القائمة

أخبار

دراسة: داء الكَلَب مستوطن بالمغرب ويجب نشر الوعي بخطورته بين سكان القرى

قالت دراسة حديثة، لباحثين مغاربة، إن داء الكلب يصعب القضاء عليه في المغرب، ودعت إلى اعتماد برامج للتثقيف الصحي حول الداء، تستهدف بشكل أساسي المناطق القروية.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

نشر باحثون مغاربة يوم أمس دراسة عن "داء الكلب في المغرب: الجوانب الوبائية وإدارة الوقاية بعد التعرض للعض"، وأشاروا إلى الحاجة إلى وعي أفضل حول داء الكلب وإدارة الوقاية منه، خاصة بين سكان القرى.

وداء الكلب مرض حيواني المنشأ ينتقل إلى البشر وهو قاتل بمجرد ظهور العلامات السريرية. وأوضحت الدراسة أنه في المغرب، لا يزال داء الكلب مرضًا يصعب القضاء عليه، موضحة أن الكلاب هي المصدر الرئيسي له.

وأكدت الدراسة أنه على الرغم من وجود لقاحات فعالة للاستخدام البشري والبيطري، إلا أن داء الكلب لا يزال يمثل مشكلة صحية عامة رئيسية، حيث يتسبب في وفاة 59000 شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، وتحدث معظم الحالات في أفريقيا وآسيا، ولا يوجد علاج فعال لداء الكلب بمجرد ظهور العلامات السريرية، وتتمثل الإستراتيجية العلاجية في القضاء على الفيروس قبل دخوله إلى الجهاز العصبي، عبر حقن الجسم بـ" الغلوبيولين المناعي لداء الكلب"، ويزيد الحقن غير المناسب أو المتأخر من خطر الإصابة بالعدوى الحادة.

"داء الكلب مستوطن في المغرب، والكلاب هي المصدر الرئيسي للمرض، ففي كل عام ، يتم تأكيد 21 حالة إصابة بداء الكلب البشري بيولوجيًا في معهد باستور في المغرب. لا يزال داء الكلب يمثل مشكلة صحية عامة في المغرب على الرغم من إجراءات المكافحة التي تم تنفيذها لسنوات عديدة من خلال برنامج مكافحة داء الكلب، الذي تم نشره عام 1986 من قبل وزارتي الداخلية والصحة".

مقتطف من الدراسة

واعتمدت الدراسة على بيانات تم جمعها في فبراير 2021 من سجلات المرضى الذين تم الكشف عنهم بين عامي 2016 و 2019  في مدينة ورزازات، والتي تم الإعلان بها عن آخر حالة لداء الكلب البشري في عام 2001.

وتم تسجيل 1758 عضة في منطقة ورزات بين عامي 2016 و 2019. ولوحظ انتشار عضات الحيوانات في المناطق القروية (64.8٪)، وكانت الفئة العمرية من 5 إلى 14 عامًا هي الأكثر تضررًا بنسبة 23.5٪.

العلاج والوقاية

وتوضح الدراسة أنه عند الوصول إلى المركز الطبي، تم فحص المرضى سريريًا بحثًا عن علامات عدم استقرار الدورة الدموية، ولوحظ أن جميع المرضى مستقرون من الناحية الديناميكية الدموية، وكذلك كان تنفسهم، ثم يبدأ فحص الجروح في حالة العض.

وتمت رعاية 1758 شخصًا من قبل المصالح الطبية، وكان متوسط الوقت بين التعرض للعض و الحقن بالغلوبيولين المناعي لداء الكلب يوم واحد، ويبدأ العلاج الوقائي بعد التعرض للعض في نفس اليوم في 39.4٪ من الحالات وبين 24 و 48 ساعة في 34.5٪ من الحالات، وأكثر من 48 ساعة لحوالي 26.1٪ من الحالات.

ولوحظ وجود اتجاه تنازلي في حالات التأخير بعد التعرض للعض لأكثر من 48 ساعة، حيث بلغت في عام 2017 نسبة 31٪، و 25٪ في عام 2018 ، و 22٪ في عام 2019.

وتم تنظيف الجروح بشكل منهجي (100٪ من الحالات) بمنتجات مختلفة (الماء الساخن والصابون والكحول والمبيض) قبل وصول المرضى إلى المركز الطبي، وبمحلول بوفيدون اليود أثناء تواجدهم في المركز بورزازات. ومن بين 1758 حالة، كانت سبع إصابات خطيرة تتطلب غرزًا.

وكانت الكلاب مسؤولة عن 47.8٪ من حالات العض، وجاءت القطط في المرتبة الثانية بنسبة 33.6٪ من الحالات المبلغ عنها، واحتلت البغال المرتبة الثالثة بنسبة 15.3٪. وتعرض حوالي 54.4٪ من المرضى للهجوم من قبل الحيوانات الضالة.

وأوضحت الدراسة أن جميع المرضى الذين شملتهم الدراسة، كانوا بصحة جيدة وعلى قيد الحياة بعد عام واحد من تلقي العلاج.

وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من انخفاض حالات الإصابة بداء الكلب البشري المؤكدة في المغرب، فإن البيانات التي تم جمعها في منطقة ورزازات تظهر أن التعرض لعضات الحيوانات لا يزال منتشرا في المغرب، وأكدت أن التأخير في تلقي العلاج يرجع عمومًا إلى عوامل اجتماعية وديموغرافية.

وقال المشروغن على الدراسة إن "مفتاح بدء العلاج في أسرع وقت ممكن هو الوعي، خاصة في المناطق القروية والنائية"، وهذا "يدل بوضوح على الحاجة إلى برامج التثقيف الصحي، التي تستهدف بشكل أساسي المناطق القروية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال