حملة بينيتون
وتظهر الصورة البابا وهو يقبل إمام الأزهر أحمد الطيب من الفم، والإمام أحمد الطيب هو أعلى سلطة دينية في مصر، وفي الصورة المركبة يأخذ الإمام رقبة البابا بيده اليمنى وهو مقطب الحاجبين، ورغم أن الشركة سارعت لإزالة الصورة من الإعلان الجديد، والاعتذار من المسلمين والمسيحيين، مشيرة إلى أنها تأسف لاستخدام هذه الصورة المثيرة لمشاعر "المريدين"، وقالت إنها تنبذ الكراهية وتدعو إلى المحبة، إلا أنها لم تسلم من غضب الفاتيكان الذي لم يتقبل فعل الشركة.
شكوى الفاتيكان
ولم يستسغ الفاتيكان هذا التصرف وأدان استخدام صورة شخصية مقدسة من أجل الإعلان والدعاية لأغراض تجارية، ويعتزم الفاتيكان أيضا التقدم بدعوى إلى القضاء لمنع نشر الصورة في وسائل الإعلام على نطاق واسع، وحسب مؤتمر أساقفة فرنسا فالفاتيكان اتخذ خطوات قانونية من أجل ضمان احترام الشخصيات الدينية والحد من هذه الضجة، وقال المطران برنار بود فان " نعتقد أن سحب الصورة في حد ذاته يدخل أيضا في خانة الترويج التجاري".
صمت الأزهر
إلى حد الآن ما زال الأزهر مترددا حول الخطوة التي سيتخذها ردا على التصرف الذي يراه "أرعن وغير مسؤول"، ولكنه لا يعتزم اتخاذ أي إجراء في هذا الوقت الراهن، لأن المؤسسة المصرية "ما تزال مترددة حول ما إذا كان الأمر يستحق ردا ما دامت الصورة غير حقيقية"
ورغم سحب شركة بينيتون للإعلان الذي يحمل الصورة المركبة، إلا أنه تم تداولها على نطاق واسع على الشبكة العنكبوتية، ولم تكن هذه الصور المركبة هي الأولى لأشخاص مشهورين يقبلون بعضهم، بل كانت هناك صور مركبة لسياسيين لم يعلقوا عليها، خاصة الصورة التي تظهر ساركوزي يقبل من الفم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وباراك أوباما يقبل من الفم نظيره الصيني هو جين تاو، ولكن الصورة الصادمة هي تلك التي تظهر محمود عباس يقبل بنيامين نتنياهو من الفم.
وقال أحد مريدي الكنيسة المسيحية لقناة البي ايف ايم تي في الفرنسية "لم يكن باستطاعة شركة بينيتون أن تضع صورة آن فرانك (Anne Frank) وهي تقبل ضابط من القوات النازية الخاصة".
*آنيليس ماري "آنا" فرانك، 12 يونيو 1929 مدينة فرانكفورت مارس 1945 معسكر بيرغن بيلسن، كانت فتاة يهودية ألمانية ولدت في مدينة فرانكفورت على نهر الماين بألمانيا، وعاشت معظم حياتها بالقرب من أمستردام في هولندا، واكتسبت شهرة كبيرة بعد نشر مذكراتها التي توثق تجربتها في الاختباء خلال الاحتلال الألماني لهولندا في الحرب العالمية الثانية.