وأشارت يومية "الشروق" المقربة من صناع القرار في الجزائر، إلى تصريح للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، والذي تحدث فيه عن دعم باريس لمشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وهو ما يتناقض مع الموقف الجزائري، على حد تعبيرها.
ورأت اليومية واسعة الانتشار في الجزائر أن الموقف الفرنسي لا يساير طبيعة العلاقات التي تربط فرنسا مع الجزائر والتي "قطعت أشواطا منذ وصول الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند، إلى سدة قصر الإيليزي في عام 2012".
ولفتت اليومية الجزائرية إلى أن تصريح المسؤول الفرنسي جاء بعد زيارة الأمين العام للأم المتحدة للمنطقة، والتي وصفتها بـ"التاريخية"، وهو ما يعطي بحسبها "خصوصية ورمزية للموقف الفرنسي، وقد يفهم على أنه طعنة لموقف "الصديقة" الجزائر".
واعتبر كاتب المقال الذي يشغل منصب رئيس تحرير القسم السياسي بالجريدة، أن تحجّج المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، بـ "قدم" موقف باريس من قضية الصحراء، "لا يبدو مبررا للثبات عليه". مدللا على كلامه بالتصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والتي اعتبرها المغرب منحازة للبوليساريو.
وتساءلت الجريدة في مقالها الذي عنونته بـ"باريس "تحرج" الجزائر بانحيازها إلى المغرب في قضية الصحراء"، عما إذا كانت السلطات الجزائرية قد فشلت في توظيف ورقة العلاقات الاقتصادية، من أجل "الضغط على باريس لتعديل مواقفها من بعض القضايا المبدئية التي تهم الجزائر".
وأشار كاتب المقال إلى أن الجزائر تحولت إلى "منطقة نفوذ حيوي خالص لفرنسا ولمنتجاتها"، مضيفا أن بلاده "تحولت إلى "بازار مفتوح" للمنتجات الفرنسية على اختلافها"، غير أنه بالرغم من ذلك، لم يوظف المفاوض الجزائري بحسبه هذه الأوراق في الضغط على فرنسا لتغيير موقفها.