القائمة

أخبار

شراكة مع إسرائيل.. هل يقترب المغرب من إنتاج الطائرات المسيرة؟

تؤكد تقارير متعددة أن شركة إسرائيلية أنشأت وحدة تصنيع للطائرات المسيّرة في المغرب، وفق شراكة مع المملكة الراغبة في تطوير قدرات جيشها بالاستعانة بالصناعة الإسرائيلية المتطورة. فإلى أيّ حد سيمضي هذا المشروع؟

(مع DW)
نشر
DR
مدة القراءة: 4'

هل يدخل المغرب إلى نادي مصنعي الطائرات المسيرة في أفريقيا؟ يبدو أن المملكة تحاول الاستفادة من تطور علاقاتها مع إسرائيل لأجل تعزيز صناعتها الدفاعية. وفي هذا الإطار، عادت صحيفة لوموند الفرنسية إلى تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذي لشركة بلوبيرد إيرو سيستمز الإسرائيلية (BlueBird Aero Systems)، رونين نادر، أكد فيها أن الشركة أنشأت بالفعل وحدة لإنتاج الطائرات بدون طيار في المغرب.

المسؤول الإسرائيلي، الذي كان سابقاً قائدًا في سلاح الجو الإسرائيلي، صرح لموقع زونا ميليتار الإسباني أن عمليات الإنتاج ستبدأ في المستقبل القريب. لكن الشركة لم ترد على طلبي التواصل الذي بعثته لها صحيفة لوموند لأجل مزيد من التفاصيل، كما لم تعلق الرباط بشكل رسمي على هذه المعطيات.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن آشر فريدمان، من معهد اتفاقيات أبراهام للسلام قوله إن المسيٍّرات من نوع "واندر بي" (WanderB) و"توندر بي" ( ThunderB) هي التي سيتم تصنيعها في المغرب. وهي مسيّرات مخصصة بشكل أساسي لمهام الاستطلاع والاستخبارات وكشف الأهداف، وسبق للمغرب أن طلب 150 منها عام 2022.

كما يمكن أيضاً إنتاج المسيرّات الانتحارية من نوع "سباي إكس" (SPY X) التي تصنعها هذه الشركة الإسرائيلية، وفق تأكيد نزار الدردابي لصحيفة لوموند، وهو مسؤول سابق في الدرك الملكي المغربي، وهي مسيرّات أثبتت فعاليتها في أوكرانيا وفي الحرب بين أذربيجان وأرمينيا.

تعاون عسكري منذ التطبيع

وليست هذه أول مرة يثار فيها موضوع إنتاج طائرات مسيرة إسرائيلية في المغرب، ففي عام 2021، ذكر موقع "أفريكا انتليجانس" أن الرباط ستنشئ وحدة متخصصة في تصنيع وتطوير طائرات "سباي إكس"، وذكر التقرير حينها شركة بلوبيرد إيرو سيستمز كمساهم في هذا المشروع.

وكان الوزير المكلف بإدارة الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، قد صرح في شهر نوفمبر من العام 2023 أن المغرب يطمح إلى دعم مجال التصنيع العسكري، وذكر في مجلس النواب أن الرباط أبرمت مجموعة من الشراكات والاتفاقيات لأجل تطوير أسلحة وتجهيزات القوات المسلحة، مشيراً إلى أن المغرب يريد جذب استثمارات أجنبية في هذا المجال.

ومنذ تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في أعقاب اتفاق ثلاثي بينهما وبين الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب عام 2020، نمت العلاقات بينهما بشكل كبير، سواء في المجالات الاقتصادية أو العسكرية. وجاء هذا الاتفاق ضمن اعتراف دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، كما عبرت إسرائيل لاحقاً عن خطة للاعتراف ذاته.

واتجه المغرب إلى استيراد أسلحة متطورة وزيادة الإنفاق العسكري منذ إعلان جبهة البوليساريو وقف العمل باتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين المغرب عام 2020 في أعقاب أزمة معبر الكركرات، وزادت حدة التوتر في المنطقة إثر إعلان الجزائر قطع العلاقات مع المغرب.

صفقات متعددة

وتحظى شركة بلوبيرد إيرو سيستمز بأهمية بالغة فهي مملوكة بنسبة 50% لصالح شركة صناعات الطيران والفضاء ( IAI) التي تُعَد من أكبر الشركات في الشرق الأوسط المتخصصة في إنتاج الطائرات الحربية. وقد سبق لها أن باعت للرباط 150 طائرة درون من طراز افتول (eVTOL) حسب الموقع الإسباني الذي ذكر كذلك أن المملكة المغربية حصلت على نظام سكاي لوك دوم (the Skylock Dome) المضاد للطائرات بدون طيار من إسرائيل.

ووفق الصحافة الإسرائيلية، فقد أبرم المغرب وإسرائيل في فبراير من العام 2022 صفقة بقيمة نصف مليار دولار، وتحديدا مع شركة صناعات الطيران والفضاء، تتلقى بموجبها الرباط نظام الدفاع الجوي والصاروخي باراك إم إكس (Barak-MX)، وهو نظام متطور جدا وقادر على مواجهة تهديدات الصواريخ والطائرات ويعمل في المنصات البحرية والبرية.

وجاء هذا التوقيع بعد زيارة وصفت بالتاريخية لوزير الدفاع الإسرائيلي حينها، بيني غانتس، الذي زار المغرب في نوفمبر 2021، بحكم أنها أول زيارة لوزير من نوعه إلى المغرب على الإطلاق.

ووقع غانتس مذكرة تفاهم مع عبد اللطيف لوديي، لأجل اقتناء المغرب لأسلحة ومعدات عسكرية إسرائيلية متطورة، فضلاً عن التنسيق بين الجانبين في مجالات البحث والتطوير.

وذكرت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية عام 2022 أن الرئيس التنفيذي للشركة الإسرائيلية للصناعات الجوية و الفضائية، بواز ليفي، وقف على تفاصيل هذه الصفقة عندما قام بزيارة سرية للمغرب، وعرض قدرات أنظمة الدفاع الصاروخي التي يمتاز بها نظام باراك إم إكس.

كما أوردت تقارير سابقة أن المغرب حصل على طائرات درون من نوع هاروب الإسرائيلية، وكذلك على أنظمة استخبارات إلكترونية متطورة، فيما تؤكد معطيات أخرى أوردها موقع فوربس أن السلاح الإسرائيلي كان حاضراً في المغرب قبل اتفاقيات أبراهام، لكن بشكل محدود وبوساطة فرنسية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال