#إليك أتدري أنني ازددت سوء في غيابك، وأن كل أشيائي الجميلة بأفولك إنطفأت...،لقد صار جسدي من أخمص الأقدام إلى ذؤابة الرأس أخرسا ، صرت أتقلب مللا وحسرة،كل اﻷشياء غدة باردة وباهتة...حتى عقلي الذي انزلقت إليه البرودة تواطىء مع حزني وصار يقودني نحو كآبة وجنون أكيد...لقد انسحب الزمن الصافي بعيدا برحيلك، وتركني أتعفن وحدة وظلمة وكآبة،ما عدت أنا ،عندما أطالع وجهي في كسر مرآتي، أجد شخص لا يشبهني،رجل شاحب اللون، أشعث الشعر، جاحظ العينان، خدان أجوفان، وعينان يقدح منهما الشرر،و بهما حمرة لا تنطفأ، تتصالب نظارتي مع شخص لا أعرفه، ولا يريد عتقي،أحسه كمارد يسكنني، يحركني في كل اﻹتجاهات التي معاك كنت أتجنبها...اليوم مثلا: أرادني أن أقف بكلي على حافة سور منزلي وأرمي بجثتي للأسفل ﻷتخلص من هذا الوجع الذي ينخرني، أقنعني وهو يشد على تلابيب أفكاري، أن في الحياة اﻷخرى سعادتي..أقبر قناعتي التي معك عشتها، بكون الحياة فرصة لا تعوض. إنه ليحزنني حبيبة عمري أن أخبرك هذا ، ويبلغ حزني مبلغ حبي لك وأنا أقول لك : وآسفاه لكل ثانية عشناها معا وئدت، واحسرتاه على كل دقيقة عشناها معا وقبرها فراقنا المفجع، آسف ياسمنتي ليوم وعدتك فيه، أني سأكون بخير حتى في غيابك، وأني أبدا لن أفرط بدواخلي ومظهري...آسف، أسف منافق ندم على نفاقه وهو يلقى به في السعير. ﻷني اليوم سأسرد ما يفجعك، سأقول لك ما تمنيت عكسه، اليوم بكل أسف سأخبرك أني كالمتوحش الذي كنت تخافين منه ونحن نقطع الشارع المؤدي ﻷرض ميعادنا صرت...أسمال بالية، وعقل هو للجنون أقرب...ووجه به من بقع الوجع، وحسرة الفراق ما يكفي ﻹحزان رجل رزق بمولد بعد انتظار طويل ،لم يظل بي شيء صالح سوى هذا القلب، قلبي الذي حملك بكله والذي يشتاقك حد الجنون... يشتاق إلى عفويتك في الحديث الى ابتسامتك التي كانت تظهر غمازتك...إلى حديثي معك الى قصصك الخيالية ودراما مراهقتك التي كنت تخبريني بها...الى سؤالك عني... فينك احبيبي؟؟ يشتاق لي وأنا أحكي لك كل التفاصيل كطفل يحكي يومه اﻷول في المدرسة، وأنت تستمعين إلي دون ملل او تأفف...أشتاق إلى أن أقف وراء خم حمامي واراقبك وعيناك تبحث عني...اشتاق الى ان اختلف معك فتعتذرين مني رغم علمك أني المخطىء...أحتاج إلى أن أحكي لك قسوة الحياة معي، فتظمنني كيوم مات جدي وتمسحين دموعي بحرارة لسانك...أشتاق إلى أن نلتقي صدفة فأرى لساني يتلعثم وقلبي يريد أن يقفز مني إليك ...أمد يدي لتصافحك فتسبقها دموع عيناك...أحتاجك روحا وجسدا وحبا ... فهل عدتي...!!
chargement...
