سفيان البقالي.. مسار استثنائي لبطل أولمبي

أهدى العداء المغربي سفيان البقالي يوم أمس أول ميدالية للمغرب في الألعاب الأولمبية منذ دورة 2004 في أثينا، بعدما كسر هيمنة الكينيين المستمرة على سباق 3000 متر موانع منذ سنة 1980، وحلوله في المرتبة الأولى في زمن قدره 8:08.90، متقدما على الإثيوبي لاميشا جيرما، صاحب الميدالية الفضية والكيني بنجامين كيجن، صاحب الميدالية البرونزية.

وولد البقالي في 7 يناير 1996 بمدينة فاس، وبرزت موهبته في 2010، بعد مشاركته في مسابقة من تنظيم نادي فاس لألعاب القوى، وهو ما جعل النادي يضمه إلى صفوفه. وبعد ثلاث سنوات من ذلك انضم لأكاديمية محمد السادس لألعاب القوى.

وبالأكاديمية طور موهبته أكثر، وبدأت أرقامه تتحسن بشكل تدريجي، ما سمح له بالمشاركة في بطولة العالم للناشئين بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2014، والتي حقق فيها المركز الرابع في سباق 3000 متر موانع، وبعد سنة من ذلك احتل المركز السابع في بطولة العالم للعدو الريفي فئة الناشئين.

وفي سنة 2016 شارك في دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها ريو البرازيلية، وجاء رابعا، وبعد سنة من ذلك بدأ اسمه يعرف أكثر بعدما حقق العديد من لإنجازات.

وحل في المركز الثالث في سباق 3 آلاف متر موانع في بطولة العالم لألعاب القوى سنة 2017 بلندن، كما توج بالمدالية الفضية في الدوري الماسي في نفس السنة، وبعد سنة واحدة كان له موعد مع الميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة "طراغونة" الإسبانية.

وفي 20 يوليوز من سنة 2018، نجح العداء المغربي في النزول تحت حاجز 8 دقائق في مسابقة 3000 موانع وحقق توقيت 7:58:15 في ملتقى موناكو بفرنسا.

وفي سنة 2021 وقبل مشاركته في الألعاب الأولمبية بطوكيو، تمكن العداء المغربي من تحقيق أفضل رقم في سباق 3 آلاف متر موانع لعام 2021 في ملتقى روما في الدوري الماسي بتوقيت 8:8:54.

بنية جسدية استثنائية

وأمام نجاحه في مسافة 3000 متر موانع، سلطت سنة 2018 Olympic Channel، الضوء على قدراته البدنية، وقالت إن طوله يبلغ 1متر و91 سنتمتر، فيما يبلغ وزنه 69 كلغ، وأشارت إلى أن جسمه على 10.7٪ من الدهون، وهي نسبة منخفضة بشكل استثنائي.

وقال عالم الرياضة والأستاذ الخماسي الأولمبي السابق جريج وايت إن البقالي هو بالضبط ما يحتاجه عداء موانع بطول 3000 متر. لديه قوة متماثلة تمامًا في كل ساق، مما يسمح له بحماية نفسه من العديد من الإصابات الشائعة للعدائين في تخصصه، ولديه قدرة أكبر على التعافي.

وتسمح له قدراته بالركض بسرعة 18 كم / ساعة باستخدام أقل قدر ممكن من الطاقة. كما أن بنية سفيان تسمح له بإدارة السباق بالشكل الأمثل، وهو ما يجعله يسير من "الحسن إلى الأحسن".