القائمة

الرأي

اللـغـة المـغـربية، عــيــّـوش و مـيــديــتــيـل

عـلاش كـنــسمــّــيها اللـغة المغربية؟ لأنها لغة تـرعــرعات، كـبرات أو تجـذّرات هنا بعد هاد العـُــرس الناجح بين بالأخص الأمازيغية أو العربية، هي بنتهم أو طرف من لحمهم، دمـّـهم بجوج، زايدون هي اللي مــوحــّـدانـا، كــونـــّـا صحاب لغة، ثقافة أمازيغية، عربية ولا ّ عبرية، عزيز عليا نركــّـز على اللي كـيـوحــّـدنا ولا على اللي كيـفــرّقــنـا، أو كـون ماكانتش المغربية متواجدة، ضروري نـخـلقوا لغة جديدة ولا ّ نـلــجــؤوا أللـغة أجنبية بحال لـــَـهنود اللي كيتواصلوا فى ما بيناتهم يوميا باللغة النكليزية نظرا ألــْـتـعدد اللغات اللي عندهم، كـثر من 600، يعني ما فيه حتى شي حرج إيـلا حتاضنوا لغة أجنبية، اللغة العربية أصلا 80% من المفردات ديالها مستمدة من السوميرية، النبطية، الآكدية، الآرامية أو البابلية، بلا عاد ما نتكلــّـموا على الحروف اللي هي آرامية، أو ماشي غير العرب اللي كيكتبوا "بالحروف العربية"، ولاكن شــلا ّ ديال اللغات اللي كـتـســتـعملها بحال الفارسية، الكوردية، الباشتو، الأوردو، البونجابي، الهاوسا إلخ. 

نشر
DR
مدة القراءة: 11'

ولاكن هاد الدول ما عـمــّـرهم قالوا بأن لغتهم "لغة عربية"، لا! الإيرانيين، علاش مثلا تـقدّموا ولو كيكتبوا ب "الحروف العربية"؟ لأنهم كيف كيتكـلـــّــموا كـيكتبوا، أو جميع اللغات اللي ما وارداش فى الحياة اليومية بحال العربية، غادي ديما تعيش فى عـزلة مفرطة، تبقى منحاصرة على أقلية، يعني نخبة محتكرة المعرفة، الإمتيازات، الرقي الإجتماعي أو "الريع اللغوي"، لأن اللي متحكم فى اللغة متحكم فى التفكير، التوجيه أو التأطير، بحال شحال هادي فى فرانسا، الطبقة الحاكمة أو رجال الدين، يعني الرهبان، هوما بوحدهم اللي كانوا كيتقنوا اللغة الاتينية، اللغة العالمة، أمــّا عامـّة الناس، يعني الأغلبية الصامتة، كانت كتهضر بالـدّارجة الفرنسية اللي هي خليط من عدة لهجات محلية أو اللغة الاتينية، نفس الشي اللي كنـعيشوه اليوما فى المغرب، لدالك خصـّـنا  نفتاخروا، نـسمــّـيوْا لغتنا من اليوم فصاعدا "اللغة المغربية" أو ماشي الدارجة، لأن الفرانساويين ما كـيــقــولوش "الاتينية الفرانساوية"، بالنسبة أللــّـغة الصبنيولية، الطاليانية، البرطقيزية، الرومانية نفس الشي، أكيد أن اللغة الأمازيغية لغة مغربية حتى هي أو كنتـفــهــّـم البعد الجهوي أو دلالة هاد التسمية اللي باغيين إجمعوا بيها الشمل، لأن الأمازيغية متداولة فى جميع دول شمال إفريقيا، أنا كـنـفضــّـل نـركــّـز على المحلـّي، بلا ما نـنـسى نفتح نافذة على العالم، على  لغات، حضارات أو ثقافات الآخر.   

 جميع اللغات كانوا دوارج فى اللول، الفرانساوية مثلا، علاش كـتـــّــوفر على معجم ثري، ضخم، بالأخص فى الطب أو العلوم، لأنها عرفات تـحـتضن اللغة الاتينية أواليونانية اللي ما فـرّطاتش فيهم، حتى حنا ما خـصــّـناش نـفــرّطوا فى الزخم الهائل ديال اللغة العربية اللي غادي نـطـعـــّــموا بيه اللغة المغربية، ما فيه حرج، اللغة العربية حتاضنات حتى هي بزاف ديال المفردات من لغات أجنبية، نكليزية، يونانية، فرانساوية، تركية إلخ: إمراطور، صالة، موضدة، أجندة، ستراتيجية،  تاكتيك، مكانزمات، دينامية، الدرهم، إستمارة، جمرك، سروال.     

كاين اليوما بعض اللسانيين اللي كانوا شحال هادي مسؤولين على التعريب أو يمكن لينا نعتابروهم من أشرس المتشددين ألـّــقومية العربية أو هيمنة العروبة على العالم بأسره، ها هوما كـيـحــثــــّـونا اليوم على "إقحام بعض مفردات اللغة الدارجة  في الفصحى"، هادا عتراف ضمني، معلن كـيـفضح فشل عملية التعريب، ولاكن ها العار! واش "يـُـعـقـل" تدخــّـل الميــيــت ألـْـقاعة الإنعاش؟ فات الفوت، اللغة المغربية فارضة نفسها أو ما محتاجة ألــْـحـدّ، ولا ّ اللي غادي إذوّبها فى هاد اللغة أوْ لوخرى، حامية راسها، أحسن حماية كتقوم بيه هي تـداولها اليومي، أو إيلا ما ترســّـماتـش بطريقة واضحة، هادا ما كـيـدلـّـش على أنه غادي نسكـتـوا، مـا حــدّ ما كاين حتى شي عتراف رسمي، غادي يبقى ديما الفصل الخامس من الدستور الجديد، فصل الفواحش الخمسة: البطش، الشطط ، الميز، الإقصاء أو الأبارطايد.

اللغة العربية لغة جميلة، رقية، بليغة أو ثرية، ولاكن مشكلتها "لغة فـن"، يمكن ليـنا نقولوا بكل بساطة "لغة التصنع والإفـتعال"، ماشي لغة هموم الناس، المعايش اليومي، "أحسن دليل" هو تلقين المواد العلمية فى جميع المدارس أو الثانويات بالمغربية، ولو المقررات كولــّـها مكتوبة بالعربية، علاش؟ شحال من واحد راه غالط أو كيـقول: باش يسهال التواصل أو التدريس! على ما كـيـْـبـان "في أول وهلة"، ولاكن إيـلا جينا نـدقــّـقـوا فى الأمر جميع الأساتذة كيستعملوا المغربية، هاد المنتوج المحلي 100% ولو بغير وعوي أو بطريقة فطرية، عفوية، لأنها "لغة الحياة"، أو الحياة فى العمق هي "لغة العلوم"، لـمــّـا خـتارع إيديسون الضـّـو، كان واعي "كل الوعي" بالمشاكل اللي كيعانيوا منــّها أولاد بلادوا يوميا بالشمع، الدخان فى الديور فاين كان كيتـــّـستعمل الفحم الحجري ولا ّ الفتلية فى زيت قديمة، نفس الشي بالنسبة ألـــّـفينلاديين اللي طـوّروا الهاتف النقال، بلادهم كـولــّـها مـقــطــّــعـة، مــنحاصرة ب 000 70 بحيرة أو الثلج فى فصل الشتى، كان من الضروري يلقاوا حـلّ باش إعــمـــّــموا التواصل فى ما بيناتهم "بأقل تكلفة"، بلا كابلات بين كل جــُـزيرة جــُــزيرة، هاكدا رجعات "نوكيا" فى ظرف وجيز أكبر شركة اللي كتشغل اليوما كثر من 000 110 شخص فى العالم، أو هاد الفينلاديين باش كيقراوا، إكـتــبــوا؟ لا بالمالطية ولا بالسواحلية، بلغتهم الأم الحية الفينلاندية، إيـلا خرجوا على حدودهم ما كاينش اللي يـفهـمهم، حتى جيرانهم السويديين، الدانماركيين ولا ّ النورفيجيين، لأن اللغة الفيلنديية كتـنـتــامي ألــْـنفس الفئة اللغوية بحال الهونكارية، أو "محــّـص" مزيان لا تـفلت ليك شي بلاد من بين حجبانك حتى تكتشف فاين كاينة فينلادا أو فاين قابعة هونكارية، بحال إيلا تكلـّـمنا على المسافة اللي بين صبانيا أو السينيكـال.  

 زايدون هاد الدويلة كـتطوي المغرب على جوج أو ثلاثة فى ما يخص الناتج الخام: 270 مليار دولار، دخل الفرد: 000 54 دولار، ما عندهمش كثر من 5 مليون نسمة، الدار البيضاء، أو بينا حنا 35 مليون واحد، الدخل الخام ديال المغرب ما كيفوقش 90 مليار دولار، دخل الفرد  2600 دولار، أو الإزدهار الإقتصادي، المعرفي أو الثروة اللي كتخلقها فينلاندا راجعة بالأساس أللــّـغة التعليم، اللي هي لغة الأم الحية، أمــّـا المنظومة التربوية الفينلاندية كــتـــّــعتبر من أحسن أو أجود منظومة فى العالم، آ السي العروي ما تقـارنـش ليــّا المغرب عفاك بمالطا، تانزانية أو كينيا، شوف ليــّا شي نموذج ناجح، حسن، ماشي ترجع بــيــنا أللــّـور، هادا كيبـيــيــّـن بأنك كتنطلق من إيدلوجية معينة، ألا وهي "القومية العربية" اللي كان متشبــّع بيها "جيل البارح".

عاد كـتجي آ السي العروي أو تهضر لينا على التقوقع، "التقوقع" هو اللي فاين راك قابع، فى البرج العاجي، مع النخبة المعربة المتشددة اللي بغات لينا الهلاك، ولاكن "الحق يقال"، ما نظلموا حـدّ، قـريت أخيرا مقال فى جريدة "الأحداث المغربية" اللي كينص على عتماد لغة وسطى بين العربية أو العامية، هادا أستاذ اللسانيات العربية، ما جاش من فراغ أو بدا كيملي، يفتي فى مسائل بعيدة عليه بحال السي العروي، أستاذ التاريخ، اللي ما كيعرفش حتى شنو هو الفرق بين اللهجة أو العامية، اللهجة محلية، العامية عامـّة، بحال المغربية، أو العامية ولا ّ المغربية هي اللي كـتــّـوفـر على لهجات، على "بدائل لغوية"، إيلا سمعنا: الزعبول، كرموس النصرى، الهندية، ما عندناش ثلاثة ديال الدوارج، لا! ما هي غير دارجة وحدة بمعجمها، بمفرداتها الغنية، إيلا قولنا بالعربية: الدرغم، القيصر، الليث، هاد الشي ما كيعني غير لفظ واحد أو المرادفات ديالو. "إذن، أين هو المشكل؟"

فى ما يخص عيوش كـنـحــيــــّــيه على "خلخلة المعتقدات والمسلمات"، على جرئـتو أو غيرتو على بلادو، ولو ختالفنا معاه، عندو الحق أو أمر مرغوب فيه يبدي برييـــّـو، بلا وعيد، نعيق، نعير ولا إبـرة فى الشعير، معاه الحق،  ضروري نعتامدوا على لغات الأم، المغربية أو الأمازيغية فى التدريس أوالتثقيف، هادوا هوما لغاتنا الجــّـوج الحية، سبق ليـّا كـتبت دراسة بالعربية فى عام 2010، ولاكن ما نشرتها غير فى مارس 2011: "لغات الـمغرب الحية: المغربية والأمازيغية"، العنوان الفرعي: "هل المغاربة صهاينة إذا استعملوا، ابتكروا وأنتجوا بلغتهم الأم المغربية أو الأمازيغية"، لأن الغلاة التـعريبيين الشواذ، ما كنـقصدش المعربين المتنورين، ولاكن المطرفين أو العنصريين اللغويين، تـهموا فى منبر إعلامي، اللي فى الحقيقة "إجرامي"، أخــّـوتنا، أصهارنا أو أسلافنا الأمازيغ بأنهم صهاينة لأنهم كيدافعوا على حقوقهم اللغوية اللي مضمونة فى جميع القوانين أو المواثيق الدولية اللي تبنــّاها المغرب لا "أمام" اليونيسكو ولا الأمم المتحدة، أو ها هوما اليوما نفس الفلول كيحاربوا شق من هويتهم المتعددة بنفس الطريقة، بنفس الأسلوب كل واحد طرح مقترح للنقاش العمومي.

عريضة عيوش ماشي قرآن منزل، كولــّـشي كـيــتــناقش بطريقة سلمية، متحضرة، أو نقولوا ليه بطريقة مهدّبة، مـأدّبــة، ها علاش مـتــّـافقين، ها اللي عندنا معاه مشكل، أمــّا تجي أو تسـدّ عليه الباب أو تقول: لا ما بغيت نسمع والو منـّـك! هادي معاملة صبيانية، غير إمــّا كولــّها ولا ّ ما قابلش، هادا الفشوش المغشوش أو بالأحلام الواهية مفـروش، أو لنفرض ما مـتــّافقـينش معاه، حتى هو عندو كرامتو، بلا ما نـآديوا لا عائلتو، لا مصالحو ولا  صحابو، أنـــّـاقشوا أفكارو، ما نخـلـــّـطوش بين موضوع النقاش أو الشخص، ما كيهرب من الحوار غير ضعيف الحجة أو مهزوز الدليل، لأنه باش غادي إواجهك هادا، بالعاطفة، بالتـقـريبي؟ أو العناد أصلا ما كـيـعـترفـش بالبينة أو البرهان.   

حتى أنا عندي بعض الملاحظات: التدريس بلغة الأم، يعني باللهجة، كانت مغربية ولا ّ أمازيغية، "هذا الأمر مستحيل"، لا من 3 سنين حتى 6 سنين، ولا من 4 حتى 6 سنين، هادا تبدير ألــّـمال أو ألــّـوقت "فقط"، آش من لهجة غادي ندرّسوا بيها مثلا اللغة المغربية؟ "مع العلم أن اللهجات المغربية لا تحصى"، أو التعيينات ديما كـتـــّـم من المركز، أنا صراحة كنشك فى تطبيق هاد المقترح، على ما كيضهر ليـّا أو حسب الـمكالمات اللي جريتها مع بعض العقلاء، الإخوة المختصين فى اللسانيات العربية ولا ّ الأدب العربي، كاين إجماع مطلق على خلق "لغة وسطى" بالسجلات الثلاثة المعترف عليهم دوليا، سجل بسيط، متوسط أو رقي، هاد اللغة غادي تكون مستمدة وجودها من العامية، الدارجة، أو العربية اللي غادي نسمـّـيوها "المغربية"، بلا الحمولة القومية العربية، يعني بلا "العربية المغربية"، لأنه فى العمق العربية براسها "لغة مغربية"، نظرا للتأثير البالغ للنظام الصوتي الأمازيغي، ولو تكلــّـمنـا بعربية "أنيقة" ديما غادي إسوّلونا المشارقة: "هل أنت من المغرب؟" إيوا آ سيادي، كونوا جدّيين، غيروا، حـبــّـوا بلادكم، جدودكم أسلافكم، ولا أتـــّـنــكــروا ليهم باش ترضيوا الغير، لأن حب الذات هو اللي كـيـضمن لينا المتعة أوالسلوان.   

بالنسبة ألـْـشركة ميديتيل اللي باغيين إفرضوا عليها بعض المتطرفين اللغويين تستعمل غير العربية فى العلب الصوتية ولو لغة التواصل بامتياز هي المغربية، ما يمكن ليا غير نقول "يخلق الله من يشاء" أو خلاص، كون كانت هاد الشركة مؤسسة حكومية، أو شوف تشوف، باقي نقولوا شي باس ما كاين، ولاكن هادي شركة خاصة، أو تستعمل حتى الشينوية، أو نتا مالك؟ إيـلا فلسات، غادي تدفع شي حاجة من جيبك؟ الشركة الخاصة وظيفـتها الأساسية هي العملية الربحية، ما داخلا فيها لا لغة، لا إيديولوجية، لا عاطفة لا "فـنون جميلة"، الأرقام هوما اللي   كـيـتــكــلـــّـموا، لأن السوق ما كيرحمش، ضروري تمشي مع السوق ولا ّ تـمـوت، أو هاد الشي اللي طاري أللــّـغة العربية، ولو لغة جميلة، غنية، ما تلقاهاش فى السوق، ولو تبغي تشريها بالـرّيق الناشف، موجودة غير فى الجرائد، كون ما كانش الصـّـيروم ديال الدولة اللي كيجري فى عروقها، شحال من وحدة سكت ليها القلب هادي مدة، موجودة العربية غير فى الكتوبة ولاّ فى البلاغات الرسمية، لنفـرض تـخــلـــّـينا كـاع على العربية، غادي يتـكــلــّـم الشعب المغربي ديما لغتو، المغربية، اللي مشاركينها مع أخـّـوتنا، أصهارنا الأمازيغ، "نطقا، تركـيبا ومعجميا"، يعني ما غادي نـحــســـّـوا بحتى شي فـرق.

ولاكن هاد الشي غادي إكون إجحاف فى حق الإخوة اللي كـيــتــذوّقوا ليها، كانوا من صحاب اللغة أو الثقافة العربية ولا ّ الأمازيغية، حتى أنا من ضمنهم، لأن أي لغة بصفة عامة بريئة، ولاكن اللي كيستعملها "كعدة حربية" باش إحارب بيها خصمو المفترض من منطلق إيديولوجي ولا ّ إسلاماوي، هنا كـيحصل المشكل، العربية إرث، موروث كوني اللي ضروري نقوموا بصيانتو، تحصينو أو حتيضانو فى اللغة المغربية، أكيد العربية غادي "أتـــّـنفـس الصعداء"، تحيى من جديد فى المغربية، غادي نحـرّروها من "قـبضة" اللي كـيـتـســوّلوا بيها فى الشرق، باش تعرف إقبال كبير أو إكون عندها متداد جماهري، اليوما العرب براسهم نافرينها  فى دول الخليج، كيفضــّـلوا النكليزية، ما حساك عاد حنا اللي ثقافتنا أمازيغيةـ عربية بالأخص، بلا ما أنــّـساوْا جميع الروافـد لوخرى "المؤثثة لهويتنا المتعددة"، لا من إفريقية، عبرانية، أندلسية إلخ. "لا مفـر من التكامل والتفاعل البناء"!    

منبر

د. مراد عـلمي
أستاذ جامعي و مترجم