بينما أكدت سيدات في شهادات لموقع يابلادي أنهن يعانين من عدم انتظام دورتهن الصحية نتيجية الحجر الصحي الذي فرض للحد من انتشار وباء كورونا، يشير مختصون إلى أن الحجر قد يكون سببا من بين أسباب أخرى.
وتشير فريدة البالغة من العمر 36 عاما، وهي أم لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات أن بداية الأزمة الصحية في المغرب، شكلت صدمة لها، خصوصا بعد فقدانها لوظيفتها، وقلقها بشأن مصير وظيفة زوجها أيضا.
آنذاك بدأت فريدة تلاحظ، تغيرات غير طبيعية في دورتها الشهرية. وقالت في تصريحها لموقع يابلادي "خلال الشهر الأول من الحجر الصحي، تأخرت العادة الشهرية لمدة أسبوعين".
وحينما "جاءت فترة الدورة الشهرية لم تكن بالشكل الذي اعتدت عليه، كانت عبارة عن نزيف شديد مصاحب بآلام فظيعة جدا" لكن الأمر الذي أثار ذهول محاورتنا، "هو حدوث الدورة الشهرية مرة أخرى، بعد انتهاء فترة الدورة الأولى". مع ذلك لم تقم باستشارة أي طبيب، لأن في نظرها "هذا الأمر راجع إلى الحجر الصحي والتوتر".
"ومع بداية شهر رمضان، جاءت الدورة الشهرية في وقتها، ربما ذلك راجع لتأقلمي مع الوضع الجديد، ولم يعد الأمر مخيفا مثلما كان في الأول".
ولم يحصل هذا الأمر مع فريدة وحدها، فقد عانت مجموعة من السيدات، من اضطرابات غير مرغوب فيها خلال فترة الحجر الصحي، وقالت نادية، البالغة من العمر 23 عاما، إنه طيلة مكوثها في البيت واضطرارها للعمل عن بعد، كانت تعاني من "تقلبات مزاجية وتعب وتشنجات شديدة" وبالتالي حدث تغيير في انتظام دورتها الشهرية.
وهو عكس ما كان يحدث سابقا، إذ تحكي أن دورتها الشهرية قبل بداية الوباء، كانت منتظمة "ولم أكن أشعر بأي أعراض، كما أنها لم تتكن تتعدى ثلاثة أيام" لكن خلال هذه الأزمة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد ومع فرض إجراءات الحجر الصحي "بدأت أعاني من اضطرابات وآلام في الحيض سواء قبل أو أثناء الدورة".
لكن ماذا يقول المختصون، وهل فعلا هذه الاضطرابات في الدورة الشهرية ناجمة عن المشاعر السلبية التي تسبب فيها الحجر الصحي؟
في تصريح ليابلادي أوضح الدكتور عبد الإله لحلو، وهو طبيب أمراض نسائية بالدار البيضاء، أنه بالفعل خلال هذه الفترة، جاءت مجموعة من الفتيات الشابات، للاستشارة الطبية حول تأخر دورتهن الشهرية. وأوضح أنه يمكن لأي تحول مفاجئ في حياة النساء، أن يؤثر على نفسيتهن "مما يسبب لهن اضطرابات في الهرمونات، وذلك يؤثر سلبا على نسبة السكري، أو الغدة الدرقية، أو الدورة الشهرية وغيرها".
ويرى أن هذه الفترة من الحجر الصحي صاحبتها مشاعر سلبية عديدة منها "الخوف والتوتر والقلق، مما تسبب في اضطراب الدورة الشهرية لعديد من النساء والفتيات".
لكن وبحسبه ففترة من الحجر الصحي، مجرد عامل من مجموعة عوامل وقال "لا يمكننا الجزم بأن سبب الاضطراب في الدورة الشهرية خلال هذه الفترة، راجع فقط، للأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا". مشددا بذلك على ضرورة الاستشارة مع طبيب متخصص لإجراء جميع الفحوصات والتحاليل اللازمة، للتأكد من صحة المريضة "وإذا كان كل شيء على ما يرام يمكننا بالتالي القول إن ذلك راجع لعامل نفسي، تسبب فيه الحجر الصحي".
بدوره أكده، الدكتور وسيم الصنهاجي، وهو أيضا طبيب نساء بالدار البيضاء، أنه لا يمكن ربط الاضطرابات التي حدثت لمجموعة من النساء في الدورة الشهرة "بشكل مباشر بالحجر الصحي" وأوضح قائلا "بعض النساء سواء تعلق الأمر بهذه الأزمة الصحية أو غيرها، يتأثرن بسرعة وبالتالي قد يشعرن بالقلق والتوتر في أبسط المواقف".
ورجح أن يكون سبب الاضطرابات الهرمونية التي أدت إلى عدم انتظام دورتهن الشهرية، راجع إلى القلق والاجهاد نتيجة الحجر الصحي، غير أنه عاد ليؤكد أن هذا الأمر يبقى غير يقيني، وأن فحوصات الطبيب المختص قد تكشف السبب الكامن وراء ذلك.