ولد رضا شبشوبي سنة 1979 في بروكسل لوالدين ينحدران من مدينة طنجة، في البداية درس الحقوق قبل أن يقرر الاتجاه نحو المجال الذي يميل إليه وهو المسرح والسينما. عندما غادر مقاعد الدراسة صادف إعلانًا عن مسابقة لاختيار الممثلين، وقرر المشاركة فيه، ولم يكن يتخيل أن اختياره من بين المتسابقين سيشكل نقطة تحول في حياته المهنية.
ترعرع رضا شبشوبي وسط خمسة إخوة، وكان أبوه يعمل سائق أجرة، ولم يكن هناك ما يوحي بأنه سيتجه إلى امتهان الفن السابع. و كان في إيكسل ضواحي العاصمة البلجيكية، وكان هو الطالب المغربي الوحيد في صفه، حيث تعرض للتمييز، ولم يقتصر ذلك على القسم، فبعد اختياره ضمن الفريق الجهوي لكرة القدم وجد هذا اللاعب المغربي نفسه عرضة للتمييز أيضا.
وقال خلال حديثه مع موقع يابلادي "عندما بدأت العمل في السينما، أخبرتني أمي أن هذا المجال ليس لأشخاص مثلنا. قلت لنفسي إن لم أنجح، فسأواصل حياتي!"، وفرض نفسه بسرعة في الوسط الفني ببروكسل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث لعب دور البطولة في أكثر من 22 فيلمًا قصيرًا، بالإضافة إلى 13 فيلم روائي، كما وقف خلف الكاميرا وأخرج عدة أفلام، من بينها أفلام تلفزيونية في المغرب لفائدة القناة الثانية، وأيضا سلسلتين على الأنترنيت بينهما سلسلة أنتجها موقع يابلادي سنة 2008.
كما أن لشبشوبي حضورا في المسرح، فقد ظهر في ثمانية أعمال مسرحية، منها "الجهاد" لإسماعيل السعيدي التي عرضت في العديد من البلدان. وخلال جولته المسرحية عرضت عليه دار نشر تأليف كتاب عن مساره، وقال "تساءلت عمن قد يهتم بمسيرتي، لكن دار النشر أقنعتني أنه من المهم عرض أمثلة تعطي الأمل للشباب".
وبالفعل فقد نشر شبشوبي كتابه «Mes ancêtres les Gaulois»، الذي تناول فيه مسألة تنوع الهويات. وقال "الكتاب ينطلق من سؤال مرهق طرحته خلال طفولتي: أيهما الأفضل المغرب أم بلجيكا؟"، "لقد استغرق الأمر مني سنوات طويلة للعثور على الإجابة: بالنسبة لي، المغرب هو والدي، هو ذلك الأب الذي كان غائبًا عند ولادتي، ولم أكن أعرفه، واكتشفته أثناء نشأتي".
وتابع "وبلجيكا هي أمي، لقد ولدت في بلجيكا، وقد عاملتني دائمًا مثل ابنها بلطف. نشأت في هذا البلد واستفدت من رعايته الصحية وسمحت لي أيضا بالولوج إلى المدارس البلجيكية ".
"عندما فقدت والدي في سن السابعة عشرة، تمكنت من مواصلة دراستي، لو حدث معي نفس الأمر في المغرب، لكان الأمر مختلفا، أعتقد أنه كان سيكون من الضروري أنه أتوقف عن الدراسة وأبحث عن عمل لتلبية احتياجاتي. في بلجيكا استفدت من مساعدات الدولة، وواصلت تعليمي العالي، وكان لدينا سكن اجتماعي".
ومن خلال كتابه "Mes ancêtres les Gaulois" أطلق رضا شبشوبي صرخة في وجه كل "من يقول إننا لسنا في بلدنا "، الذين يجعلون العديد من مزدوجي الجنسية يشعرون بأنهم أجانب في بلدهم. ويصور الكتاب على أن "الهوية مكونة من عدة طبقات كحلوى ألف ورقة"، وقال "جعلونا نعتقد أن هذا التنوع أمر سلبي، في الوقت الذي يشكل فيه ثراء يجب استغلاله"، ويحاول الفنان المغربي الأصل أن ينقل هذه الرسالة من خلال عمله اليومي أيضا.
وشبشوبي عضو نشط داخل جمعية "التكوين والبيداغوجية في فرنسا"، التي تتعاون مع ثلاث وزارات والتي تقوم بأنشطة في المدارس الإعدادية والثانوية. ويشرف باسم الجمعية على أوراش حول بناء الهوية، إلى جانب مسيرته الفنية.
ومن الطرائف التي لاتزال عالقة في ذهنه، قال خلال حديثه لموقع يابلادي أنه حاول إخفاء اسم فيلم "Moroccan Gigolos" الذي لعب دور البطولة فيه عن والدته وقال "أخفيت اسم هذا الفيلم عن والدتي لفترة طويلة، لكن اكتشفته في نهاية المطاف، من خلال الأخبار...، لأنها لم ترغب بأن يرتبط اسم ابنها بهذه الشخصية".
ويهتم هذا الممثل المغربي، أيضا بتاريخ هجرة اليد العاملة والأجداد الذين شاركوا في ساحات القتال، لأنه في نظره، معرفة هذه المواضيع تسمح للجيل الصاعد، بالتعرف على هويتهم بين بلديهما. ويعمل رضا حاليا، على كتابة فيلم روائي طويل مع هشام السلاوي ولوران دينيس، يدور حول تاريخ الهجرة المغربية، كما أنه يشتغل على مسرحية بعنوان "les traiteurs" يأمل أن تعرض بعد انتهاء الأزمة الصحية.
وتدور أحداث هذه المسرحية حول مشاركة جنود مغاربة في الصفوف الأمامية، خلال الحرب العالمية الثانية في أوروبا. وقال رضا الذي يعمل على هذا المشروع إلى جانب هشام السلاوي بالإضافة إلى الممثل البلجيكي من أصل مغربي سمير القاضي، "مات معظم هؤلاء المسنين دون الاستفادة من المعاش الذي يستحقونه".