توجه مستشار النمسا سيباستيان كورتس إلى الشعب النمساوي صباح اليوم الثلاثاء، في كلمة أعقبت الهجوم الإرهابي الذي استهدف مساء الاثنين العاصمة فيينا وخلف أربعة قتلى.
وشدد كورتس أن خطابه هذا يأتي في "فترة مظلمة" من تاريخ النمسا التي كان يعتقد أنها منطقة "آمنة في العالم"، لكن "الاعتداء الإرهابي" أثبت أن بلاده تعرضت لهجوم "ضد قيمها ونظامها الدموقراطي"، متوعدا: "سندافع عن ديمقراطيتنا وسنتعقب الضالعين في الهجوم ومن يقفون خلفه".
لكن كورتس في الوقت ذاته، شدد بقوة على أن التصدي للإرهاب لا يعني محاربة المنتمين إلى "طائفة دينية معينة"، فـ"لا يجب الانزلاق إلى ما يريده الإسلاميون، وهو نشر الكراهية وإحداث انقسام داخل المجتمع بين النمساويين والمهاجرين". وأضاف "يجب أن ندرك أن هذا ليس صراعا بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين". وقال كورتس: "عدونا - الإرهاب الإسلامي - لا يريد فقط التسبب في الموت والألم، ولكنه يريد تقسيم مجتمعنا"، وتعهد بأن النمسا سوف تدافع عن ديمقراطيتها وحقوقها الأساسية وأسلوبها الليبرالي في الحياة
وشدد كورتس على ضرورة الحفاظ على قيم التسامح لأن "التسامح لا يقبل بعدم التسامح" حسب قوله. كما توجه بالشكر إلى قادة الدول الأوروبية وقادة العالم الذين عبّروا عن "مواساتهم ودعمهم للنمسا".
وأعلنت الحكومة النمساوية الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.
ووفق معلومات الشرطة النمساوية أطلق عدد (لم يتم تحديده) من المسلحين النار في شارع بوسط فيينا، وذلك في الساعة الثامنة تقريبا مساء أمس الاثنين (1900 بتوقيت غرينتش)، قبل أن تسمع طلقات نارية في ستة مواقع مختلفة.
وكشف وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر أن الأمر يتعلق برجل يبلغ من العمر 20 عاما، سبق له أن أدين بالانخراط في منظمة إرهابية. وقال نيهامر، لوكالة الأنباء النمساوية، إن المهاجم يحمل جنسية كل من النمسا ومقدونيا الشمالية. وقال الوزير إنه أدين في أبريل من عام 2019 لأنه حاول السفر إلى سوريا للانضمام لتنظيم داعش، وحُكم عليه بالسجن 22 شهرا، وحصل على إفراج مشروط في دجنبر.