أكد وزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن الحكومة ناقشت حادثة الطفل ريان البالغ من العمر 5 سنوات، واستمعت لمداخلة لوزير الداخلية، وتفاعل معها جميع الوزراء.
وأضاف بايتاس، خلال الندوة الصحافية، التي أعقبت المجلس الحكومي، اليوم الخميس، أن الحكومة تجندت بقوة منذ أن علمت بهذا الحادث الذي وصفه في بداية حديثه بـ "الأليم" مشيرا إلى أن لجان الإنقاذ المحلية قامت بمحاولات من أجل إنقاذ الطفل.
وشدد على أنه لا يمكن نعت المغرب بأنه يفتقر إلى الخبرة التي تخوله إنقاذ الطفل ريان، وأوضح أن الحكومة لا مشكل لها في طلب المساعدة إن احتاجت إلى ذلك.
وأوضح أن مجموعة من السيناريوهات وضعها رجال الإنقاذ محليا بتتبع من وزيري الداخلية والصحة، وبإشراف من رئيس الحكومة لإنقاد ريان. مشيرا إلى أن السيناريو الأول تتمثل في توسيع قطر الثقب، "ولكن كان هناك تخوف من سقوط الأحجار والتربة، كما تم التفكير بإنزال أحد رجال الانقاذ، وكانت هناك محاولات لكن لم تنجح، نظرا لمجموعة من العوائق. أما السيناريو الثالث، فهو الحفر بشكل مواز مع الثقب من أجل خلق منفذ للوصول إلى الطفل ريان".
وجدد تأكيده على أن الدولة ليس لديها مشكل في الاليات، بل لديها الإمكانيات والقدرة والتجربة والحس للتدخل، "وهو ما نقوم به حاليا"، مشيرا إلى أن لجان الانقاذ اشتغلت ليل نهار لكي تنقذ الطفل ريان، واصفا الوضع بـ "المأساوي"، مشيرا إلى أن المشكل الأول يتجلى في طبيعة التربة التي تصعب مهمة التدخل بواسطة الاليات.
كما عبر بايتاس، عن أسفه لتواجد المواطنين بكثافة في مكان الحادث، "وهو ما يصعب مهمة رجال الإنقاذ"، مناشدا المواطنين بفسح المجال أمام رجال الانقاذ للقيام بعملهم.
وعلى المستوى الطبي، أشار إلى أنه تم تسخير كل الامكانيات الطبية محليا، استعدادا للتكفل بالطفل مباشرة بعد إخراجه من الثقب المائي.
وتتواصل على قدم وساق، جهود إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في ثقب مائي بقرية إغران بالجماعة الترابية تمروت، الواقعة بإقليم شفشاون.
وأفاد مصدر من السلطات المحلية صباح اليوم بأن 5 آليات ثقيلة والعشرات من عناصر الوقاية المدينة والسلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الدرك، بإشراف من السلطات الإقليمية، تخوض جهودا حثيثة منذ صباح أمس الأربعاء لإنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في ثقب مائي بعمق يصل إلى 32 مترا.
وأضاف المصدر نفسه بأن الآليات تقوم بالحفر بالموازاة مع الثقب المائي، موضحا أن أشغال الحفر وصلت إلى عمق يفوق 19 مترا من 32 مترا، حيث يتواجد الطفل بعد سقوطه.
وأكد على أن جهود الإنقاذ لم تتوقف منذ انطلاقها قبل أزيد من 24 ساعة على أمل إنقاذ الطفل على قيد الحياة، مؤكدا أن السلطات عبأت مختلف الوسائل الضرورية لهذه الغاية، حيث تم إيصال الماء والأوكسجين عبر أنابيب إلى الطفل العالق.
وحطت طائرة هليكوبتر صباح اليوم بجماعة تامورت، في انتظار إنقاذ الطفل ريان من أجل نقله إلى المستشفى. فيما تتواجد في عين المكان سيارة إسعاف طبية مجهزة بجميع "تجهيزات الإنعاش، بالإضافة إلى فريق صحي يضم طبيب مختص في الإنعاش والتخدير وممرضين في الإنعاش والتخدير قادمين من المستشفى الإقليمي للمدينة شفشاون، وثلاثة ممرضين تابعين للمركز الصحي تامورت".