القائمة

أخبار

بعد العطلة المدرسية.. تدابير المغرب ضد "بوحمرون" بحاجة إلى تعزيز

بعد نهاية العطلة المدرسية، تتزايد أهمية تعزيز التلقيح الجماعي ضد "بوحمرون" (الحصبة) مع عودة التلاميذ إلى الفصول الدراسية. وبينما تستمر وزارة الصحة في حملات التلقيح، يحذر المتخصصون من ضرورة متابعة تلقيح الأطفال ضد الأمراض الطفولة القاتلة الأخرى، ويؤكدون على ضرورة جعل التلقيح إلزاميًا لتوفير حماية فعالة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

مع استمرار ارتفاع حالات "بوحمرون" في المغرب، أصبح من الضروري استعادة التغطية اللقاحية المثلى، خصوصًا مع عودة التلاميذ إلى المدارس بعد نهاية العطلة المدرسية. ورغم حملات التلقيح المستمرة، يؤكد الدكتور الطيب حمضي أن الحملة الطوعية وحملات التلقيح العاجلة لن تكون كافية بمفردها. مشيرا إلى أن "الوباء قد يتراجع مؤقتًا بعد العطلة، لكن مع ضعف المناعة الجماعية، سيعاود الانتشار سريعًا بعد فترة قصيرة".

في هذا السياق، أكد الأخصائي أن "بوحمرون" مرض شديد العدوى وخطير، ولكنه في الوقت نفسه قابل للوقاية. ومن هنا، تأتي الحاجة الملحة لاستعادة التغطية اللقاحية التي يجب أن تبلغ 95%. وشدد الدكتور حمضي على أهمية هذه النقطة وأهمية الوقاية، محذرًا من أن الوضع الراهن يُظهر تراجعًا في مكافحة الأمراض الطفولة القاتلة الأخرى في بلد يُعتبر "رائدًا عالميًا في تطعيم الأطفال ضد الأمراض المستهدفة" منذ سنوات.

التدخل على الصعيدين الطبي والإقليمي

من بين التدابير الواجب اتخاذها، لا يستبعد الطبيب "إقرار التلقيح الإلزامي ضد الأمراض الطفولة القاتلة، والتي أظهرت اللقاحات فعاليتها العالية وأمانها". مشددا على ضرورة الحد من انتقال هذه الفيروسات في السياق الحالي لحماية الأرواح، ولعدم زيادة التراكم في إدارة الأزمات المتزامنة.

لهذا السبب، يرى الدكتور حمضي أن التدابير الحالية لمكافحة انتشار بوحمرون "مهمة وضرورية وحيوية، لكنها ما زالت غير كافية". وأوصى بضرورة أن يتم التخطيط للمتابعة ضمن رؤية طويلة ومتوسطة المدى لمواكبة تطور الوضع الحالي أو أي تطورات مستقبلية. ومن أجل ذلك، ينصح بـ "الحفاظ على معدل التغطية التطعيمية على المدى الطويل"، مع "تعزيز التطعيم للأطفال وفقاً للجدول الزمني للتطعيم وعدم الاكتفاء بحملات التلقيح المتأخرة".

حذر الدكتور حمضي من أن تراجع معدلات التلقيح لا يقتصر على "بوحمرون" فحسب، بل يشمل أيضًا لقاحات أخرى في جدول التطعيم. وأضاف أن "معدلات الحماية لهذه اللقاحات أقل من المستويات المطلوبة"، وهو ما يعرض المجتمع لخطر عودة ظهور أمراض كان يُعتقد أنها تحت السيطرة، مثل السعال الديكي، والدفتيريا، وشلل الأطفال، وغيرها.

تحقيقات حول إدارة التلقيح لفهم الوضع

بعيدا عن التدابير الصحية العامة التي يوصي الدكتور حمضي بتطبيقها ضمن منطق التنسيق الإقليمي، يوضح الطبيب أنه لا يمكن أن تكون حملة التوعية للعودة إلى التغطية التطعيمية المثالية ناجحة ومستمرة دون فهم الأسباب التي أدت إلى تفشي الوباء منذ البداية.

وشدد في هذا الصدد على ضرورة إجراء "تحقيقات وعمليات تدقيق داخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية"، من أجل "فهم ما حدث في السنوات الأخيرة". ويرى الطبيب أنه يجب النظر في تأثير جائحة كوفيد-19 وتردد بعض الأهل في تلقيح أطفالهم، وكذلك التحقيق في "التقاعس في تقديم اللقاحات من قبل الخدمات المعنية والمتخصصين في الرعاية الصحية".

وأوضح الأخصائي أن هذه الظاهرة ظهرت في المغرب في سياق "نقص الموارد البشرية، والإضرابات المتكررة، والتوقفات المتواصلة عن العمل، فضلاً عن قلة الحوافز"، إلى جانب عوامل أخرى مؤثرة. وشدد على أن "إجراء تحقيق لفهم الأسباب وتصحيح الوضع وتجنب تكرارها مستقبلاً" هو الحل الأمثل لتجاوز هذه الأزمة.

وفي نفس السياق، لفت الدكتور حمضي إلى أهمية تحديد "أسباب تراجع المراقبة الوبائية للأمراض الطفولة"، التي "أدت إلى ظهور حالات بوحمرون واسعة النطاق دون اكتشاف تفشي المرض في الوقت المناسب".

كما اعتبر أنه من المهم تسليط الضوء على "كيفية انخفاض معدلات التلقيح إلى هذا الحد دون أن تتمكن متابعة معدلات التطعيم على مستوى المناطق والمستوى الوطني من إصدار الإنذار"، قبل أن يؤدي هذا التفشي إلى الوباء الحالي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال