دياسبو # 189: من وجدة إلى لوس أنجلوس.. ديدي العلوي بطل العالم في رياضة الباركور

بدأ حب محمد ديدي العلوي لرياضة الباركور، في مسقط رأسه بوجدة، فوق سطح منزل والديه، حيث كان يحاول اجتياز العقبات التي كان يضعها بنفسه، ويمارس رياضته المفضلة التي تتطلب الركض بسرعة والقفز والتسلق من أجل الانتقال من نقطة إلى أخرى بأسرع الطرق.

كما كان يركب دراجته وينتقل إلى مكان يبعد عن وجدة بكيلومترين، من أجل التدريب، باستخدام إطارات العربات، وأكياس مملوءة بالرمل، كحواجز، لممارسة حركاته الرياضية.

 وقال محمد ديدي العلوي، المعروف باسم ديدي، إن ولعه بهذه الرياضة، بدأ في المنزل وقال، في تصريح لموقع يابلادي "اكتشفت رياضة الباركور لأول مرة، من خلال مشاهدة فيلم فرنسي بعنوان ياماكاسي". ويتذكر قائلا "هذا الفيلم غير حياتي وحاولت أن أقوم بنفس الحركات في المنزل، وبدأت أتمرن داخل غرفتي، حيث كنت أضع الكراسي والوسائد لتعلم الشقلبة الخلفية، وأيضا القفز إلى أن سقطت على وجهي ذات يوم، حينها اكتشفت أنني قمت بالحركة بشكل كامل".

وفي مدينة وجدة التي كان يعتقد ديدي أنها لا تعرف شيئا عن الرياضة التي بات يحب ممارستها بشدة، التقى بمجموعة من الشبان يتبادلون معه نفس الشغف بالباركور. بعدما علم أنهم يمارسونها في حديقة قريبة، وبدأ يسمع عن المسابقات المحلية المقامة في المغرب لهذا النوع من الرياضة.

وقال الشاب البالغ من العمر 25 سنة، "في البداية، كنت أمارس رياضة الباركور لأنها كانت ممتعة ولكن بعد ذلك بدأت أسمع عن كل هذه المسابقات التي تنظم في المغرب. بدأت أسافر في جميع أنحاء البلاد، بصفتي متنافسا في بعضها وبصفتي حكما في بعضها الآخر".

وبدعم من عائلته وأصدقائه بدأ هذا الشاب المغربي يفكر في مستقبله في هذه الرياضة، وبعد سبع سنوات من التعلم والتدريب، قرر التقدم للمشاركة في أول مسابقة دولية في مشواره".

ففي سنة 2014 قرر المشاركة في مسابقة Red Bull Art of Motion، التي احتضنتها دولة اليونان. صور ديدي شريط فيديو وأرسله للمنظمين ووافقو على استدعائه للمشاركة، وبقيت أمامه عقبة الحصول على تأشيرة سفر وتجاوز الإصابة التي أثرت على برنامجه التدريبي آنذاك.

وعمل بنصيحة والده وفي سنة 2015 تقدم للمشاركة في المسابقة، ووجد نفسه وجها لوجه مع أبطال كان يراهم عمالقة مقارنه به وقال "كنت متوترا للغاية ولم أستطع النوم في اليوم الذي سبق المنافسة. اعتدت مشاهدة هؤلاء الأشخاص على التلفزيون والآن أنا من بين المرشحين للفوز".

وعلى الرغم من أن البطل المغربي لم يفز بتلك النسخة، إلا أنه اكتسب الثقة والخبرة التي قادته للفوز ببطولة لا تقل أهمية في قطر.

وبعد نيله هذا اللقب، اتخذت مسيرة ديدي منحى مختلفًا، وكأي رياضي محترف بدأ يتلقى العروض من الرعاة الذين آمنوا بموهبته.

وفي سنة 2016، عثر هذا الشاب المغربي على مدرسة في الدنمارك متخصصة في تعلم الجمباز والباركور، وقال "بعثت لهم رسالة مرفوقة بمقطع فيديو وقبل طلبي".

وحصل بطل الباركور المغربي على منحة دراسية مدتها ستة أشهر. وفي الدنمارك، بدأ يرى حلمه يتحقق، وشرع في التدرب في قاعة رياضية مجهزة بأحدث التجهيزات. ثم حصل على منحة دراسية ثانية لإنهاء فصل دراسي آخر ثم تدريب داخلي ليصبح مدربا للمتسابقين الشباب.

وقضى ديدي ثلاث سنوات في الدنمارك. لكن حلمه انتهى في عام 2019، وعاد إلى المغرب بعد أن تعرض للإصابة.

مسيرة جديدة في لوس أنجلوس

لكن القدر كان يخبئ مفاجآت سارة للبطل المغربي، ففي نفس السنة وبعد أن شفي، حصل على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة وتوجه إلى لوس أنجلوس للانضمام إلى الشركة الراعية وفريقها. وقال "كان يجب علي أن أدرب فريقي في قاعة ألعاب الباركور الخاصة به، وهي الأكبر في العالم".

وفي غشت من نفس السنة كان عليه ترك الإشراف على تدريب الفريق والاستعداد للمشاركة في نسخة جديدة من Red Bull Art of Motion، وتذكر تلك اللحظات قائلا "لم يكن لدي ما يكفي من المال لذلك كان علي البحث عن عمل"، من أجل الاستعداد الجيد للمسابقة، وقال "كنت أعمل وأتمرن في نفس الوقت. لقد تعرض جسدي للإرهاق وبالكاد استطعت المشي".

وشارك في البطولة التي نظمت تلك السنة في إيطاليا وفاز بها وقال "انتهى بي الأمر بالفوز بالمسابقة. كنت أعيش الحلم وعملت بجد من أجله".

بعد تتويجه بطلاً للعالم، كان على ديدي العودة إلى لوس أنجلوس. وعمل في مجال توصيل الطعام من أجل إعالة أسرته. ومع ظهور جائحة كورونا بدأت الأمور تزداد سوءا وقال "لم يكن عام 2020 سهلاً، لكونك بطلاً للعالم كنت تتوقع أن تحصل على فرص. ومع ذلك، توقف فريقي عن الدفع لنا بسبب الوباء".

وعلى الرغم من الصعاب، لا يزال ديدي مصمما على إكمال مسيرته، وخلال سنة 2021، سيدافع عن لقبه في مسابقة Red Bull Art of Motion.