من المؤسف والمثير للاستياء أن نلاحظ كيف أدت الطموحات الإمبريالية للقوى الكبرى في بداية القرن العشرين إلى تقسيم واستغلال دول مثل المغرب. إن الاتفاق الذي تم توقيعه في 8 أبريل 1904 بين فرنسا وبريطانيا، والذي ضحى بالحقوق الألمانية لصالح مصالحهما الخاصة، يُظهر تمامًا غياب الاعتبار لسيادة الأمم الأفريقية.
زيارة الإمبراطور الألماني ويليام الثاني إلى طنجة، على الرغم من أنها كانت تُعتبر دعمًا لاستقلال المغرب، لم تكن تهدف في الواقع إلا لتعزيز الطموحات الألمانية في شمال أفريقيا، بينما كانت تُفاقم التوترات بين القوى الاستعمارية. إن هذه اللعبة من السلطة، حيث كانت الدول الأوروبية تتنافس على السيطرة على أراضٍ دون مراعاة لطموحات سكانها، هي عار ترك جروحًا عميقة في تاريخ المغرب.
كانت نتيجة هذه المناورات الدبلوماسية عقد "مؤتمر الجزيرة الخضراء"، الذي، بعيدًا عن ضمان استقلال المغرب، فرض شروطًا صارمة قلصت البلاد إلى وضعية الحماية، مما حرم شعبها من حريته وحقه في تقرير المصير. إن تسلسل الأحداث، مع الاحتلال العسكري من قبل فرنسا وإسبانيا، يشهد على عصر كانت فيه المصالح الاقتصادية والاستراتيجية تتجاوز الحقوق الإنسانية الأساسية.
من الضروري أن نتذكر هذه الأحداث حتى لا نكرر أخطاء الماضي ولتعزيز عالم تُحترم فيه سيادة وحقوق الأمم. يجب أن تظل النضال من أجل كرامة واستقلال الشعوب في صميم اهتماماتنا المعاصرة