في سنة 1805، وقبل معركته الأخيرة، طلب الأميرال هوراشيو نيلسون مساعدة سلطان المغرب، إذ أنه أثناء تحضير أسطوله لمعركة طرف الغار، وهي معركة بحرية نشبت بين الأسطول الإنجليزي من جهة، والأسطولين الفرنسي والإسباني المتحالفين تحت قيادة الأميرال الفرنسي بيير شارلز فيلنوف من جهة ثانية. وقام نيلسون بربط اتصالاته مع القنصل العام البريطاني في طنجة، جي إم ماتريكس.
وحثت الرسائل المرسلة من سفينة "آتش أم أس فيكتوري"، وهي سفينة من الدرجة الأولى بقوة 104 مدفع تابعة للأسطول الملكي البريطاني، السفير البريطاني على "ااستخدام كل نفوذه وكل الجهود التي يمكن أن تساعد الأسطول في كل ميناء [مغربي]".
1/5: How much do you know about Nelson’s chest? Watch this video ? by Ambassador @UKSimonMartin to learn more about it!#300YearsTreaty #UKMorocco #HistoryMonth pic.twitter.com/cB51t3Pbtv
— UK in Morocco (@UKinMorocco) February 28, 2021
وراسل الأميرال هوراشيو نيلسون القنصل، قبل المعركة المذكورة التي وقعت في أكتوبر 1805، للتأكد من أن الأسطول البريطاني سيحصل في الموانئ المغربية على "الثيران والأغنام والدواجن" التي سيحتاج إليها.
وكان على القنصل توجيه هذه الرسائل إلى سلطان المغرب مولاي سليمان. فبالإضافة إلى تلقي الإمدادات، حث اللورد نيلسون القنصل على "الحصول على أوامر السلطان بالسماح بالرسو في موانئ العرائش، وسلا وموغادور وأي موانئ أخرى تقع على ساحله".
وبحسب الرسائل المحفوظة في المقر البريطاني بالرباط، فإنها تحمل أيضا وعودا من الأميرال نيلسون، بإرسال هدايا إلى حكام طنجة وتطوان، في إطار المجاملة. وطلب من القنصل أيضا تقديم المشورة له، حول نوع الهدايا التي يمكن أن تروق للمسؤولين المغاربة. وكتب الأميرال "كهدية صغيرة مني، ماهي الهدايا التي يمكن أن يقبلها الحكام، يسعدني أن أعرف ذلك منكم".
2/5 pic.twitter.com/pm9ZECtaj5
— UK in Morocco (@UKinMorocco) February 28, 2021
"من مصلحتنا أن نكون على أفضل وجه ممكن ليس فقط مع السلطان ولكن أيضًا مع حكام طنجة وتطوان (...) وسأسعى للحصول على الهدايا وإرسالها، مرفوقة برسالة مناسبة تحمل أسماءهم وألقابهم".
وبالفعل، وفى الأميرال هوراشيو نيلسون بوعوده، حيث أرسل قبل أيام من اندلاع المعركة، صندوقًا حديديا، يحتوي على هدايا لحكام طنجة وتطوان كما ورد في رسالته إلى القنصل البريطاني.
ولازال المقر البريطاني بالرباط، يحتفظ بهذا الصندوق، الذي تم إرساله كرمز لرضا الأميرال نلسون عن الثيران والأغنام والدواجن المرسلة من المغرب، قبيل المعركة التاريخية.
وبحسب سفير المملكة المتحدة في المغرب سيمون مارتن، فإن عمر الصندوق يبلغ "أكثر من مائتي سنة" وهو "تحفة فنية رائعة"، شاهدة على عمق العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والمملكة المتحدة .
وعلى الرغم من الخسائر التي خلفتها المعركة، بما في ذلك وفاة الأميرال نيلسون نفسه، ساعدت المؤن المغربية البريطانيين على الانتصار، وخرج الأسطول البريطاني منتصرا بعد أن هزم 33 سفينة فرنسية وإسبانية.