بعد البلبلة التي خلفها حضور وزيرة خارجية إسرائيل السابقة "تسيبي ليفني" المتهمة بارتكاب جرائم حرب و المطلوبة في بعض الدول الأوربية ، مباشرة بعد مجزرة غزة ، راهن معهد " أماديوس " في هذه السنة ، على الحضور المكثف للمتدخلين الفلسطينيين وعلى الغياب التام للأي ضيف إسرائيلي في هذا المنتدى الذي سيدوم أربعة أيام أي ما بين 16 و 19 نوفمبر الجاري.
ميدايز لا يريد خلق البلبلة
هل يحاول معهد أماديوس إنقاذ ماء الوجه أم أن المواضيع المختارة هي التي أدت إلى حضور بعض الدول و غياب أخرى؟
تشمل مواضيع هذه السنة الجانب الأمني لما بعد الربيع العربي و كذلك مسألة منع نشوب الصراعات، و من هنا يتضح أنه سيكون من غير المعقول بل من المخزي استدعاء شخصيات إسرائيلية. و خوفا من انتشار الإشاعة التي قد تعصف بالدورة الرابعة للمنتدى، قام " أماديوس" بنشر بلاغ لتكذيب الخبر الذي نشرته إحدى وسائل الإعلام الالكترونية مفاده أن ممثل الحكومة الإسرائيلية سيشارك في المنتدى، ويؤكد عدم حضور أي ممثل إسرائيلي خلال الدورة الرابعة للمنتدى.
البلبلة التي خلقها " أماديوس"
أصر إبراهيم الفاسي الفهري ، رئيس أماديوس ومنظم المنتدى ، عندما سئل سنة 2009 حول حضور تسيبي ليفني ، على أن اسمها لم يكن على لائحة المدعوين، و بعد ذلك، دافع نائبه المكي لحلو عن حضور تسيبي ليفني مبررا ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية بقوله " إن المنتدى يدعو الشخصيات من جهات مختلفة من أجل نقاشات بناءة "، في حين أن هناك فعلا أناس من جميع المشارب بما في ذلك تسيبي ليفني التي تسعى عدة دول أوروبية وراءها بتهمة ارتكاب جرائم حرب ، بعد المذبحة التي راح ضحيتها حوالي 2000 فلسطيني في قطاع غزة بين عامي 2008 و 2009، بما في ذلك أبو النجا رقية ، وهي مواطنة مغربية ، وكان مجيء تسيبي ليفني إلى المغرب قد رتب بعدما ألغت الوزيرة الإسرائيلية رحلتها التي كانت مقررة إلى بريطانيا حينما اكتشفت صدور مذكرة إعتقال في حقها، و خلال زيارتها لمنتدى ميدايز، الذي يعقد كل عام في طنجة، تقدم ثلاثة محامين بشكوى ضدها إلا أن هذه الشكوى لم تعطي ثمارها ، كما أن العديد من الأحزاب المغربية، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية، الحزب الإشتراكي الموحد و حزب الطليعة الإشتراكي قد خرجوا في شوارع طنجة احتجاجا على مجيء " إرهابية "، كما سماها خالد السفياني، أحد المحامين الذين تقدموا بالشكوى.