أعترف أنني أكره الموت ، وكراهيتي له بلغت من الشدة درجة قصوى ، جعلتني أتجاهله كليا ، ولا أفكر فيه على الإطلاق . وبهذا التفكير الجيد استطعت أن أجنب نفسي الوقوع في شباك الأمر والنهي . حيث أن الوقوع في شباك الأمر والنهي تلك قد يجعلني أعيش عيش الكلاب . ( لعلك سمعت ـ عزيزي القارئ ـ النكتة التي تتحدث عن كلب أجنبي " شرفنا " بزيارة سياحية ، فقد وجد المسكين نفسه وحيدا ؛ بعد موت صاحبه الفجائي . فانقطع عليه الزاد والعتاد ، واضطر ـ بعد أيام من معانات آلام الجوع والعطش ـ إلى الأكل من صناديق القمامة ، والشرب من مياه المجاري. فقال بعدئذ : الآن علمت أنني كلب ! ) وبالفعل تمكنت أن أحافظ على كرامتي وأتجنب عيش الكلاب . ذلك العيش الذي يفقد طعمه شعوري الدائم بالخوف . والخوف يتسبب لصاحبه في الاضطراب النفسي ، الذي يؤدي به إلى الحمق . لهذا عمدت إلى إقصاء فكرة الموت عن واقعي المعاش ؛ فتخلصت من عقدي ، وانطلقت أرتع من ملذات الحياة بكل حرية شخصية واستقلال ذاتي ، حسب حجم رصيدي في البنك . وبصريح العبارة أنا اكره كل شيء له علاقة بالميتافيزيقا . فأنا كائن مادي ، في عالم مادي ، ولايهمني إن كان أصلي من القردة أم من بكتريات مائية ؛ وكل ما أومن به أنني ثمرة اتصال جنسي بين ذكر وأنثى . إن الشعوب العربية في عنفوان ربيعها تعبر عن رفضها لكل نوع من أنواع الوصاية ، وهي الآن تأخذ بزمام أمورها بنفسها ، ولا حاجة لها لأي قائد يقودها ولو كان شارلمان أو جانكزخان ! هذا هو الواقع بكل بساطة . فدعونا من فضلكم ـ كشعوب تريد العيش ـ من العقد والتعقيدات ، ودعونا ننطلق بكل ما نملك من طاقات إلى فضاءات رحبة فسيحة ، نحلق في أجواء الحريات العامة . دعونا نرقى درجات الحضارة والتقدم ، وننعم بالعيش في مجتمع ديمقراطي ذي حصن مكين مقام على أسس التسامح والتعايش والتفاهم والمحبة . فمرحي بحرية التعبير التي : تكسر القيود . وتطلق العنان للتفتح والإنفتاح . وتفتح الأبواب على مصراعيها للتمرد والعصيان . وتشجع بدون قيد ولا شرط التظاهرات الشعبية . ترحب بصدر رحب الإضرابات . وتستقبل بكل حرارة الإعتصامات . وتتقبل كل ما هو جديد من أقوال وأفعال . وتهلل لكل مظاهر الإبداع والابتكار . دعونا ـ من فضلكم ـ نتقبل بروح رياضية تلك المخالفات التي يرفضها المتمسكون بالتراث ، ويستنكرها المتدينون . فإذا أخذ أحدنا شيئا من المال العام فلا بأس ، فالخير كثير . وإذا استعمل أحدنا نفوذه وتمتع بخيرات البلاد البرية والبحرية فهذا من حقه . ومتى كانت الرشوة ذميمة وهي أخذ وعطاء ؟ وما العيب في التعامل بالفوائد وهي نوع من أنواع التجارة المربحة ؟ أليس القمار ضرب من ضروب الاستثمار يتساوى فيه الربح والخسارة ؟ وما العيب في المساواة بين الأخ والأخت في الإرث وهو رمز من رموز المساوات بين المرأة والرجل ؟ ولماذا نرفض تمتع المرأة بالعصمة ، وهو حق من حقوقها كإنسان ؟ وهل في إظهار المرأة ( الجميلة بالخصوص ) لمفاتنها حرج ، وهو شكل من أشكال إعتزاز المرأة بنفسها ، ومساهمة منها في إضافة لمسات من الجمال على البيئة ؟ وهل هناك ضير في الاحتكاك في وسائل النقل وصفوف الإنتظار ، وهو مظهر من مظاهر الحصول على المتعة مجانا ومع كل التسهيلات ؟ خلاصة القول إن المنطق يفرض علينا أن نخضع للأمر الواقع ، وهو كوننا نعيش في الغاب ، والغاب مليء بالحيوانات المفترسة . وكما يقول المثل " إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب " .
ana welehe ma3rfete seyedetkom aselkom menine ila koneti meseleme bach matebe9ayech hayere tebe9e ri dine we meli teberi teretehe we tetma2ne hit bayene liya rake mazal mamrkezech 9alebe fdin we betari9a maneti9iya hit koleti neta ma3adekch me3a dike chi mitafizi9i ama la koneti masihi aw yahodi fala ta3eli9e
عند قراءتى للموضوع تذكرت حديث الغثائية وتذكرت كتاب لرفاعي سرور في جزئين عنوانه(عندما ترعى الذئاب الغنم) فواحسرتاه على ذاك الزمان من غثائية هذه الايام...