في دراسة نشرت في 6 مارس 2025 في مجلة "ساينس دايركت"، استخدم باحثون منهجا متعدد التخصصات لتحديد الصدع، الذي يُعتبر تشققا في سطح الأرض، المسؤول عن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في شتنبر 2023. استعرضت الدراسة ديناميكيات الانزلاق المائل وخصائص تقسيم الإجهاد في المنطقة، مع التركيز على التفاعلات المحتملة بين أنظمة الصدوع على أعماق كبيرة.
وبحسب باحثين فإن الزلزال الرئيسي وقع على عمق يقارب 28 كيلومترا، بينما كانت الهزات الارتدادية تتركز في الغالب بالقرب من "صدع تيزي نتاست" مما كشف عن أنماط زلزالية شائعة ترتبط بالنشاطات الزلزالية للصدوع. تجدر الإشارة إلى أن " تيزي نتاست" هي جماعة قروية في إقليم تارودانت بجهة سوس ماسة.
الزلزال الرئيسي كان حدثا انضغاطيا تضمن وجود صدعين رئيسيين: الأول مائل بشدة نحو الشمال الغربي، بينما الآخر مائل بشكل خفيف نحو الجنوب الغربي. ويحتمل أن يكون الصدع المائل نحو الشمال الغربي قد شهد حركة أكبر مقارنة بالصدع الآخر.
صدع تيزي نتاست: السبب الرئيسي للزلزال
من خلال استخدام تحليل DInSAR، وهي تقنية تستخدم لقياس التغيرات الدقيقة في سطح الأرض باستخدام بيانات الرادار من الأقمار الصناعية، قام الباحثون بتطوير خرائط إزاحة أظهرت رفعا غير متساو على طول صدع تيزي نتاست. كما استعانوا بـ "الانزياح المرن المثلثي" وهي تقنية تساعد على دراسة الموجات الزلزالية والضغط المطبق على الطبقات الجيولوجية.
وأظهرت النتائج أن الصدع المائل نحو الشمال الغربي، المرتبط بصدع تيزي نتاست، يتوافق بشكل أفضل مع حركة الأرض التي تم رصدها مقارنة بالصدع المائل نحو الجنوب الغربي المرتبط بـ "صدع جبيلات" الذي يقع شمال مراكش والأطلس الكبير، والذي كان له تأثير أقل في هذا الزلزال.
وخلص الباحثون في دراستهم إلى أنه "من المرجح أن يكون نظام صدع تيزي نتاست هو السبب الرئيسي وراء زلزال الحوز 2023". وأضافوا "كما أننا اكتسبنا رؤى جديدة حول إمكانية إعادة تفعيل الصدوع على أعماق كبيرة، وهو ما يشير إلى أن بعض الصدوع قد تفعّل مجددا نتيجة التغيرات في الضغط والإجهاد بعد وقوع الزلزال."
كما أكدت الدراسة على أهمية دمج الملاحظات الأرضية مع النماذج المتقدمة لتعميق فهمنا للنشاط الزلزالي والعمليات الجيولوجية التي وقعت في منطقة الأطلس الكبير الغربي خلال زلزال الحوز 2023. من خلال دمج البيانات المستخلصة من صور الأقمار الصناعية وأنماط الهزات الارتدادية، تمكن الباحثون من رسم صورة أكثر دقة وشمولية حول كيفية وقوع الزلزال.