هناك بعض تمثلات العدو تستقر في نفوس الجماهير أكثر من غيرها، لأنها تتوارث جيلا بعد جيل، بل تصبح جزء من ثقافة الجماهير، وبالخصوص إذا ما غذيت منالمزيد... �ظ جبل من الأحكام المسبقة المتبادلة بين شعبي البلدين، تمظهرت في روسيا في مظاهرات في شوارع مدن عديدة وبالخصوص أمام السفارة التركية بروسيا. ومن أهم الرموز التي التجأ إليها بعض المتظاهرين هو إحراق العالم التركي في الشارع العمومي، معبرين بذلك على إعادة إشعال ركام من المشاعر السلبية الدفينة للروس اتجاه الأتراك. هناك بعد نفسي-ثقافي عميق في تصريح بوتين: " [ ...] ما حدث اليوم هو طعنة بالخنجر في ظهر روسيا، قام به المتواطئون مع الإرهابيين. لا يمكنني وصف هذا الأمر بطريقة أخرى ...". بهذه العبارة نفض بوتين إذن الغبار على الصورة الحقيقية للأتراك في اللاوعي الجمعي الروسي، وهي صورة سلبية تكونت إثر الحروب التي دارت رحاها بين روسيا والإمبراطورية العثمانية ابتداء من القرن السادس عشر. فقد اندلعت الحروب بينهما للسيطرة على جزيرة كريم Krim والقوقاز والبلقان. وتتلخص الصورة النمطية للتركي العالقة في المخيلة الروسية في كونه متعطش للدماء، خائن، غادر، يطعن في الظهر ولا يمكن الثقة فيه وبه.