تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، شريط فيديو لمطاردة خفر السواحل لأشخاص على متن دراجات مائية، مشيرين إلى أنه يوثق للحظات قبل إطلاق الجيش الجزائري النار على مواطنين مغربيين يوم 29 غشت الماضي، ما أدى إلى مقتلهما، بعدما جرفهما التيار إلى المياه الجزائرية.
ولاقى هذا الفيديو انتشارا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، وأيضا لدى نظرائهم الجزائريين، الذي حاول بعضهم تبرير مقتل الشابين المغربيين بأنهما لم يمتثلا لأوامر الجيش الجزائري كما يوثق الشريط.
وتمت مشاركة ومشاهدة هذا الفيديو من قبل آلاف الأشخاص، كما حظي بتعليقات كثيرة ذهب أغلبها إلى استنكار إطلاق الجيش الجزائري النار على سياح عزل في عرض البحر.
ما حقيقية شريط الفيديو؟
لكن من خلال مشاهدة الفيديو يتضح أنه تم تصويره في شمال المغرب، إذ يتحدث بعض الأشخاص الذين كانوا على الشاطئ باللهجة المحلية، كما أن أحدهم ردد عبارة "عاش الملك" إثر اعتراض دراجة أحد الفارين الذين كانوا يقومون بمناورات للفرار قرب المصطافين.
وتؤكد فيديوهات توثق لنفس الحادثة، من زوايا مختلفة، أن الفيديو لاعلاقة له بما وقع في السعيدية. كما أن قوارب السلطات الأمنية التي تظهر في الشريط، تتطابق مع تلك التي تستعملها البحرية الملكية، وليست كتلك التي تعتمد عليها البحرية الجزائرية.
ومن خلال بحث بسيط على الأنترنيت اتضح أن تاريخ الفيديو يعود إلى منتصف يوليوز من السنة الجارية، وأنه تم بشاطئ بليونش، ولا علاقة له بحادث مقتل المواطنين المغربيين.
وفي مقال نشره موقع "إلفارو دي سبتة" يوم 17 يوليوز الماضي، وأرفقه بشريط الفيديو الذي يروجه البعض على أنه لحادث السعيدية، تحت عنوان "هكذا يخاطر المهربون على الدراجات المائية بحياة المهاجرين"، قال إن الفيديو صور قرب شاطئ بيليونس.
وأوضح أنه يوثق للحظات تدخل القوات المغربية لمحاصرة "بعض المتاجرين بالبشر الذين يستغلون، باستخدام الزلاجات المائية، هذه التجارة التي تحقق أرباحا اقتصادية كبيرة".
وأضاف أن القوات المغربية "قامت باعتقال اثنين من سكان سبتة المتورطين"، وتابع أن المهربين "ليس لديهم أي اعتبار لوجود السباحين ولا لسلامة المهاجرين. يحاولون الهروب بأي شكل من الأشكال بعد مفاجأتهم".