ولد حمادي "وولف" في منطقة فال دواز بفرنسا لعائلة أصلها من خميسات، وهو رئيس ومؤسس جمعية " La meute" التي ينظم من خلالها فعالية " Les 24h du loup"، وهي سباقات ومسيرات ليست مخصصة بشكل رئيسي للرياضيين المحترفين. وبالإضافة إلى تحدياته الرياضية الشخصية التي يمولها من ماله الخاص، يجمع الناس من جميع الأعمار ليشاركوا في لحظات جماعية وفردية خلال جولات تتوافق مع قدرات كل منهم.
محاطًا بأخت كبرى تعمل في الجيش الفرنسي، وأخ أصغر يعمل أيضًا في مجال الرياضة، وأخت صغيرة ما زالت تتابع دراستها، سرعان ما جذبه شغفه بالأنشطة البدنية. بعد حصوله على شهادة البكالوريا العلمية، تابع حمادي دراسته في "Maths Sup/Maths Spé" لينضم إلى مدرسة المهندسين في كومبيين بمنطقة واز. وبعد حصوله على شهادة الهندسة الميكانيكية، عمل كمسؤول إنتاج في إحدى الشركات لمدة ثلاث سنوات تقريباً.
وبالتوازي مع ذلك، كان حمادي رجل إطفاء متطوع منذ عام 2011، بعد التحاقه بمدرسة شباب رجال الإطفاء في عام 2003. وكانت الرياضة دائمًا حاضرة في حياته منذ سن مبكرة جداً. وقال لموقع يابلادي "منذ صغري، كنت أمارس العديد من الأنشطة البدنية، خاصة الجري، ثم تقوية العضلات من خلال التمارين الرياضية. كنت دائمًا منجذبًا للرياضة".
الجري.. تحدٍ فردي ولحظة ومشاركة جماعية
بعد مغادرته لعمله في الشركة، تفرغ حمادي بشكل أكبر لشغفه الأول. وبدأ يستكشف التحديات الكبيرة ويضع لنفسه أهدافًا لقطع مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام، بروح التفوق على الذات.
"مغادرتي للعمل كانت قرارًا شخصيًا. عالم الرياضة والتفوق على الذات كان دائمًا جزءًا من حياتي. لطالما أحببت تحدي نفسي وتجاوزها. خلال العمل الوظيفي، كان الوقت محدودًا لفعل ذلك بانتظام، لكن تغيير المسار الوظيفي أتاح لي مساحة أكبر. بمجرد أن تستثمر نفسك أكثر فأكثر في التحديات الرياضية، ترغب في المزيد!"
حمادي وولف
وأضاف "الجري هو رياضة فردية بالنظر إلى أداء كل شخص. لكنني أحب أن أذكر أنه حتى في السباق، نتحرك كقطيع، نركض في مجموعة لتحقيق هدف مشترك. نتجاوز حدودنا بينما نساعد الآخرين على تجاوز حدودهم أيضًا. هذا ما أحبه أكثر، ولهذا أستمتع بالجري مع الناس، ومرافقتهم في تحدياتهم الشخصية على مدار السنة. هذه هي قيمة الرياضة التي تعزز المشاركة".
عندما نتحدث عن الرياضة، "نتحدث كثيراً عن أسلوب الحياة الصحي والفوائد البدنية وفكرة العقل السليم في الجسم السليم، لكن الرياضة تضيف أيضًا قيمة لحالة العقل.إنه بُعد من أبعاد الرفاهية قبل وأثناء وبعد المجهود البدني نفسه، وما زلنا لا نذكره بما فيه الكفاية"، يضيف حمادي وولف الذي يرى "أنه جوهر الممارسة الرياضية".
ولهذا السبب فإن معظم الأشخاص الذين يتابعون حمادي في سباقاته يهتمون بفكرة التحدي الشخصي أكثر من اهتمامهم بالأداء البدني.ويوضح قائلاً: "نحن نعمل معاً على الجانب الذهني وتدريباتي تأتي من خبرتي في مختلف التحديات التي أضعها لنفسي"، ومن هنا تأتي جمعية " La meute" التي تدير هذه النزهات الجماعية التي تسمى "Les 24h du loup ".
الهدف: فعاليات جماعية في جميع أنحاء فرنسا
بإلهام من ديفيد جوجينز، وهو عضو سابق في الجيش الأمريكي صنع لنفسه اسمًا من خلال مسيرته الرياضية في الجري والماراثونات، انجذب حمادي إلى التحدي الرياضي: 4 أميال كل أربع ساعات لمدة 48 ساعة."في البداية، أردت أن أجرب ذلك.لكن لم يكن أمامي سوى 24 ساعة فقط.وبما أنني في فرنسا، فأنا أقيس نفسي بالكيلومترات. لذلك وضعت لنفسي تحدياً يتمثل في قطع 4 كيلومترات كل 4 ساعات لمدة 24 ساعة".
ويدعو حمادي وولف متابعيه للانضمام إليه في الجري مع مجتمعه المتنامي على إنستغرام.وقال "لاحظت أن السباق كان له جانب تشاركي للغاية. جاءني الكثير من الأشخاص، وتلقيت ردود فعل رائعة، ثم قررت أن أنظم كل ذلك كحدث، حتى يتمكن الآخرون من تجربة ما أختبره خلال التحديات التي أشارك فيها". منذ بداية عام 2022، تأكد نجاح هذه المبادرة المستمرة وأكد قائلاً "إنها ليست مسابقة على الإطلاق، يمكن للناس الانضمام والقيام بأي عدد من الحلقات التي يرغبون فيها، بحد أقصى 24 حلقة".
وبالإضافة إلى السباقات الجماعية، يخوض حمادي وولف تحديًا شخصيًا واحدًا كل عام، بنفس الروح، وكان آخر هذه التحديات هو المشي من طنجة إلى أكادير (920 كم)، وهو أول تحدٍ فردي كبير بالنسبة له.وقال "لقد لاحظت على الفور تجاوباً كبيراً جداً، خاصةً من المغاربة من جميع أنحاء العالم وحتى من السكان المحليين الذين أبدوا اهتماماً كبيراً".
وسبق لحمادي وولف أن قطع طريقاً من باريس إلى تطوان، مروراً بإسبانيا، في عام 2022. وفي العام الماضي، عبر فرنسا من باريس إلى مرسيليا سيراً على الأقدام (787 كم في 12 يوماً). وفي أكتوبر المقبل، سينظم حدثاً جماعياً جديداً، وهو سباق Les 24h du loup وقال "في يونيو 2024، بلغ عدد المشاركين في النسخة الأخيرة 320 مشاركًا، بحضور عداء مغربي جاء خصيصًا من الدار البيضاء".