق أنشطتها في إيطاليا وفي القرى المغربية.
وأوضح أن هذا المشروع متوقف منذ ظهور الوباء،" لكننا نخطط للعودة إلى المغرب لإعادة إطلاقه وتقديمه للشركاء المؤسسيين. لقد استفدنا حتى الآن فقط من الدعم المالي من الجانب الإيطالي، ونسعى إلى الحصول على مساعدة الجهات المعنية في المغرب، لأننا نؤمن بالمساهمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لهذا المشروع " وأضاف "طلبنا الرئيسي هو الحصول على رخصة سينما متنقلة، من أجل مباشرة العمل وأيضا تبسيط المساطر الإدارية والقانونية".
وبحسب مروان، فإن أهمية هذه المبادرة تقوم على ثلاثة مكونات، وهي التربية السينمائية، والقضايا الاجتماعية بفضل المساحة التي توفرها قافلته، والتي ستساعد في توزيع تبرعات الجمعيات على ساكنة المناطق النائية، بالإضافة إلى تكوين السكان المحليين.
وأوضح قائلا "أريد أن أقدم خبرتي للراغبين في الاستفادة منها، لذا سنقوم في كل قرية يشملها برنامج السنيما المتنقلة، بإعطاء وقتنا اللازم لتدريب سكان القرى على الاستثمار في المؤسسات السياحية والبيئية، بحيث تصبح هذه المناطق تعاونيات صغيرة تقدم عروضًا منخفضة التكلفة للسياح. على السكان خلق ديناميكيات اقتصادية محلية مثيرة للغاية".