يعتزم مجلس حكماء المسلمين رفع دعوى قضائية ضد صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد وكذلك أيضا ضد "كل من يسيء للإسلام ورموزه المقدسة".
وجاء في بيان للمجلس، أصدره عقب اجتماع عقده عبر الفيديو الاثنين برئاسة شيخ الأزهر أنه "قرّر تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين الدوليين لرفع دعوى قضائية على صحيفة شارلي إيبدو التي قامت بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبي الرحمة وكذلك كل من يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة".
وأعرب المجلس عن رفضه الشديد لاستخدام "لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم- ومقدسات الدين الإسلامي"، مشددًا على أن "حرية التعبير لا بد أن تأتي في إطار من المسؤولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الآخرين ولا تسمح بالمتاجرة بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية".
من جهة أخرى، جدد مجلس حكماء المسلمين دعوته للمسلمين في الغرب إلى التمسك بقيم التعايش والسلام والمواطنة والأخوة الإنسانية مع كل المكونات الاجتماعية في بلدانهم، والاندماج الإيجابي في تلك المجتمعات. مطالبا بمواجهة هذه الممارسات بسلوك حضاري من خلال الوسائل القانونية المنصوص عليها في تشريعات تلك الدول، وطالب عقلاء الغرب بالتصدي للحملة الممنهجة على الإسلام ومعاداته والزج به في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية وتهيئة البيئة الصحية للتعايش والأخوة الإنسانية.
ويأتي هذا الموقف من قبل مجلس الحكماء بعد أن أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدم "التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية" المسيئة لرسول الاسلام، وذلك خلال مراسم تأبين المدرّس صمويل باتي الذي قتل بقطع رأسه على يد شاب من أصل شيشاني كان يبلغ 18 عاما، على خلفية عرضه رسوما كاريكاتورية تجسّد النبي محمد على تلاميذه خلال حصة حول حرية التعبير.
وأثار تصريح ماكرون استياء وغضب عدة دول إسلامية، وتم إطلاق حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية من قبل مجموعة من النشطاء المسلمين.