زوجة تقدمية اشتراكية، جربت الزواج أول مرة مع رجل مسن إسمه عبد الرحمان اليوسفي، التحق بالقطار متأخرا و رغم تقدمه في السن فإن أحدا لم يعب على المرأة التقدمية قربها من سي عبد الرحمان و تقاسم السقف معه نظرا لما يجمعهما من أفكار مشتركة و وحدة في الرؤى حول تسيير شؤون عش الزوجية و إدارة العلاقات خارج جدران البيت. خاصمت الظروف الشيخ الثمانيني و فرض عليه قاضي التوثيق الطلاق قسرا.. فضاعت مشاريع التغيير و أحلام التناوب في نصف الطريق كما يضيع الحيوان المنوي في المهبل قبل التخصيب.
الزوجة التقدمية رأت في نفسها جسدا يافعا قادرا على العطاء فعقدت القران سريعا، قبل انتهاء أيام العدة، مع رجل أعمال يدعى إدريس جطو، عَقْدُ زواجٍ أشبه بصفقة تضمن للعروس البقاء في دار "الحكم" و الاستمتاع بـ"أوركازم " لا يتحقق إلا على سرير الحكومة دونما اعتبار لهوية صاحب السرير. بقيت الفتاة التقدمية الاشتراكية تعدد تجاربَ زواجٍ المتحولُ فيها هو العريس و الثابت هو سرير الملذات.
الزوجة الثانية توصف بالحركية و يقال عنها أنها شعبية، جربت الزواج و هي قاصر، منذ بروز نهديها و اتساع حوضها و شيوع خبر حيضها الأول. تلقفها الراغبون في الزواج أحيانا لأنها فتاة قروية و أحيانا لأن ملامحها أمازيغية لكن المعروف عنها هو الطاعة و الولاء لكل زوج جديد و ترتيب السرير بتفان تام خدمة لشبقية الحكم الجامع لكل شروط اللذة.
أولياء أمرها، من الخطيب الى العنصر مرورا باحرضان، باركوا الزيجات لأن لاشيء أخطر على فتاة حركية من العنوسة وفق فهم من رباها على الانبطاح فوق الأَسِّرَةِ و قضاء الوتر و غسل أقدام الحاكم بالماء الدافئ الممزوج بالملح، أليس في طاعة الزوج طاعة لله!
الزوجة الثالثة، إستقلالية، كبرت و ترعرعت في فاس العتيقة، فشربت من قيم الموريسكيين و اليهود و جامع القرويين قبل أن يلتحق بها البرانصة الأمازيغ. تعدد جعل بيت الحكم في حاجة دائمة لزوجة من طرازها. إطلَعَت الزوجة الاستقلالية على كل سراديب البلاط و دواوينه و وضعت في كل ديوان أحد أفراد قبيلتها و في كل سرداب حارسا لمصالحها. سافرة هي الزوجة الاستقلالية مع كل حاكم يعشق السهر و أخلاق القرويين لا تعوزها مع كل حاكم يصلي الفجر، هدفها الواضح و المعلوم منذ الأزل هو الفوز بأكبر قطعة ممكنة من سرير الرجل النافذ\الزوج الجديد.
على باب الزوجات الثلاث طرق عبد الاله بنكيران و هو يحمل مصباحا لا ينير كل السراديب و فوق رأسه يافطة كتب عليها "قصدي شريف". نظام الاقتراع اللائحي، الذي بوأ الرجل الصف الأول في الانتخابات، أشبه بمدونة أسرة تفرض تعدد الزوجات في بيت كل راغب في الحكم و لا مكان في المدونة للزوج\الحليف الواحد. تعدد الزوجات لا يضير سي عبد الإله في شيء فهو صاحب المرجعية الدينية التي تقول "الشرع عطانا ربعه".
بعد عام و نيف على إكمال الزوج الملتحي لنصف دينه احتد خلافه مع الزوجة الاستقلالية و السبب إكثار صاحب المصباح للأذكار و التراتيل و بعده عن العمل، الذي يعتبر عبادة، و قضاؤه الليل في حضن السرير التقدمي أو الحركي أكثر من أنسه لوحشة الجسد الذي خلع جلبابه الفاسي حديثا. كاتبت المرأة الغاضبة زوجها الجديد تطلب منه تقاسم ليالي الأنس بما يليق بمكانتها و نصحته بتجريب قيام آخر بدل قيام الليل.. غير أن الزوج المتدين غارق في قراءة آيات طرد العفاريت التي سكنت بيته الجديد فأكثر اللطيف و بحث دون جدوى في منزل الدنس عن مكان نظيف.
خرجت المرأة الاستقلالية الى الأسواق تحدث الناس عن عجز سي بنكيران و عدم قدرة القضيب الحكومي على الانتصاب.. ثارت ثائرة الرجل المجروح في كبريائه و فحولته فأزبد و أرغد وراء أبواب موصدة و تمتم "و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس.." ثم تمتم ""إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.." ثم تمتم مرة أخرى "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق" و إبان تمتمته رفعت الزوجة قضيتها إلى قاضي التوثيق.
قاضي التوثيق في إجازة.. متى عاد نكمل قصة بنكيران و زوجاته الثلاث.