بات المغرب مشجبا جاهزا للجزائر، لكي تعلق عليها الفشل والتخبط الذي تعاني منه، فبعد الحرائق، والتآمر على الأمن الداخلي للبلاد، اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية هذه المرة، المملكة بتوجيه البنك الدولي لكتابة تقرير سلبي عن الاقتصاد الجزائري.
فبعد أسبوع من اتهام الوكالة الجزائرية للبنك بالتغاضي عن "وضعية الهشاشة المأساوية وحتى الخطيرة والمدمرة السائدة في بلد مجاور من الجهة الغربية" في إشارة إلى المغرب، عادت لتشير إلى أن المغرب هو الذي يقف وراء التقرير الذي تحدث عن إمكانية "حدوث زلزال اقتصادي مدمر بالجزائر، بالنظر إلى هشاشة البلاد من حيث الصادرات، وارتفاع مؤشرات الفقر في البلاد".
وقالت الوكالة في قصاصتها التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الجزائرية، إن "هذا التقرير قد أنجز بتوجيه من القصر الملكي المغربي".
وهاجمت الوكالة التونسي فريد بلحاج، نائب رئيس البنك العالمي المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقالت إنه هو الذي "حرر هذا التقرير المغرض"، وأضافت أنه "صديق مقرب من الأمير مولاي رشيد والعديد من الوزراء المغربيين".
وأضافت أن المسؤول التونسي الذي وصفته بصاحب النوايا السيئة التحق "بالبنك العالمي عام 1996 بصفته مستشارا قانونيا خاصة للمغرب ومصر وإيران والجزائر وتايلندا، وما بين 2002 و2007 شغل منصب مسؤول عمليات البنك العالمي لصالح المغرب" وهو ما يبرر بحسبها "الكراهية التي يكنها للجزائر".
كما قالت إنه قام بتحرير "العديد من التقارير المجاملة للمغرب" وزادت أن من بين هذه التقارير، التقرير الأخير الذي يصنف المغرب الذي وصفته بـ"مملكة الشر والبؤس" من بين البلدان النادرة التي استفادت من الجائحة.
وخلصت إلى أنه "لا يجب التعجب من قراءة تقارير مغلوطة حول الجزائر مستقبلا بطلب وتوجيه من المخزن المغربي".
ويمكن تفسير الغضب الجزائري من فريد بلحاج، نائب رئيس البنك العالمي المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقياـ بسبب تصريحاته الأخيرة حول المغرب، ففي 10 نونبر الماضي كتب على حسابه في تويتر بعد مشاركته في نقاش نظمته جامعة يوروميد بفاس "البنك الدولي يدعم المغرب لمساعدته على تحقيق أهدافه المناخية الطموحة".
وفي اليوم نفسه قال إنه "مسرور بلقاء" وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، نادية فتاح العلوي، التي ناقش معها "رؤية المغرب ودعم البنك الدولي لبرنامج. إصلاح السياسة العامة".
كما سبق له أن التقى برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، وتحدث عن "دعم البنك الدولي للإصلاحات المغربية الطموحة، وريادته في الطاقات المتجددة، والاجتماعات السنوية في مراكش لعام 2022".
Excellente rencontre aujourd'hui à #Rabat avec le Premier ministre Aziz Akhannouch.
— Ferid Belhaj (@FeridBelhaj) November 9, 2021
Nous avons évoqué le soutien de la @Banquemondiale aux réformes ambitieuses du Maroc, son leadership en matière d'énergies renouvelables et les #AssembléesAnnuelles à Marrakech pour 2022. https://t.co/I41hDjmY9r
لكن الاتهامات الجزائرية للمسؤول التونسي الجنسية ليس لها ما يبررها، فقد سبق له أن انتقد الوضع الاقتصادي في بلاده تونس. ولم يتردد في نونبر الماضي في تصريح لإذاعة تونسية في الإشارة إلى الوضع الاقتصادي "الفوضوي" الذي تمر به تونس، وقال "إنه وضع فوضوي يسبب قلقا كبيرا ومسار تطوره لا يمكن التنبؤ به".
كما أن التقرير الذي سخرت الجزائر كل وسائل إعلامها لانتقاده، يشير في إحدى فقراته إلى أن "معدل الفقر متعدد الأبعاد في الجزائر (1.4٪) أفضل من جيرانها ، مصر (5.2٪) العراق ( 8.6٪) والمغرب (6.1٪).