منتدى المغرب و المغاربة حول العالم

[www.youtube.com] 1/3
[www.youtube.com] 2/3
[www.youtube.com] 3/3
---
[www.islamonline.net]
---
الدار البيضاء- على مشارف مدينة الدار البيضاء، وعندما تقترب من المساحات غير الحضرية جنوبي العاصمة الاقتصادية للمغرب، وحين تظن بأنك صرت في صحراء قاحلة بعيدا عن المدنية وسكانها.. تجد أمامك "واحة قرآنية" يرتادها حوالي عشرين ألفا من عشاق التراويح، لتضفي على الدار البيضاء بهاء وجمالا وسكونا قرآنيا.
صوت جهور شجي ترق له القلوب وتنصت له الأسماع، وأداء ماهر ينتقل عبر طبقات صوتية متنوعة، وحفظ جيد لآي الذكر الحكيم.

تلك بعض مميزات المقرئ المغربي الشاب عبد العزيز الكرعاني، التي جعلت سكان الدار البيضاء والبلدات المجاورة لها يتهافتون على الصلاة خلفه في تراويح رمضان 1430 هـ كما في السنوات الماضية.

فللسنة الرابعة على التوالي تمكن المقرئ الشاب من أن يجمع على مائدة القرآن في صلاة التراويح قرابة عشرين ألف مصل كل ليلة في مسجد "القاضي عياض" بمنطقة "الوَلْفَة" جنوبي المدينة.

وإلى حد كبير يشبه صوته صوت المقرئ المغربي الشهير عمر القزابري، بل هو في عيون عشاقه الأفضل أداءً والأجمل صوتا، وهو ما جعل من مسجد "القاضي عياض" ثاني أكبر تجمع للتراويح في المدينة، إن لم يكن في المغرب، بعد مسجد الحسن الثاني.

فما أن يتناولوا طعام الإفطار حتى يهرع المصلون إلى المسجد، بل إن بعضهم يفضل تناول الإفطار في المسجد أو بالقرب منه ليظفر بمكان داخله، أما الساحة الكبيرة خارج المسجد فتمتلئ عن آخرها بمجرد أن يرفع آذان العشاء.

وتنقطع حركة السير في الكثير من الأزقة المجاورة للمسجد لامتلائها تماما بالمصلين، أما أصحاب السيارات فبعضهم يتركها على مسافة قد تقارب أو تفوق الكيلومتر من المسجد؛ لامتلاء كل الأماكن القريبة المخصصة للسيارات.

صوت ملائكي

في تراويح ليلة الأربعاء 26-8-2009، وهي الليلة الخامسة من تراويح رمضان 1430، عبر الكثير من المصلين في أحاديث مع "إسلام أون لاين.نت" عن سرورهم بالصلاة خلف الكرعاني، وأكدوا حرصهم على ذلك.

ويقول هشام مدني، وهو مدرس، إن: "للكرعاني صوتا هو الأفضل في الدار البيضاء، بل في المغرب والعالم الإسلامي بأسره، فصوته ملائكي يجعلنا نستشعر معنى الصلاة والمناجاة والدعاء".

وبعد أن أنهت ركعاتها الثمانية وركعات الشفع والوتر تقول هدى، وهي ربة منزل: "إنه صوت دافئ يخاطب أعماقك ويناجي قلبك، فتخشع وترق وتعيش لحظات إيمانية جياشة مع كلام الله"، وتلتقط خديجة عبسي خيط الحديث قائلة: "ثمة أجواء ربانية رائعة يصنعها هذا الصوت الجميل".

ثاني اثنين

بعض المصلين يذهب في اتجاه المفاضلة بين مقرئهم المفضل عبد العزيز الكرعاني وعدد من المقرئين الشباب الذين تحفل بهم تراويح مدينة الدار البيضاء في السنوات القليلة الماضية.

ويقول أنس، وهو سائق سيارة أجرة: "يمكنني القول إن الكرعاني هو ثاني اثنين للشيخ القزابري؛ فصوتاهما مميزان وقويان ومتقاربان، وإذا كانت الأغلبية ترى أن صوت القزابري هو الأول في المغرب اليوم، فإنه لا جدال في أن صوت الكرعاني هو الثاني".

وفي السنوات الأخيرة شهد شهر رمضان ظهور وتميز العديد من المقرئين الشباب في صلاة التراويح، سواء في الدار البيضاء أو المغرب عامة، ليضفوا رونقا خاصا على ليالي الشهر المبارك، حتى أن البعض يصف الصلة بينهم وبين المصلين بأنهم "أزهار عطرة لنحل مشتاق".