بعدما عمل الإطار الرياضي المغربي عادل اكلية في مؤسسة فريق وست هام يونايتد الإنجليزي لكرة القدم في تكوين اللاعبين أقل من 14 عاما، التحق السنة الماضية بأكاديمية الفريق، حيث يشرف على التنقيب عن المواهب وتكوينها.
ويتوفر اكلية على سيرة ذاتية غنية، حيث تمكن من المزاوجة بين شغفه بكرة القدم والدراسة، وهو ما ساعده بعد مسيرة احترافية طويلة في ولوج ميدان التكوين في مهد كرة القدم إنجلترا.
ولد عادل اكلية في مدينة سلا سنة 1978 وترعرع في حي بوطويل، الذي كان شاهدا على ميلاد لاعبين بصموا تاريخ كرة القدم المغربية، مثل المدرب عبد الصمد البوزيدي، وشعيب صيكوك الذي عمل في الجهاز الفني للأهلي المصري.
منتخب بتسعة لاعبين
وتشبع الإطار المغربي بحب كرة القدم داخل نادي جمعية سلا، حيث تم إلحاقه بالفريق الأول وهو في سن 16، وبقي في الفريق إلى غاية بلوغه سن 22، وانتقل إلى النادي القنيطري وحقق معه الصعود إلى القسم الممتاز.
وكان اكلية آنذاك يتابع دراسته بجامعة محمد الخامس بالرباط في شعبة الاقتصاد، ليتم اختياره ضمن المنتخب الجامعي المغربي رفقة لاعبين معروفين كيوسف شيبو ومحمد الخويل، للمشاركة في الألعاب الأولمبية الجامعية التي أقيمت بمايوركا في إسبانيا سنة 1999.
ويتذكر تلك المرحلة التي دافع فيها عن ألوان المنتخب المغربي الجامعي، وقال "تصدرنا المجموعة بعد فوزنا على المنتخب الإسباني المضيف والأوروغواي وأستراليا، وفزنا في الدور الثاني على المنتخب الياباني".
"لو لم يهرب حوالي نصف الفريق من مقر إقامتنا لفزنا بإحدى الميداليات، ففي دور الربع لعبنا ضد المنتخب التشيكي بتسعة لاعبين فقط وأقحمنا الحارس الثاني كلاعب وسط الميدان، وانهزمنا بضربات الجزاء. قبل المباراة حاولنا إقناع اللاعبين بالبقاء إلى غاية نهاية المنافسة لكنهم رفضوا، كانت رغبتهم في الاستقرار بأوروبا أقوى".
وتابع أن "المنتخب الإسباني فاز بالمنافسة، رغم أنهم حلوا في المرتبة الثانية في مجموعتنا، وفزنا عليهم عندما كنا نلعب بأحد عشرا لاعبا".
وبعد عودته إلى المغرب، وقع عقدا للاحتراف في الإمارات، "واتضح لي فيما بعد أنه تم النصب علي في هذا العقد، ولم ألتحق بفريق إمارتي معروف كما كان منتظرا".
لكن لحسن الحظ أعجب نادي صور العماني بموهبته ووقع عقدا معه، ولعب في صفوفه لسنة واحدة، وحل الفريق في المرتبة الثانية في البطولة المحلية، ولعب في المنافسات الأسيوية.
بعد ذلك أصيب اللاعب المغربي في الرباط الصليبي، وعاد إلى الإمارات وبقي يتعالج لمدة سنة كاملة، ثم عاد إلى البحرين ولعب لسنوات مع مجموعة من الفرق من بينها النجمة، والرفاع، والساحل...، ثم عاودته نفس الإصابة في سن 29، ليقرر اعتزال اللعب، والتركيز على التكوين، وحصل على عدة شواهد في المجال.
من الخليج إلى وست هام يونايتد
"اشتغلت في قطر مع أكاديمية ريال مدريد، وأكاديمية أسباير، وقبل خمس سنوات توجهت إلى إنجلترا من أجل إتمام دراستي في ميدان التكوين الرياضي (علوم التنقيب عن المواهب)، والتحقت بجامعة شرق لندن، وبالموازاة مع الدراسة أسندت لي مهمة تدريب فريقها لكرة القدم".
وأوضح في حديثه لموقع يابلادي أن "هذه الجامعة متخصصة في المجال الرياضي، وكانت تسهر على تكوين لاعبين في مختلف الرياضات للمشاركة في الألعاب الأولمبية وباقي المنافسات، وحصلت بها على ماجستير السنة الماضية، واضطرتني الجائحة لتوقيف الدراسة".
وترتبط هذه الجامعة باتفاقية شراكة مع فريق وست هام يونايتد، حيث قام بتدريبه الجامعي في الفريق قبل سنتين علما أنه قام بتدريب آخر في السويد لمدة سنة كاملة، ولما أعجبت إدارة الفريق الإنجليزي بكفاءته اقترحوا عليه الانضمام إليهم".
وقال "أشتغل مع وست هام يونايتد كمنقب عن المواهب أقل من 10 سنوات، ومدرب في نفس الوقت في مؤسسة الفريق للفئات السنية لأقل من 14 و16 سنة"، وتابع "نعمل باحترافية عالية، لا وجود للعشوائية في العمل، النادي يضع برامج من قبل المختصين ونحن نعمل على تطبيق هذه البرامج. أحاول أن أفرض نفسي في ميدان فيه منافسة كبيرة".
وأوضح أن عمله يعد بمثابة جسر بين مؤسسة النادي والأكاديمية التابعة له "ننقب عن المواهب وندربهم بالمؤسسة لمدة من الزمن ثم نقرر ما إذا كان سيلتحقون بالأكاديمية".
وقال "أحب تكوين الفئات السنية الصغري، هذا التكوين الذي حرمنا منه في المغرب في صغرنا. لذلك لا يصبح اللاعب مشهورا في المغرب إلا في نهاية العشرينات نظرا لافتقاره للتكوين الأكاديمي الذي يمكنه من إظهار مواهبه في 20 أو 21 سنة".
وأنهى حديثه قائلا "مستقبلا قد أعود إلى المغرب لكن بعد اكتساب تجربة كبيرة في التكوين، توصلت بعروض من الخليج العربي، لكن أريد أن أتمم دراستي قبل التفكير فيها".