القائمة

أخبار

دياسبو #387: غزلان الكراوي.. من علم النفس إلى قمة سوق العقارات في دبي

من علم النفس إلى عالم العقارات، ومن قاعات الدراسة إلى منصات التكريم، تشق غزلان الكراوي طريقها بثقة وإصرار في مدينة دبي، حيث استطاعت أن تحوّل التحديات إلى فرص، وتثبت أن المرأة المغربية قادرة على التميز خارج الحدود. بخلفية أكاديمية في علم النفس وتجربة إنسانية مؤثرة مع أطفال التوحد، دخلت غزلان مجال العقارات دون أن تتخلى عن قيمها ورسالتها، فجمعت بين المهنية العالية والعمل الإنساني.

 
نشر
غزلان الكراوي
مدة القراءة: 4'

تخصصت الشابة المغربية غزلان الكراوي في علم النفس، لكن شغفها بالتحدي والطموح قادها إلى عالم العقارات في دبي، حيث استطاعت أن تثبت ذاتها وتحقق مكانة متميزة في سوق تنافسي لا يعترف إلا بالكفاءة والاجتهاد. انطلقت من خلفية أكاديمية في علم النفس، واستثمرت معارفها لفهم احتياجات العملاء وتحليل سلوكهم، مما مكنها من بناء علاقات مهنية قوية وتحقيق نتائج لافتة في وقت وجيز.

وتؤمن غزلان بأن علم النفس لا يقتصر على العيادات أو المراكز المتخصصة، بل يُعد أداة فعالة لفهم سلوك الإنسان في مختلف السياقات، ومنها السوق العقارية. فقرارات الشراء أو الاستثمار، كما توضح، لا تُتخذ فقط بناءً على معطيات مادية، بل تتأثر بالعواطف والدوافع النفسية أيضًا.

من لندن إلى دبي

ولدت غزلان سنة 1988 في مدينة آسفي، لكنها ترعرعت في مدينة خريبكة حيث كان والدها يعمل، وهناك حصلت على شهادة الباكالوريا. واصلت دراستها العليا في جامعة 6 أكتوبر بمصر وحصلت على الإجازة في علم النفس، ثم انتقلت إلى المملكة المتحدة، حيث نالت شهادة الماستر في علم النفس السلوكي من جامعة برونيل.

في سنة 2014، حصلت على عقد عمل في مركز متخصص في رعاية الأطفال ذوي التوحد بدبي، لكنها قررت بعد سنة ونصف التوقف عن العمل. وقالت في حديثها لموقع "يابلادي": "حاولت أن أقدم الدعم والمساندة لهؤلاء الأطفال الذين يواجهون تحديات يومية كبيرة، إلا أن التجربة، رغم غناها الإنساني، كانت مرهقة نفسيًا، إذ وجدت نفسي متأثرة بعمق بحالات الأطفال وصعوباتهم، ما دفعني في النهاية إلى اتخاذ قرار صعب بترك العمل".

بعد فترة قصيرة، التقت غزلان بأصدقاء يعملون في مجال العقارات، وشجعوها على خوض التجربة، فقررت خوض هذا التحدي وقدمت سيرتها الذاتية لمنعش عقاري، وتم قبولها. وتقول: "تطورت مهنيًا في ظرف وجيز، وكنت أخصص كل وقتي للعمل، أعمل كل أيام الأسبوع بعكس زملائي".

استمرت غزلان في هذا المجال حتى سنة 2018، حين قررت بمعية أحد معارفها تأسيس شركة للاستشارات العقارية. وفي عام 2023، قررت الانفصال وتأسيس شركتها الخاصة التي أطلقت عليها اسم "شركة غزلان للعقارات"، مستفيدة من الخبرات التي راكمتها خلال السنوات السابقة.

تضم شركتها اليوم عشرة موظفين من جنسيات مختلفة، وتشير إلى أن الإقبال الكبير على عقارات دبي يأتي من أوروبا، ولهذا يعتمد كل موظف على التواصل مع زبائن من جنسيته لتسهيل التفاهم. وتقول إن مهمة الشركة، التي أصبحت معروفة في دبي، تتمثل في مساعدة الزبائن على إيجاد منازلهم المثالية والاستثمارات الأنسب، كما توفر خدمات تجهيز العقارات من ديكور وأثاث وغيرها.

نظير تميزها، تم اختيارها سنة 2023 "سيدة العام في مجال العقارات"، وتسلمت الجائزة من الشيخة جواهر بنت خليفة آل خليفة. كما نالت جائزة "أنتِ سيدة المجتمع"، وتم تكريمها من قبل الشيخة مهرة بنت محمد بن راشد آل مكتوم.

وتوضح غزلان: "لم أنشئ فروعا لشركتي خارج الإمارات لأن العمل في العقار ليس بالأمر السهل، ويتطلب الإحاطة الكاملة بالقوانين المحلية والتحديات التنظيمية. أفكر في التوجه نحو المغرب، وأتمنى أن يتم سن قوانين واضحة وصارمة تسهل الاستثمار العقاري، فالمغرب أصبح مطلوبًا عالميًا، وهو أرض خصبة للاستثمارات".

ناشطة جمعوية أيضا

إلى جانب مسيرتها المهنية، تنشط غزلان في العمل الجمعوي، خصوصًا في ما يتعلق برعاية الأطفال من ذوي الهمم، ودعم المرأة. وقد حظيت بعدة تكريمات نظير جهودها، من بينها اختيارها سفيرة للسلام من قبل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان سنة 2024، وسفيرة أمنيات من قبل مركز أمنيات لرعاية أصحاب الهمم في نفس العام. كما نالت درع وشهادة تقدير ضمن مبادرة "من الهمم إلى القمم" سنة 2025، ودرع زايد الإنساني، بالإضافة إلى تكريم خاص من شرطة دبي سنة 2022 تقديرًا لجهودها في خدمة المجتمع.

كما تولي اهتمامًا كبيرًا بالموروث الثقافي المغربي، الذي تعتبره عرضة لمحاولات سطو ثقافي. وتقول: "نحن من الشعوب التي حافظت على موروثها الثقافي؛ القفطان، الجبادور، صينية الشاي، الجلابة... كلها رموز متجذرة. والدتي كانت خياطة تتقن الطرز الفاسي، ومنذ صغري نشأت على حب التراث والتقاليد".

وتضيف: "نظمنا مهرجانًا ثقافيًا في الإمارات بالتعاون مع جمعية مغربية، وسنواصل تنظيم النسخ القادمة بأنفسنا، إلى جانب مهرجانات في الأردن والكويت، حيث سنحتفي بالزليج والصناعة التقليدية المغربية والنكافة وكافة مظاهر التراث المغربي".

وفي ختام حديثها، عبرت غزلان عن أسفها لغياب الاهتمام الكافي بالجالية المغربية في الإمارات، والتي يبلغ عددها نحو 85 ألف نسمة، مشيرة إلى أن "هذه الجالية من بين أنشط الجاليات وأكثرها ارتباطًا بالوطن الأم، لكنها تعاني من نظرة نمطية لا تعكس حقيقتها ولا مجهوداتها".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال