تمكنت السلطات الأمنية الألمانية الأسبوع الماضي، من توقيف 12 شخصا ينتمون إلى جماعة يمينية متطرفة في مختلف أنحاء ألمانيا، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية على حوالي ستة مساجد في ألمانيا، وتحديدا في أوقات إقامة الصلاة
وشكل الإعلان عن هذا الخبر صدمة لدى المسلمين في ألمانيا، وأيضا في صفوف الجالية المغربية التي عبرت عن قلقها وخوفها. من بين هؤلاء، محمد عسيلة وهو خبير مغربي في تدريس مبادئ الإسلام في ألمانيا، حيث تحدث في تصريح لموقع يابلادي عن القلق الذي تعيشه الجالية المغربية قائلا " السلطات الألمانية مطالبة بفتح تحقيق معمق. لا نريد فقط ردود أفعال بل نرغب في عمل استباقي للأجهزة الأمنية من اجل حماية المساجد"".
وأشار عسيلة، وهو أيضا، عضو في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، إلى "وجود 3000 مسجد في ألمانيا، مجموعة منها يمتلكها مواطنون مغاربة، وليس الرجال فقط من يقبلون عليها، بل جميع أفراد العائلات، حتى الاطفال".
"إننا نشعر بالرعب حين نرى كل هذه الكراهية اتجاهنا. في البداية كنا نظنها مجرد أحاسيس، لكننا الآن نراها تتحول إلى أفعال وتهديدات، لدرجة تكوين خلايا إرهابية هدفها مهاجمة المسلمين".
كما عبر الخبير المغربي عن إدانته لوصول أحزاب اليمين المتطرف التي تحرض في خطاباتها على المسلمين إلى البرلمان الألماني، مشيرا إلى أن وضع عناصر الشرطة وحدها في المساجد لا يكفي، وشدد على ضرورة وضع تصور من أجل وضع حد للأفكار السلبية، موضحا أن "هذا ما نحاول القيام به من خلال عقدنا لقاء مع مسؤولين ألمانيين" وتأسف على عدم وجود "أصوات ولا لوبي للدفاع عنا".
من جانبه، عبر عبدالصمد اليزيدي الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، في تصريحه لموقعنا عن تأسفه لما يقع في ألمانيا اتجاه المسلمين، موضحا أن "خبر تفكيك هذه الخلية الإرهابية المعادية للإسلام والإنسانية، لم يكن مفاجئا بالنسبة للمسلمين في ألمانيا كون هذا الأمر يعتبر نتيجة حتمية لخطاب الكراهية والتمييز الذي نلاحظه في البلادمند سنين" محذرا من أن "الإرهاب والعنف الجسدي تسبقه رسائل لفظية وإن لم يقم المجتمع بالتصدي لها ومواجهتها فقد تتحول الكلمة إلى هجوم واعتداء كما أصبحنا نرى".
واستنكر اليزيدي بدوره ما يقع في البرلماني الألماني، الذي أصبح يضم "أحزاب فاشية عملتها الوحيدة هي نشر الحقد والكراهية". وقال "إن خطاب هذه الفئة اليمينية المتطرفة أصبح يكرر بصيغة أو أخرى من طرف سياسيين ينتمون لأحزاب ديمقراطية عريقة، وهو الخطاب الذي كان ولازال يقلق جميع المسلمين في ألمانيا".
وعبر الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عن قلق وصدمة المسلمين، إثر سماعهم تفاصيل مخططات هذه الخلية الإرهابية، قائلا إن هذا الأمر "جعلنا نحس بقلق شديد وقلة أمان في وطننا العزيز". داعيا في حديثه الحكومة والإعلام والمجتمع المدني إلى الوقوف إلى جانب المسلمين و"طمأنتهم في هذه المرحلة الخطيرة التي يمرون بها".