أثار الدعم الذي قدمته الدول العربية للعملية العسكرية المغربية الهادفة إلى تأمين حركة البضائع والأشخاص في الكركرات، إنزعاج السلطات الجزائرية، التي رأت في العملية خرقا لوقف اطلاق النار.
ورغم انه لم يصدر أي رد فعل رسمي من جانب الحكومة والجيش، فقد عبرت وسائل الإعلام الجزائرية عن هذا الانزعاج. وذكر موقع " Liberté-Algérie" الناطق بالفرنسية في إحدى مقالاته أن "المواقف الجزئية التي أعربت عنها الدول العربية بشأن أحداث الكركرات تزيد من عزلة الجزائر في العالم العربي".
"ألم يحن الوقت لبلدنا لمراجعة طبيعة علاقاته مع هذه الكتلة الإقليمية بخيارات جيوستراتيجية غير مستدامة؟"
وفي ظل عزلة الجزائر في الساحة العربية، دعت الصحيفة الالكترونية حكومتها إلى "مراجعة نماذج سياستها الخارجية تجاه هذه الدول العربية التي لا يجمعنا معها إلا القليل" بل وحتى التفكير في الخروج من الجامعة العربية بحجة أن هذا الكيان "خاضع لسيطرة دول لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية، ناهيك عن الشعب الصحراوي".
من جهتها، نددت صحيفة الوطن في مقال لها بدعم دول مجلس التعاون الخليجي للعملية العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المغربية وقالت "هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الجزائر لإحباط دبلوماسيتها من قبل دول الخليج، بل حتى داخل جامعة الدول العربية حيث تجد نفسها معزولة بشكل متزايد" وأضافت "هل ينبغي أن تظل الجزائر في جامعة الدول العربية التي تسيطر عليها دول الخليج؟"
وسبق للرئيس الجزائري ان أشاد في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية، في فبراير 2020، بعلاقات بلاده الطيبة مع مصر والإمارات، وهو ما كان يتمنى أن يضمن له موطئ قدم في الشأن الليبي. لكن منذ ذلك الحين تم استبعاد الجزائر من هذا الملف. ولم تستجب القاهرة للدعوات الجزائرية لعقد اجتماع لمجموعة "دول جوار" ليبيا.
وأدى إجماع الدول الخليجية على دعم المغرب في قضية الكركرات إلى فقدان الجزائر أكثر فأكثر لتأثيرها في المشهد السياسي العربي، كما ساهم في تراجع الدور الجزائري أيضا، الحراك الاحتجاجي الذي شهدته البلاد.
وتعمق ذالك مع شغور منصب الرئاسة منذ دخول الرئيس تبون المستشفى في ألمانيا بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.