القائمة

أخبار

الصحراء في وثائق المخابرات الأمريكية #2: عندما اعترف القذافي بتأسيس البوليساريو

في خطاب ألقاه سنة 1985، قال الزعيم الليبي الرحيل، إنه يقف وراء تأسيس جبهة البوليساريو، مضيفا أن الجبهة لم تكن تسعى في البداية لتأسيس دولة جديدة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

اعترف الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في خطاب ألقاه سنة 1985، بوقوفه وراء تأسيس جبهة البوليساريو، بحسب ما تظهر وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) يعود تاريخها إلى 29 مارس 1985، ورفعت عنها السرية في 31 يناير 2012.

وتحدث القذافي في الخطاب لذي ترجمته "سي آي إيه" إلى لإنجليزية، عن عدم اتفاق الحكام العرب على الوحدة، وعن ظروف نشأة جبهة البوليساريو، وقال "كنا ندعم البوليساريو. في الواقع، لقد أسسناها في عام 1972...، في عام 1972 كانت الساقية الحمراء مستعمرة إسبانية، ولم يكن العرب ولا الأفارقة ولا الآسيويين يتحدثون عن الصحراء. لم يكونوا يعرفونها حتى".

وواصل "كنا نعرف أن جزءًا من الأرض العربية كان محتلًا من قبل إسبانيا منذ مئات السنين. كان هذا الأمر مخزياً، وفي 11 يونيو 1972 على منصة كان المرحوم بومدين حاضراً فيها..، لم يكن بومدين آنذاك يعرف ما هي الصحراء، ولا ما هي البوليساريو.  لم يكترث عندما قلت له أن جزءاً من الوطن العربي محتل من قبل إسبانيا، وأن هذا عار ويجب تحريره، وأنه إذا لم ترحل إسبانيا سنشكل جبهة تحرير".

"بعد ذلك الخطاب، شكلنا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي كان اسمها المختصر بالإسبانية (البوليساريو). وكان قائدها الشهيد (الوالي الركيبي). كان مثالاً للرجل الثوري العربي الذي نعتز به. كان الهدف هو تحرير الصحراء من الاستعمار الإسباني".

معمر القذافي

وواصل القذافي حديثه عن الجبهة وقال "بدأت حرب التحرير الشعبية في الصحراء، قمنا بتدريب عناصر البوليساريو، نحن والمقاومة الفلسطينية. قمنا بتهريب الأسلحة إلى البوليساريو من وراء ظهر الجزائر وموريتانيا - كان تسليح البوليساريو من قبل الجزائر وموريتانيا ممنوعاً. قمنا بتفريغ شحنات من الأسلحة في الصحراء دون علم الجزائر أو موريتانيا، ووقعت شحنات من الأسلحة في أيدي الجزائر وتمت مصادرتها لأنها كانت موجهة إلى الساقية الحمراء ووادي الذهب".

وبحسب القذافي فقد غادرت إسبانيا الصحراء نتيجة العمليات المسلحة ضدها، ونقل عن زعيم البوليساريو الوالى مصطفى السيد قوله "إذا جعلنا من هذه الصحراء دولة فلا مانع عندي من توحيدها مع المغرب أو الجزائر أو موريتانيا".

وأضاف الزعيم الليبي الراحل، أن الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه زاره وقال له "إذا حررتم الصحراء، فإني أحثكم على أن تجعلوها دولة مستقلة حتى تكون حاجزاً بيني وبين المغرب". ثم انتقل إلى الحديث عن اتفاقية مدريد التي وقعت بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا في نونبر 1975، والتي تم بموجبها اقتسام الصحراء بين المغرب وموريتانيا، وقال "أما الجزائر فلم يكن لها أي صلة على الإطلاق بهذا الأمر".

"والحقيقة أنه بعد اتفاقية مدريد واجتياح الصحراء من الجانبين أصبح السكان مشردين لأن حوالي ألف أو ألفي طفل مشرد وصلوا إلى ليبيا بعد اتفاقية مدريد...، قمنا بتعليمهم وتوفير المأوى لهم هنا".

معمر القذافي

وتابع الزعيم الليبي الذي أطيح به في أعقاب ثورات الربيع العربي سنة 2011، "لقد وقفنا إلى جانب البوليساريو في جميع مطالبها. قالت إنها تريد الاستقلال، فوقفنا إلى جانبهم. في الحقيقة لم تكن هناك رغبة في ذلك الوقت في إضافة دولة قزمية أخرى إلى 21 أو 22 دويلة ورقية عربية يمكن أن تعصف بها قوة كبرى".

وأكد "دعمنا البوليساريو وسلحناها بكل الأسلحة، وذلك بسبب اندلاع الثورة - في ذلك الوقت كان المغرب في صراع مع ليبيا - لذلك دعمنا البوليساريو وسلحناها بكل الأسلحة.  نقول إن هذه لم تكن حركة انفصالية، بل كانت فورة ثورية. ولكننا نقول لكم بكل أسف أن البوليساريو فشلت في التحول إلى انفجار ثوري. مع مرور الوقت ومع التغييرات في قياداتها ومع استشهاد (الولي الركيبي) تحولت إلى حركة تسعى للاستقلال".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال