فيروس كورونا: نشر أول دراسة مغربية عن العوامل التنبؤية للوفيات

في ظل مواصلة تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، يسود الخوف من تسجيل أرقام غير مسبوقة في عدد الوفيات. ورغم أن معدل الإماتة حاليًا في المغرب لم يتجاوز 1.5٪ ، فإن الانتشار الأخير لمتحور "دلتا" يثير مخاوف من حدوث الأسوأ.

وفي خضم هذه الظروف، حاول باحثون مغاربة الكشف عن العوامل التي تؤدي إلى أشكال حادة من الإصابة بكوفيد 19 وبالتالي إلى الوفاة، وقام الفريق المكون من عشرة خبراء من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس (CHU) وكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الأول بوجدة بإجراء دراسة "لتحديد العوامل التنبؤية للوفيات لدى مرضى كوفيد -19، المتكفل بهم في وحدات العناية المركزة" وأيضا تحديد عوامل حدوث الأشكال الحادة من الإصابة والوفيات.

واستغرقت الدراسة التي نُشرت مؤخرًا، عشرة أشهر وشملت 600 مريض من وحدة الإنعاش في المستشفى الجامعي محمد السادس، تم تأكيد إصابتهم بكوفيد 19 من خلال اختبار RT-PCR عبر الأنف، خلال الفترة ما بين مارس 2020 ودجنبر 2020. وبحسب الباحثين كانت الأمراض المصاحبة الأكثر شيوعًا هي ارتفاع ضغط الدم الشرياني (31.80٪) والسكري (31.30٪) وفشل القلب (13.20٪) والفشل الكلوي المزمن (5.80٪) والربو (3.70٪) ومرض الانسداد الرئوي المزمن (1.20٪) ومتلازمة توقف التنفس أثناء النوم (0.50٪).

وبحسب الدراسة فقد خضع 544 من أصل 600 مريض لفحص الصدر عند دخولهم إلى المستشفى، وأظهرت النتائج أن 193 مريضًا (32.2٪) لديهم إصابة في الرئة بنسبة بلغت 75 إلى 100٪، و186 مريض (31.0٪) كانت لديهم إصابة في الرئة من 50 إلى 75 في المائة، 105 مريض (17.5٪) كانت لديهم إصابة في الرئة من 25 إلى 50 في المائة، و60 مريضًا (10) ٪) كانت لديهم إصابة رئوية بنسبة 10 إلى 25 في المائة.

وكشف الباحثون أن 195 مريضاً توفوا، حيث بلغ معدل الوفيات 32.50٪. وكان متوسط عمر المرضى المتوفين 65 عامًا، معظمهم من الذكور. كما كان معدل الوفيات عند مرضى السكري (34.60٪)، ومرضى السمنة (43.80٪) ومرضى ارتفاع ضغط الدم (34.60٪).

وبالنسبة للباحثين، على الرغم من أن "العديد من الدراسات أظهرت أن العمر المتقدم فوق 65 عامًا، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري هي عوامل تنبئ بالوفيات جراء الإصابة بفيروس كوفيد -19، فقد أظهرت الدراسة أن هذه العوامل "لم تكن مرتبطة بشكل كبير بزيادة معدل الوفيات".

وخلص الباحثون إلى أن الوفيات المرتبطة بكوفيد 19، كانت متعلقة بمرض سابق بفشل القلب، ومستويات مرتفعة من D-dimer (شظايا الفايبرين، المكون الرئيسي لجلطات الدم) عند الوضع تحت جهاز تنفسي.

وأوضحوا أن "الهدف من تحديد هذه المؤشرات هو مساعدة العاملين في مجال الرعاية الصحية في وقت مبكر على معرفة الأشخاص المعرضين لخطر كبير للوفاة، وبالتالي تحسين رعاية هؤلاء المرضى من أجل خفض معدل الوفيات". وأكدوا أن "أي شخص مصاب بكوفيد 19 ولديه هذه العوامل المسببة للفتك يجب أن يكون من أصحاب الأولوية في التلقيح".