عندما يثار الإنسان جنسيآ تعتريه حالة توتر تختلف درجتها من الشدة حسب درجة الإثارة التي أصابته وهذا التوتر يشمل جميع أعضاء الجسم عضلات وقلب ورئتين وأعصاب وأحيانآ يشمل التوتر المثانة فالنهج وضربات القلب السريعة وما يصاحبها من ارتفاع في ضغط علامتان على هذا التوتر الجسماني أما توتر الأعصاب فظاهرة تتمثل في أغراض كثيرة منها مثلآ قلة أو عدم مبالاة الطرفين بما يحوطهما أو يحصل حولها أثناء انغماسها في أداء العملية ، ومنها تبلد أعصاب الحس عندهما فلا العض ولا القرص ولا حركات العنف أو القسوة الجسدية بمثيرة للألم أو الاعتراض عند أيهما أثناء الجماع .
كل هذا أعراض وعلامات أكيدة على أن الطرفين يستمتعان بالعملية الجنسية ، ولما كان التوتر حالة غير طبيعية من الناحية الفسيولوجية بمعنى أنه لا يمكن لجسم الإنسان أن يستمر إلى ما شاء الله على هذا الوضع المتوتر خصوصآ وأن المنهج الذي يحصل أثناء العملية يفشل في تغذية خلايا الجسم الداخلية بالقدر الكافي من الأكسجين فيصيبها شبه اختناق ومتى وصل الحال إلى هذه الدرجة يصبح إنهاء العملية أمرآ محتومآ كي تسترد الأنسجة والأعضاء طبيعتها الفسيولوجية وتغمر الأعصاب حينئذ شعور بالراحة لا الجسدية وفقط بل شعور براحة ذهنية ونفسية أيضآ.
هذا الشعور وتلك الأحاسيس هي ما أسميناها (باللذة) وقد وصفناها بالارتواء اللذاذي لأن الإنسان عندما تغمره هذه اللذة لا تختلف أحاسيسه عن المشاعر التي تنتابه عندما يطفئ عطشه بشراب يروي ظمأه والكلمة العربية الأكثر استعمالآ للدلالة على هذا الشعور هي (الشبق) فإذا اللذة الجنسية أو الارتواء الجنسي أو الارتواء اللذاذي أو غير ذلك من المسميات هو (حالة شعورية) أو (أحاسيس عصبية) تعتبر عند زوال حالة توتر أحدثتها الإثارة الجنسية.
وماهي علامات الإرتواء الجنسي عند الإناث؟ تختلف النساء عن الرجال في علامة الارتواء فالرجال جميعآ ماعدا المرضى بانسداد الأنابيب المنوية - يمنون في نهاية العملية الجنسية- ، أما الإناث فالاختلافات بينهن في هده المسألة متعددة العدد والصور.
فمن النساء مثلآ من لا ينتابها شيء غير عادي سوى الشعور براحة لها لذتها النفسية مع الرغبة في الاسترخاء الجسماني الكامل والنعاس.
ومنهن من يشتد التوتر عندهن ويتركز في المراكز العصبية المهيمنة على مجموعات خاصة من العضلات فمثلآ يظهر ارتواء المرأة في تقلصات في العضلات المحيطة بفتحة المهبل وما جاورها من عضلات وهناك حالات كثيرة معروفة للأطباء تعذر على الزوج فيها إخراج عضوه من فرج زوجته بعد الإمناء لما أصاب العضلات المهيمنة على مدخل الفرج من تقلص تشنجي شديد استوجب تخدير الزوجة كي تسترخي هذه العضلات ومثلآ قد يظهر الارتواء على صورة تقلصات تصيب عضلات الوجه إما لوحدها أو مصحوبة بانقباضات تصيب عضلات التنفس فتصاب السيدة بتنهدات تنفسية عميقة كثير ما يصحبها تأوهات أو صرخات أو ميل إلى العض أوغرز الأظافر في جسد الزوج.
ومثلآ قد يظهر الارتواء على صورة تقلصات تصيب عضلة الرحم نفسه أو عضلة جدار المثانة وما ينتج عن ذلك ميل شديد إلى التبول.
هذا ورغم أن الارتواء الجنسي هو بمثابة الذروة لما أصاب السيدة من لذة ومتعة كثيرآ ماينتاب السيدة عند الارتواء حالة عصبية عكسية فتنفر الزوجة من زوجها وتباعد بينها وبينه رافضة لمسه لأي بقعة أو مكان في جسمها.
وأحيانآ ينتهي توتر الزوجة بإغراق الغدد العرقية المدفونة في سطح الجلد في أشفار جهازها التناسلي وكذلك إغراق الخلايا المخاطية المبطنة للمهبل ، نقول أحيانآ ينتهي التوتر بإغراق هذه الغدد وتلك الخلايا بالدم فتعرف الأنثى ويصيب فرجها بلولة ملموسة وإذا صحب هذه الظاهرة انقباض في عضلة الرحم فجائز أن تنفرح فتحة عنقه فيهبط منه بعض المخاط مما يزيد في بلولة الفرج.
وهناك صورآ أخرى كثيرة غير ماذكرنا معروفة للأطباء بل معروفة للزوجات أنفسهن فإذا كان هناك غموض أو لبس عند بعضهن فهو ناتج عن أن غالبيتهن يعتقدن أن مظهر الارتواء اللذاذي واحد عند كل النساء وهذا خطأ فلكل أنثى طبيعتها.
وهل ترتوي الأنثى من المداعبة؟ الارتواء كما قلنا شعور نفساني وذهني وليس هناك مايمنع أبدآ من أن تحصل الأنثى على شبقها ومتعتها الجنسية بالمداعبة فقط ، فالمداعبة وسيلة من وسائل الإثارة الجنسية أسوة بالجماع فإذا غمر الجسم توتر شديد من أيهما أمكن للسيدة أن تبلغ بغيتها من الارتواء اللذاذي من أيهما.
ويظهر أن هذا السؤال مبني على فكرة أن الارتواء الجنسي عند الزوج والزوجة لابد وأن يتم في وقت واحد ، صحيح أن هذا أمر مرغوب فيه ولكن نادرآ جدآ جدآ مايحدث هذا الوصول إليه (يحتاج إلى تدريب طويل من الزوجين).
وإذا طرحنا هذه النقطة جاننآ وجدنا أنفسنا مضطرين إلى مناقشة الواقع أي المعتاد وقوعه كل يوم وهو اختلاف وقت وقوع الشبق عند الزوجين.
إن الشعور الجنسي عند الأنثى ليس شعورآ كامنآ يحتاج إلى إنتشال فحسب ، وإنما هو شعور غامض يحتاج إلى تدريب أيضآ!.. فوصول الزوجة إلى ذروة متعتها الجنسية أو إرتوائها الجنسي الكامل ، ووقت ذلك الوصول ، أمران منوطان بما دوبها عليه زوجها.
فمثلآ من النساء يرتوين من تقبيل شفاههن أو مص حلمات ثديهن أو مداعبة الجزء الخارجي من جهازهن التناسلي ومنهن من يصلن إلى شبقهن قبل أن يمنى الزوج.
فليس هناك قانون تحكم مواده الصلات الجنسية بين الرجل وحليلته فالشبق(الإمناء عند الرجل) شعور لذاذي ناتج من بلوغ الإثارة ذروتها فكل مايثير يوصل إلى الارتواء.
والسؤال الهام دائمآ هو متى تنتهي العملية الجنسية.. أو كيف تنتهي العملية الجنسية وكلا الطرفين(الرجل والمرأة) يشعران بالرضا واللذة الكاملة؟ تنتهي العملية بالإمناء أي بنزول السائل المنوي عند الرجل أما المرأة فلا إفراز لها ولذلك فإن علامات وصولها إلي اللذة الجنسية المنشودة من الجماع تأخذ صورآ مختلفة فبعض النساء تصاب بشبه غيبوبة مؤقتة والبعض ينتابهن تشنجات أو تصدر عنهن تأوهات ولا تلبث الأنثى بعد ذلك أن ترتخي جميع عضلات جسمها فلا تستجيب إلى حركات زوجها إن كان لم يمن بعد.
وكلا الجنسين يصاب بحاله من النهج تشير إلى أن الجسم ينقصه الأكسجين وهذه الحالة تشبه النهج الذي يصيب الرياضي عقب قيامه بمجهود ضخم كالجري مثلآ ولعل من المفيد أن نذكر أن معالم وجه الإنسان عند الانتهاء من العملية الجنسية أشبه بوجه شخص منهك.
هذه هي خلاصة مايجيب معرفته عن العملية الجنسية فإذا عدنا إلى موضوع من أهم المواضيع وهو البرود الجنسي عند المرأة نجد أنه في الغالبية العظمى من الحالات لايخرج عن كونه ظاهرة تدل على عدم استجابة الأنثى للجماع.
وتدل خبرة جميع الاخصائيين على أن إهمال الرجل لمقدمات الجماع هو أكثر أسباب برود المرأة التي يجب أن تثار جنسيآ قبل الجماع وعلى الرجل أن يتحسس لمواطن الإثارة عند حليلته فحسب بل عليه أيضآ أن يبحث عن خير وسيلة لهذه الإثارة تفضلها الأنثى وليس عيبآ أن يفعل الرجل ذلك مادامت الرغبة هي إيجاد جو صالح لحياة جنسية هانئة بينه وبين أنثاه.
ومن الأمور المنفرة للمرأة عن الاتصال الجنس عدم إدخال رغبتها في الحساب فيأتيها الرجل تبعآ لمزاجه ورغبته دون مراعاة ميلها والميل للمعاشرة مسألة أكثر أهمية للمرأة عنها للرجل وعدم وجود ميل للمعاشرة عند الأنثى يجعل إثارتها صعبة المنال ، والإثارة كما سبق وبينا من الأهمية بمكان المعاشرة الجنسية ومن أسباب عزوف المرأة عن الاستجابة للجماع عدم انتقاء الرجل للوقت المناسب فكثيرآ مايرغب الرجل في لقاء أنثاه وهي غاضبة أو متعبة أو يغلبها النعاس.
والاختلاف على إنجاب الأطفال كثيرآ ما أدى إلى برود الزوجة فإذ كان الزوج راغبآ في العملية بقصد إنجاب أطفال بينما ترى الزوجة عكس ذلك أو تأجيله بعض الوقت فإنها تشعر في هذه الحالة بأن زوجها لايهمه من أمرها شيئآ وأنها لاتعد وأن تكون وسيلة لأنجاب الأطفال لا أكثر ولا أقل فتذهب عنها الرغبة في الاستمتاع باللقاء الجنسي ولا تلبث أن تنظر إليه نظرة نفور وتكون النتيجة برودآ عند المرأة.
وقد يحدث العكس فبينما تتوف الزوجة إلى إنجاب الأطفال نرى أن زوجها يعارض في ذلك فتتأصل في ذهن المرأة أن زوجها قد سلبها بعض حقوقها كزوجة وأن الرجل لا ينظر لها إلا كوعاء ينفض فيه شهوته.
وهناك ظروف مماثلة كثيرة من السهل حلها بالتفاهم والحديث الجيد وتهدئة النفس ، وعمل الزوج على إفهام زوجته أنهما يجب أن يتفقا فكريآ وجسديآ ، فيذهب عن الأنثى برودها .
وهنا نتوقف لنقول كفانا حديث عن العملية الجنسية ولنقل أن من أهم الأشياء التي يجب أن نذكرها ونأكد عليها من أجل معاشرة زوجية جيدة علينا أن يكون هناك تفاهم وود ومداعبة ومضاحكة بين الرجل والمرأة ، الإسلام أمر بذلك وحث على المداعبة والمضاحكة ومحاولة الود وإنشاء جو من الحب (وحتى تدوم العشرة بالسعادة التامة) ولعل الأخصائيون قد أثبتوا وفسروا ذلك فيما أوضحناه وسبق ذكره ، فما أجمل لو تمسكنا بتعاليم الدين الحنيف ولنسمع قول الحق(وجعلنا بينهم مودة ورحمة) وتفسير لما سبق ذكره ، فالدين ماهو إلا علم لصالح المتدينين العالمين.