فعلها البطل المغوار والفارس الشهم والقائد الجسور . فعلها ابن ... ( رقابة ذاتية ) فعلها بجرأة وشجاعة كما فعل من قبله أبو النازية هتلر . ذاك أحرق عباد الله في أفران عملا بـ" إذا ابليتم فاستترو " . وابن ... ( رقابة ذاتية ) هذا أحرق عباد الله في فضاء رحب وأمام الطائع والعاصي عملا بـ" كبرها تصغار ". و" اللي ما عندو أمو ( روسيا ) عندو اباه (امريكا ) " !! وقبل هتلر ، وقبل صاحبنا هذا ، كان أصحاب الأخذوذ . وقصتهم معروفة ، وقعت قبل الإسلام ، وهي من معجزات القرآن الخالدة . فحرق المؤمنين الصالحين المصلحين سنة كونية متبعة منذ القدم ! والحرب كونية ، وهي معلنة منذ عصور ، أعلنها الشر العدو اللدود للخير . فالخير والشر في نزاع مستميت لا يكل ولا يفل . وأهل الخير هم حزب الله وهو المقصود بـ « الذين أنعمت عليهم » . وأهل الشر هم حزب الشيطان وهو المقصود بـ «غير المغضوب عليهم ولا الضالين » . وحزب الشيطان لا يؤمن إلا بالقوة والنفوذ التي يتحصل عليها بالمال الحرام . وهو يعلن العداء لله ولعباده الصالحين . ومن أجل القضاء على خصمه الأزلي تجد ذلك الحزب يتزيا بحلل المكر والدهاء ، فينصب الشباك ، ويختلق الأسباب ، ويحيك الدسائس ؛ فلا حياة لضمير ، ولا وجود لأخلاق ، ولا تقدير لإنسانية . والعالم المستسلم بطبعه للطغمة الغالبة ، والخاضع دائما للأمر الواقع ، يسير مع تيارهما الجارف . إنه عبد للقوة الطاغية يصفق لها ويهتف بحياتها . ولا ضير في ذلك ! مادام الضحايا مساكين ضعفاء عزل لا سلاح لهم غير قوة الإيمان ! والأمر هين لا يستحق الإهتمام ! ما دام المسلم هو المستهدف ! والمسلم إنسان رضي بالله ربا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم ) رسولا وبالإسلام دينا . فخضع وخنع للواحد الديان ، فكان دستوره القرآن . وهذه لعمري جريمة في عرف اليهود والنصارى يستحق مرتكبها العقاب الشديد حسب قوانينهم الوضعية ! « لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم . » المسلم في عرفهم كافر يجب قتله ؛ وهو في نظرهم ضال يحتاج إلى " كلب " يرده إلى " قطيع النعاج " . فالمسلم هو ذلك الإنسان الذي يفهم أن الإسلام نظام شامل ، يتناول مظاهر الحياة بأكملها . فهو عبادة ومعاملة ، وهو دولة ووطن ( حفظ الله أمير المؤمنين بما حفظ به الذكر الحكيم ، ووقانا الفتن ما ظهر منها وما بطن ) ، وهو خلق وقوة ، وهو ثقافة وقانون ، وهو مادة وثروة ، وهو جهاد ودعوة . والمسلم قوته في عقيدته تلك . وهم يعلمون ذلك علم اليقين ، ويعونه جيدا . ولهذا تجدهم يعملون جاهدين على إفساد عقيدتنا .لأنهم لا يريدون طبعا أن نكون أقوى منهم . هذا هو الواقع . وإن قصة أصحاب الأخذوذ تعود وتعود ... وتتكرر في العالم الموجود ... إقرأ ـ حفظك الله ـ سورة البروج ، فهي خير دليل على ما يجري في الحال والمآل . فالقرآن حي يعيش عصرنا و عصور ما قبلنا وعصور ما بعدنا . أما عن محرقة ساحة مسجد رابعة العدوية فالواجب يحتم علينا أن نخلذ ذكراها في التاريخ ؛ ومن العار علينا أن نسلمها للإهمال والنسيان . إنها محرقة السنة الثالثة عشرة بعد الألفية الثانية . التي مرت عليها وسائل الإعتام العالمية ظاهريا والصهيونية باطنيا مر اللئام . المجازر تتلوها المجازر ؛ والمذابح تعقبها المذابح . المئات من المسلمين يقضون بطرق مختلفة وفي أماكن متعددة ، ولا أحد يجرؤ على الإحتجاج أو الإستنكار . والغريب في الأمر أن تلك الجرائم صارت من المألوف الذي لا يثير أي شيء من إحساس أو غيره . هذا حالنا ولله الحمد ! ولله ذر من قال :" اللي فرط يكرط " . فـ « صبرا آل ياسر . »