منتدى المغرب و المغاربة حول العالم

. "إلى الذين أطالوا التأمل في أسرار الكون، وأرهقم التوهان في مجاهل الحياة، إلى العائدين بأنس أحلامهم إلى وحشة مضاجعهم بين اللهفة والحنين، إلى المنطلقين إلى الشاطيء المجهول منتظرين قدوم الملاح التائه... لا تنتظروا؛ فلن يأتي أحد. إنّ هذا الملاح هو أنتم ولكن لا تشعرون. خذوا بإيديكم إليكم ولا تركنوا إلى أنفسكم كثيرًا! لا تنشغلوا بأنفسكم عن أنفسكم! اسكنوا الفردوس في شوق إلى الأرض واسكنوا الأرض في حنين إلى الفردوس؛ أحب الأرض بصدق، ترجعون الفردوس بجدارة! الآمال والآلام هما العنصران اللذين يشكلان سبيكة العمر لنا فاعزفوا على أوتارهما في حذرٍ أن ينقطع أحدهما فيموت الأخر حزنًا عليه، فالحياة كالقيثارة لو انقطع وتر منها ولم تصلحه اليد التي قطعته تحطمت .
ّ أحدًا لم يدرك سنواتك المظلمة.. ولم ينتبه إلى هزائمك المتتالية.. لم يشعر أحد بساعاتك الطويلة التي كنت تقضيها بين دفتي كتاب لا تدري شيئًا عنه، ولم يحصِ أحدٌ أوراقك المبعثرة من كتاب حياتك، ولم ينظر أيٌ منهم إلى دموعك المحبوسة في محيط عينيك! لكنهم.. عندما رأوك ابتسموا في مكر، وقالوا: لا يزال حيًّا!
"اريد ان أقول لمن يقولون : الحياة سهلة لم يذوقوها.. و لمن يقول إنها صعبة لم يدركوها!
بالنسبة لي: الحياة عبارة عن متاهة كبيرة كل مرحلة في حياتك تكبر عن المرحلة التي قبلها و لكن في المقابل قدرتك على الجري في المتاهة تيزيد! ويمكن ان تكون هذه الفكرة من دعت لمفهوم عبثية الحياة واللا شيئية التي تؤدي إليها، ومن ثمّ حاول الفيلسوف ألبير كامو العثور على إجابات بشرية محضة تريح هذا العقل المتعب... وقال عنها أستاذنا نجيب محفوظ: أليس من الهزء بنا أن نخلق لحياة ثمّ يحال بيننا وبينها؟!
يعني عندما مثلا تدخل للكلية في البداية تكون لديك توقعات مختلفة تماما وأحلام قد تكون طفولية عريضة لكن بعد ذلك بسنوات تصدم بالواقع، و تكتشف بعدها إنه يجب عليك ان تشتغل على نفسك اولا و تحاول ان تغير من بعض الجوانب في حياتك على الاقل نسبيا أنجح نسبيًا في بعض الجوانب.. اعلم انك ستعاني ولكن الاهم الا تستسلم اعلم انك ستهرب من نفسك كلما همست لك بالعزلة لانك عشت حياتك كلها وسط الحشد حتى تاهة عنك لكن قاوم حاول المهم الا تنهزم"
نصيحة أخيرة: لا تتخلو عن أحلامكم وسط تلك المتاهة الكبيرة.. اجعلوا خوفكم منها دافعا نحو إثبات أنفسكم.. اذكروا خوفكم الطفولي والجري حتى النقطة التي تطمئنون بها، فمازلنا نجري حتى الآن إلى تلك النقطة آملين أن نصل إليها!