بمناسبة عيد الفطر، يمكن للعائلات والأصدقاء في كندا تبادل بطاقات التهنئة والهدايا باستخدام طابع بريدي صمّم خصيصا لهذه المناسبة، احتفاء بقيم المشاركة والروابط القوية بين الأحباء. فقد أصدر "بريد كندا" طابعا جديدا يجمع بين الثقافتين الإسلامية والأصلية، مستوحى من "سجادة الصلاة الكندية"، حيث طُبع منه 300,000 نسخة.
الهدف من هذا الإصدار هو "إبراز المجتمع المسلم وعلاقاته العميقة بكندا"، من خلال تصميم يعكس رموزا ثقافية مشتركة. وقد تم ابتكار "سجادة الصلاة الكندية" عام 2016 في إطار مشروع أطلقته منظمة The Green Room، وهو برنامج شبابي تديره جمعية خيرية مقرها إدمونتون، تُعرف حاليًا باسم IslamicFamily، وتوفر خدمات روحية وثقافية للمجتمع المحلي، وفقًا لما أورده مجلة بوست كندا.
صرح عمر يعقوب، المدير العام لمنظمة IslamicFamily، لراديو كندا بأن هذه القطعة "تمثل الشعور بالانتماء" من خلال "المصالحة، عبر التعرف على هذه القصص الأولى وفهم جيراننا بشكل أعمق". وتُبرز هذه السجادة أيضًا الحضور التاريخي للزخارف النباتية في الفن الإسلامي، والتي تظهر في العمارة والمنسوجات، وكذلك في سجادات الصلاة.
سجادة اÙصÙاة اÙÙÙدÙØ©
ويضيف المصدر ذاته "بهذه الروح، التقى في عام 2016 مجموعة من "الشباب المسلمين بشيوخ من السكان الأصليين وأحفاد المستوطنين الأوائل، لاستلهام تصور لسجادة صلاة كندية".
من خلال هذه اللقاءات، ولد تعاون بين المصممة ميتيس كيت كرافن والحرفية نور إقبال، حيث تم تصميم سجادة منسوجة يدويًا من الصوف، تعكس "تنوع المناظر الطبيعية في مقاطعة ألبرتا، إضافة إلى رموز مجتمعات السكان الأصليين والثقافة الإسلامية".
المجتمع المسلم في كندا: وجود مستمر منذ أكثر من 80 عامًا
تجسد السجادة أيضًا قبة وصنوبرة ملتوية، في إشارة إلى شجرة الأرز اللبنانية، "بلد الأصل للعديد من المسلمين في كندا". كما ترمز المثلثات الزرقاء إلى ثقافة الكري، حيث تمثل جبال روكي في ألبرتا ونهر ساسكاتشوان الشمالي.
أما سنابل القمح، فتمثل الوفرة، بينما يرمز الهلال إلى التقويم القمري الذي يُستخدم في الثقافتين لتحديد بداية شهر رمضان. وأوضح "بريد كندا" في بيان أن هذا التصميم يعكس الثقافات التاريخية التي تطورت علاقاتها عبر الزمن، حيث ساهم المسلمون في كندا في بناء أول مسجد في البلاد عام 1938، في إدمونتون.
كانت اللبنانية هلوى حمدون (1905-1988) من أبرز الشخصيات التي "جمعت المجتمع المسلم في إدمونتون وقادت حملة لإنشاء مسجد الرشيد"، وفقًا للموسوعة الكندية، التي نقلت عنها Présence Info. وقد سلطت العديد من وسائل الإعلام الكندية الضوء على هذا الحدث آنذاك.
عند إطلاق مشروع بناء المسجد، كان عدد المسلمين في كندا لا يتجاوز 2,000 شخص، بينهم 40 عائلة تقطن في إدمونتون. وقد أفادت صحيفة La Patrie في عددها الصادر في 17 سبتمبر 1938 بأن المسجد "يتكون من طابق واحد، مع قبة مركزية، ومئذنتين، وساحة مرصوفة، وطابق سفلي".
يعكس هذا التاريخ الخيارات الفنية التي اعتمدها "بريد كندا" في تصميم الطابع، الذي تصفه المؤسسة بأنه "أكثر من مجرد عمل فني". فهو "يرمز إلى الوحدة والتعددية الثقافية على أرض المعاهدة رقم 6، التي تشمل مدينة إدمونتون"، كما أوضحت المؤسسة.
اÙبرÙد اÙÙÙدÙ
وفي إطار نفس السلسلة من الطوابع الخاصة، أصدر "بريد كندا" ستة طوابع سابقة احتفاءً بالأعياد الإسلامية. كما تنتج المؤسسة طوابع أخرى بمناسبة ديوالي، وهانوكا، وعيد الميلاد، تعبيرا عن التعددية الثقافية التي تميز البلاد.