القائمة

أرشيف    

الرواية الأخرى مع المحجوب السالك: مؤسس البوليساريو كان الوحيد الذي يستطيع إيقاظ القذافي في منتصف الليل #2

في الجزء الثاني من الحوار مع المحجوب السالك أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، وزعيم تيار "خط الشهيد" المعارض لقيادة جبهة البوليساريو، يتحدث لموقع يابلادي عن السنوات التي سبقت تأسيس الجبهة الانفصالية، وعن تظاهرات الصحراويين في مدينة طانطان، وعن زيارة مؤسس الجبهة إلى ليبيا ولقائه بمعمر القذافي.

نشر
المحجوب السالك,زعيم تيار خط الشهيد المعارض لقيادة البوليساريو/ تصوير المهدي مساهم، يابلادي
مدة القراءة: 4'

أكد المحجوب السالك في روايته لتاريخ النزاع في الصحراء الغربية لموقع يابلادي أن مؤسسي جبهة البوليساريو لم تكن لديهم في البداية نزعة انفصالية، مضيفا "كل ما كنا نريد هو تحرير الصحراء، وكنا نطلب من المغرب مساعدتنا، والشعارات التي رفعناها في تظاهرات طانطان كانت واضحة، وهي: بالكفاح والسلاح نفدي الصحراء بالأرواح، الصحراء تصبح حرة وإسبانيا برة". وزاد قائلا:

"في سنة 1972 اعتقل المغاربة الأطفال والشبان، ومن بينهم الوالي ومجموعته وتدخل محامون صحراويون ودافعوا عنهم وساعدوا في إطلاق سراحهم، والمظاهرة الأخرى التي ستقام في 5 ماي 1972 هي التي ستكون حاسمة حيث تم اعتقالنا من طرف القوات المغربية وتم تعذيبنا وقال لنا القائد، وأنا أتذكره جيدا وهو رجل أعمال مشهور في المغرب يدعى القائد العكوري، بعد أن عذبنا، إذا أردتم أن تحرروا الصحراء اذهبوا مشيرا بيده إلى الجنوب، وأضاف هنا المغرب ولا تخلقوا لنا الفوضى".

وواصل قائلا "في تلك الفترة لما ووجه الشباب بالعنف خلقت عندهم عقلية العنف الثوري مقابل العنف الاستبدادي. المغرب لن يساعدنا لذا يجب علينا أن نعتمد على وسائلنا الذاتية، لمواجهة المستعمر الاسباني، وآنذاك بدأت اتصالات الوالي بالليبيين والجزائريين".

وعن تفاصل المؤتمر التأسيسي لجبهة البوليساريو قال السالك "المؤتمر التأسيسي كان مؤتمرا متنقلا، الاجتماع الأول نظمه مجموعة من الشباب الصحراوي في طانطان، بقيادة الوالي مصطفى السيد رحمة الله عليه، ووقع فيه نقاش معمق بين الطلبة الصحراويين، مجموعة كانت تقول لم يحن الوقت بعد لإعلان الثورة في الساقية الحمراء ووادي الذهب ولابد لنا من سنوات للتنظيم من أجل قيادة الجماهير نحو ثورة مسلحة، بينما الوالي ومجموعة قليلة معه، قالوا الثورة الآن أو أبدا".

وتابع أن الوالي خاطب "أصحاب الرأي الآخر قائلا، من أراد الثورة الآن مرحبا، ومن أراد أن يدرس كي يحصل على شهادات يركب بها على الجماهير فليذهب، ولهذا الكثير من الشباب الصحراوي الجامعي خرجوا من الاجتماع وبقي الوالي ومجموعة قيليلة معه، والاجتماع الثاني كان في الزاك وتم خلاله نقاش كيفية جمع الأسلحة، وكيفية مهاجمة إسبانيا".

أما الاجتماع الثالث بحسب الوالي فتم عقده في تندوف "وتم تحضير المتطوعين الذين يريدون حمل السلاح وحدد معهم الوالي موعدا قرب الحدود مع إسبانيا والمغرب، لكي يكونوا هم نواة العملية الأولى".

أما الاجتماع الأخير فهو اجتماع "يوم 31 أبريل 1973 بمدينة الزويرات في موريتانيا والتي تم فيها الإعلان عن اسم الجبهة وعن بيانها السياسي، وعن التحضير للكفاح المسلح، وتوضيح أن هناك جناحين سياسي يعتني بتنظيم الجماهير، وجناح عسكري يهتم بالكفاح المسلح ضد المستعمر الاسباني". وأكد السالك أن مؤسسي جبهة البوليساريو:

"لم يكونوا يهدفون إلى تأسيس دولة في الصحراء، هدفنا كان هو تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وبدأت التعبئة تشمل الصحراويين المتواجدين في مناطق الصحراء، والدول المجاورة".

وأوضح أنه تولى عضوية المكتب السياسي لجبهة البوليساريو "بعد المؤتمر الثاني وكنت مسؤولا عن تنظيم طلبة البوليساريو في المغرب وتوليت تسييره إلى أن انطلقت سنة 1974 لحمل السلاح".

وبحسبه فإن "الصحراويون شعب لم يعرف التنظيم السياسي تاريخيا، لهذا بدأت الناس تستجيب لهذا التنظيم الجديد بدرجة أكبر لما انطلقت الرصاصة الأولى، لأنهم يعرفون السلاح أكثر من التنظيم السياسي، وتهافتت الناس نحو البوليساريو لأنها حركة جهاد وكفاح".

وكشف السالك أن الأسلحة الأولى التي كانت بحوزة مقاتلي البوليساريو كانت "تعود إلى الحرب العالمية الأولى، كانت العزيمة والإرادة فقط، والوالي كان يبحث عن السلاح في أي مكان، ذهب إلى الجزائر، ورفض الجزائريون تسليحه، ونصحوه بتأسيس تنظيم سياسي في الصحراء ومطالبة إسبانيا بتقرير المصير وهم سيساعدونه في المحافل الدولية".

وتابع أن "الجزائر سمحت لنا بحرية الحركة فوق التراب الجزائري، على شرط أن لا نعبئ الصحراويين الجزائريين الموجودين في تندوف وبشار وغيرهما". بعد ذلك قرر الوالي

"أن يذهب إلى ليبيا، وهناك سأله أحد مستشاري القذافي، قائلا قيل لنا أنتم شيوعيون، قال له الوالي نحن لسنا شيوعيون، ولكننا لا نضع الشيوعية والإمبريالية في نفس الدرجة من العداء".

وزاد قائلا "هذه الكلمة أثرت كثيرا في القذافي لذلك استقبل الوالي، وأبهر الزعيم الليبي بفكر هذا الشاب الصحراوي وطلاقة لسانه وخطابه السياسي المقنع والممتاز، وكان الرجل الوحيد الذي يستطيع مهاتفة القذافي في منتصف الليل وهو في سريره، لذلك كان القذافي رحمة الله عليه، هو أول من نعى استشهاد الوالي في خطاب رسمي يوم 9 يونيو 1976 ألقاه في طرابلس".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال