العلماء ورثة الأنبياء: نعم إنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , ورثوا علمهم , وورثوا أد بهم مع الله تعالى , ودوام عبادته , واستمرارمراقبة أعمالهم , ليرتقوا بها الى درجات أسمى في الولاية , وإ ن مجرد اشتغالهم بالعلم نشرا وتحصيلا , كا ف مع قليل من العمل لبلوغ الأمل , وفوق ما يظن الإنسان من حصول القرب من الله تعالى , ولقد شهد لهم الله تعالى بأنهم هم من حصلت لهم مرتبة الخوف منه جل جلاله , فقال تعالى:" إنما يخشى الله من عباده العلماء ", فتحققت لهم مرتبة ثنائية الأجر, المثبتة في قول الباري عزوجل :" ولمن خاف مقام ربه جنتان" , وفي قوله الكريم:"لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ".ولا شك أن مع الجنتين مراتب قرب , وخصوصيات لا يعلمها إلا الرزاق الحليم , القائل فيهم وفي أمثالهم من المنعم عليهم:" وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ". وليس هذافحسب , فقد يعطى أحدهم شفاعات لا تخطرلبشرعلى قلب , ولقد كنت معجبا وأنا طالب بفاس , بالدروس الرمضانية , التي تلقى بين يدي المغفورله , جلالة الملك الحسن الثاني , رحمه الله تعالى , وكنت أشتاق الى درس العلامة "ابن عاشور" طيب الله ثراه , لما يمتازبه من سعة أفق , ورحابة علم , وبعد موته رأيت في المنام , أنه يخرج بسببه الناس من ناحية الغرب , ويتجهون نحوالشرق , وفيهم نصارى , فقلت : لقد شفعه الله تعالى في أهل النار, فاستفاد من شاء الله تعالى منهم , جدد الله تعالى عليه المغفرة والرحمة . وإن السادة العلماء في مقدمة من وعدوامن أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام , بأن لهم "ما لا عين رأت، ولا أذ ن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" من الخيرات في الآخرة...ويكفيهم أن الله تعالى قال فيهم :" هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ"؟ ولقد جاؤوا بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام في الترتيب الثانية, إذ توعد الله تعالى من يهين العلماء , ويمنعهم من نشرد ينه العظيم , فقال تعالى :"إن الذين يكفرون بآيات الله , ويقتلون النبيئن بغيرحق , ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس , فبشرهم بعذاب أليم , أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة , وما لهم من ناصرين". وقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم , مبينا قرب درجة العالم من النبيين :"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم". وفي حديث : "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائرالكواكب". وفي حديث رواه البزار رحمه الله تعالى :" العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع". هذا مع أداء الفرائض طبعا . وفي حديث: " فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل د رجتين كما بين السَّمَاءِ والأَرْضِ". ولا شك انهم درجات عند الله تعالى , وهم في الجملة يجب احترامهم , واحترام اجتهاداتهم , إلا اجتهادا أحل ما حرم الله تعالى . كتحليل اللوطية الصغرى , التي يروج لها بعض الشيعة , وكدعوتهم الى لعن الصحابة رضي الله تعالى عنهم...فمن دعا الى هذه الضلالات وأمثالها , رد ت عليه وهو لئيم ... عبداللطيف سراج الدين